الانتخابات البرلمانية المصرية: انتكاسة في اليوم الأول
عكست المرحلة الأولى في الانتخابات البرلمانية المصرية حالة من العزوف عن التصويت، وتراجع الإقبال بشكل أثار دهشة وسائل الإعلام المصرية، والمسؤولين عن الانتخابات.
فبعد انتخابات برلمان 2010 في مصر، والعيوب التي شابت عمليات الاقتراع آنذاك وكانت أحد أسباب أحداث 25 كانون الثاني 2011، ارتفعت وتيرة الاهتمام السياسي بشكل غير مسبوق، لدرجة أن معدلات الإقبال ونسب التصويت في استفتاء 19 آذار 2011، ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاءات التي تلت ذلك، كانت غير عادية في الحياة السياسية في مصر.
الاستحقاق الثالث والأخير في خريطة الطريق التي وضعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هو انتخابات البرلمان التي كان الإقبال فيها ضعيفاً للغاية، لدرجة أن الحكومة المصرية منحت العاملين في الدولة نصف يوم عطلة من أجل التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت لرفع معدلات الإقبال.
ولكن المفاجأة المهمة التي وردت في الإشارات والتلميحات، هي أن هذه الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثالث والأخير في خريطة الطريق، ليست فقط انتخابات برلمانية، وإنما استفتاء على مرور 16 شهراً على وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السلطة في مصر.
وكانت قد بدأت، أول من أمس، المرحلة الأولى لانتخابات برلمان 2015 آخر استحقاقات خريطة الطريق المصرية ، والتي تجرى في 14 محافظة مصرية على رأسهم الإسكندرية والجيزة والبحيرة وبني سويف ، حيث شهد اليوم الأول إقبالاً ضعيفاً على صناديق الاقتراع، وانخفاضاً ملحوظاً في أعداد الناخبين، لا سيما في ساعات الصباح قبيل انتهاء ساعات العمل في القطاعين الخاص والعام ليرتفع بصورة تدريجية نسبياً ليصل إلى 624 ألف ناخب عصر اليوم الأول، بحسب ما رصدته اللجنة العليا للانتخابات التي أشارت إلى أن الإسكندرية والجيزة والبحيرة هي أكبر المحافظات من حيث الكثافة، والبحر الأحمر والوادي الجديد الأقل.
وبرر وزير التنمية المحلية د.أحمد زكي بدر انخفاض المشاركة بأنها تعود لحرارة الجو، فضلاً عن كون الأحد يوم عمل بمؤسسات الدولة، فيما تزداد التوقعات بزيادة نسبة المشاركة في اليوم الثاني للعملية الانتخابية، لا سيما في ظل تكهنات بإعلان اليوم الثاني للعملية الانتخابية عطلة رسمية بالمؤسسات.
وأعلنت غرفة عمليات مجلس الوزراء التي تتابع العملية الانتخابية في منتصف اليوم الأول للعملية الانتخابية أمس، أن أعداد تهديدات سير العملية الانتخابية على مستوى المحافظات الـ14 بلغت 71 حالة تهديد، إضافة إلى بلاغات بوجود تعثر في سير العملية الانتخابية بعدد من المحافظات وهو الأمر الذي تم التعامل معه، بحسب ما أكدته غرفة العمليات.
وشهدت العملية الانتخابية في يومها الأول، اعتذار حوالى 100 قاضٍ، وهو الأمر الذي أشار إليه وزير التنمية المحلية د. أحمد زكي بدر، واصفاً إياه بأنها نسبة لا تذكر، فيما شهد اليوم الأول تأخر عدد آخر من القضاة، ما استدعى اللجنة المشرفة على الانتخابات في المنيا لدمج 46 لجنة انتخابية لمواجهة تلك التأخيرات، بينما امتنع قضاة مركز اقتراع بمحافظة الجيزة عن العمل لسوء مستوى النظافة في المقر الانتخابي.
وعلى جانب آخر، شهد اليوم الأول استبعاد اللجنة العليا للانتخابات لأحد المرشحين بالإسكندرية وثلاثة آخرين بأسيوط بناء على أحكام قضائية. ورفض أحد قضاة العملية الانتخابية بدائرة مركز المنيا، تصويت السيدات المنتقبات، إلا بعد التحقق من شخصياتهن بدائرة مركز المني.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، أن الانتخابات بقنصليات وسفارات مصر بالخارج مرت بسلاسة ويسر. وأوضح أبو زيد أنه وبشكل عام فإن أبرز الدول التي توجد بها كثافة تصويتية هي دول الخليج من حيث عدد الناخبين.