«مالفا» الظاهرة التشكيلية… وداعاً

سلوى صالح

نعى اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، الفنّان التشكيليّ السوريّ العالميّ عمر ابراهيم حمدي، الذي توفى ليل الأحد ـ الإثنين في فيينا، عن عمر يناهز أربعة وستين سنة، بعد صراع مع مرض عضال.

وقال الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، إنّ الفنان الراحل المعروف عالمياً بِاسم «مالفا»، يعتبر من أهم الفنانين التشكيليين السوريين في مجال التصوير، وهو عضو في الاتحاد منذ عام 1970، واستطاع أن يحجز له مكاناً متميّزاً على خريطة التشكيل العالمي. ورحيله يعتبر خسارة للفنون الجميلة السورية والعالمية.

ورأى الفنان التشكيلي أنور رحبي أن عمر حمدي يعتبر ظاهرة تشكيلية بدأت منذ سبعينات القرن الماضي بتوقيع «مالفا»، ويعتبر أحد المصوّرين الواقعيين التعبيريين الذين شكّلوا مساحة في التشكيل السوري، لأهمية الرسم عنده وبالتالي الموضوع، حاملاً الكثير من عادات مدينته الحسكة وتقاليدها وشمسها إلى المدن الأوروبية.

وأضاف أنّ «مالفا» كان عضو لجنة تحكيم في عدد من الملتقيات في العالم العربي وخارجه، وله حضور كبير في الساحة التشكيلية العالمية..وطُبع له عدد من الكتب التي تعكس النقدية التشكيلية من قبل دور نشر عربية وأجنبية.

ومن دبي، أوضح الفنان التشكيلي العالمي سهيل بدور أنه كان يلتقي الفنان حمدي في عدد من المعارض والملتقيات الفنية في عواصم العالم، وتجمعهما علاقة صداقة قديمة، وهو فنان مغترب منذ زمن طويل، تعب على تجربته وحضورها في المنتديات التشكيلية، واستطاع أن يؤسّس اسماً معروفاً. إلا أن البعض يختلفون في تقييم أعماله التي تراوحت بين الانطباعية متأثراً بالفنانين الآخرين، وبين اجتهاده لخلق لوحة خاصة به.

وقال الدكتور أحمد خليل الذي عايش بدايات الفنان الراحل عن قرب في مجلة «جيش الشعب»، إن الفنان عمر حمدي كان يمثل تجربة فنية متميزة. وتأثر كل من كان يعرف الفنان بخبر وفاته، لما كان يحمله من صفات شخصية جعلته قريباً من قلوب كل من يعرفه. فقد كان هادئاً متواضعاً مسالماً محبّاً للجميع.

وطالب خليل الجهات المعنية بتسمية متحف أو صالة عرض أو أيّ صرح له علاقة بالفن التشكيليّ بِاسم الفنان عمر حمدي، الذي رفع اسم سورية في المحافل الفنية العالمية.

ولد الفنان الراحل في قرية تل نايف في محافظة الحسكة شمال شرق سورية عام 1951، ومارس الفن منذ الطفولة ودرسه في ما بعد دراسة خاصة. وسافر عام 1978 إلى فيينا التي ظل مقيماً فيها حتى وفاته، وكان عضواً في اتحاد الفنانين النمسويين وعضواً في «يونيسكو» وكذلك في «كونستيلر هاوس» في فيينا، ورئيساً للجنة التحكيم في «غاليري آرت فوروم للفن الدولي المعاصر» في فيينا.

أعمال الراحل الكبير مالفا مقتناة من قبل القيّمين على الفن في العالم ومن قبل صالات العرض العالمية والمتاحف والبنوك ووزارات الثقافة، إضافة إلى المقتنيات الخاصة في بلده سورية، وفي دول عدّة كالنمسا وكندا وروسيا واليابان وهولندا وأميركا وسيريلانكا وفرنسا وألمانيا.

وكتب الفنان الراحل في النقد الفنّي، وله محاولات شعرية، وصدرت مطبوعات وكتب مصوّرة عدّة عن أعماله، وله مؤلفات عدّة منها: «مالفا عمر حمدي… الحياة واللون»، باللغة العربية دمشق سورية عام 1976. و«من الفنّ العالمي» سويسرا 1994، و«قاموس عالم النقد الفني» باللغة الإنكليزية عام 1999، و«ألبوم مالفا إلى الألفية الجديدة»، معرض أرنوت نيويورك الولايات المتحدة الأميركية عام 2004، وله عشرات المعارض الفردية والمشتركة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى