بعد السعودية… قطر نحو تأزّم العلاقات مع بريطانيا

إذا كانت العلاقات البريطانية ـــــ السعودية تشهد توتّراً بسبب مسنّ بريطانيّ حُكم بالجَلد 360 جَلدة، لأن المملكة ضبطت معه خموراً منزلية الصنع. فإنّ العلاقات القطرية ـــــ البريطانية ربما تشهد توتّراً يصل حدّ التأزّم، وذلك بسبب دعوى تقدّمت بها محكمة بريطانية ضدّ رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، بعد اتهامه بقضية تعذيب بريطانيّ.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً، نقلت فيه عن المواطن البريطانيّ فواز العطايا المولود في العاصمة لندن، قوله إن عملاء تابعين لبن جاسم سجنوه قسراً في الدوحة لمدة 15 شهراً وعذبوه، وتم وضعه في سجن انفرادي ومنعه من النوم، وكان يسمح له بالخروج من محبسه فقط من أجل استجوابه بينما كانت يداه مكبلتين بالأصفاد. وأشارت الصحيفة إلى أنّ بن جاسم قد يستعمل حصانته الدبلوماسية لمنع محاكمته.

وفي سياق منفصل، نشرت مجلة «بلومبرغ فيو» الأميركية تقريراً عن العلاقات السعودية ـــــ الروسية جاء فيه: بينما يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة دور روسيا كلاعب رئيس في الشرق الأوسط، بدأت السعودية في مهاجمة المعاقل الاقتصادية لروسيا عبر تزويد بولندا بنفط خام بسعر مخفض. ونقلت المجلة عن التجار الأوروبيين تأكيدهم أن السعودية خفّضت أسعار نفطها بشكل كبير، ما جعلها أكثر جاذبية من النفط الخام الروسي. ورغم أن معظم المصافي الأوروبية الشرقية تعتمد الآن تكنولوجياً على مزيج الخام الروسي، فإن مسؤولي النفط في روسيا محقون في قلقهم.

أما صحيفة «كوميرسانت» الروسية، فنشرت تقريراً تطرّقت فيه إلى الأوضاع في سورية بعد الغارات الجوّية التي تنفّذها الطائرات الروسية، وتحوّل الجيش السوري من حالة الدفاع إلى الهجوم.

«بلومبورغ فيو»: حرب النفط تشتعل بين السعودية وإيران

نشرت مجلة «بلومبرغ فيو» الأميركية تقريراً جاء فيه: بينما يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة دور روسيا كلاعب رئيس في الشرق الأوسط، بدأت السعودية في مهاجمة المعاقل الاقتصادية لروسيا عبر تزويد بولندا بنفط خام بسعر مخفض.

في منتدى للاستثمار عُقد مؤخراً، اشتكى إيغور سيشين، المدير التنفيذي لشركة «رونيفت»، أكبر شركة نفطية روسية، من دخول السعوديين السوق البولندي. «إنهم ينشطون هناك بكثافة» صرح قائلاً. كما عبّر مسؤولون تنفيذيون روسيون آخرون عن قلقهم أيضاً. «أليست هذه الخطوة الأولى نحو إعادة تقسيم الأسواق الغربية؟». قال نيكولاي روبشنكوف، مسؤول تنفيذي في «تاتنفت»، في اجتماع طاولة مستديرة حول النفط. «ألا ينبغي على استراتيجية الطاقة الخاصة بالحكومة أن تشمل بعض التدابير لحماية مصالح روسيا في الأسواق الغربية الحالية؟».

ويؤكد التجار الأوروبيون أن السعودية قد خفضت أسعار نفطها بشكل كبير، ما يجعلها أكثر جاذبية من النفط الخام الروسي. وعلى رغم أن معظم المصافي الأوروبية الشرقية تعتمد الآن تكنولوجياً على مزيج الخام الروسي، فإن مسؤولي النفط في روسيا محقون في شعورهم بالقلق.

في السبعينات، أرسلت المملكة العربية السعودية نصف احتياجاتها من النفط إلى أوروبا، ولكن بعد ذلك بنى الاتحاد السوفييتي أنابيب تصدير من حقول النفط الوفيرة الواقعة في غرب سيبيريا، وتحول السعوديون إلى الأسواق الآسيوية، حيث يزداد الطلب ويمكن بيعه بأسعار أفضل. استمرت حصة السعودية في سوق النفط الأوروبية في الانخفاض ففي عام 2009، وصلت إلى أدنى مستوى لها عند 5.9 في المئة. وبلغت حصة روسيا ذروتها في عام 2011 بنسبة 34.8 في المئة. وفي السنوات الأخيرة، زادت السعودية ببطء من وجودها، إذ بلغت حصتها 8.6 في المئة عام 2013، لكنها لم تجرب قط حظها في بولندا.

مثل معظم وسط وشرق أوروبا، ظلت بولندا لمدة طويلة عميلة لدى الشركات النفطية الروسية. وفي السنة الماضية، جاءت نحو ثلاثة أرباع واردات الوقود الخاصة بها من روسيا، والباقي من كازاخستان ودول أوروبية. إلا أن بولندا هي في صلب الجهود المبذولة للحد من اعتماد الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية. فمنذ ضم بوتين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا السنة الماضية، زادت بولندا، جارة أوكرانيا، من النفقات العسكرية وغيرها من الجهود لتعزيز أمنها. وهي تعمل مع جيرانها الأصغر، أيضاً. وقد أعلنت عن توقيع اتفاق مع ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا لبناء خط أنابيب غاز طبيعي من وإلى دول البلطيق، لضمان استقلالهم في المستقبل عن إمدادات الغاز الروسي.

في هذا السياق، ظهر مورد جديد وموثوق به كهبة من السماء. أما بالنسبة إلى السعوديين، فهم بحاجة إلى التوسع خارج آسيا حيث ينخفض الطلب.

أحسّ الكرملين ورجال النفط الروس منذ مدة طويلة برغبة أوروبا في تنويع مصادر الطاقة وسعيهم خلف أسواق جديدة. وحتى حلول الألفية الجديدة، كانت صادرات النفط الروسية كلها تقريباً تتجه إلى أوروبا. وبحلول السنة الماضية، تقلصت هذه النسبة إلى أقل من الثلثين.

في الأسواق الآسيوية، أصبحت روسيا منافساً حقيقياً للسعوديين. في أيار الماضي، تجاوزت إمدادات الخام الروسية إلى الصين بشكل مؤقت الصادرات السعودية. والآن بما أن السعوديين يشاركون في حرب أسعار لا ترحم على حصة في السوق ـ وليس فقط مع الولايات المتحدة المنتجة للنفط الصخري ولكن مع جميع الموردين الذين ليسوا أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول ـ فهم يقتحمون السوق الروسية التقليدية.

وقد يتحول ذلك إلى مباراة تدافع أكثر نشاطاً بين اثنين من أكبر مصدري النفط في العالم، وهما على خلاف بالفعل بسبب الصراع السوري. حتى الآن، تتوقع «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بشكل متواضع في السنة المقبلة، ولكن إذا استمر الاقتصاد الصيني في تحقيق أداء أسوأ مما كان متوقعاً، قد يصبح هذا السوق صغيراً جداً بالنسبة إلى الروس والسعوديين. فكلا الاقتصادين يعتمدان على النفط، والحفاظ على حصتهما في السوق مسألة حياة أو موت.

المنافسة النفطية هي توجّه خفيّ خطير في سياسة بوتين في الشرق الأوسط. ويأمل الرئيس الروسي أنه عندما تعاود الحليفة إيران دخول سوق النفط والغاز العالمي، ستشاركها روسيا بطريقة أو بأخرى في الأرباح، ربما من خلال خطوط أنابيب جديدة عبر سورية. ويريد أيضاً منع السعوديين من إنشاء طرق تصدير في سورية. والآن بعدما أصبح تفوق الطاقة الروسية في أوروبا أيضاً على المحك، فإن إصرار بوتين على حل النزاع السوري بشروطه يمكن أن يزيد فقط.

«غارديان»: دعوى قضائية ضدّ آل ثاني بتهمة تعذيب بريطانيّ

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس الاثنين مقالاً بعنوان «رئيس وزراء قطر السابق سيستخدم حصانته الدبلوماسية لتجنّب ملاحقته بتهمة تعذيب بريطانيّ».

وقال كاتب المقال إن رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني يفكّر في استخدام حصانته الدبلوماسية في محكمة في المملكة المتحدة بعد اتهامه في قضية تعذيب بريطاني.

ويقول فواز العطايا وهو مواطن بريطاني مولود في العاصمة البريطانية أن عملاء تابعين للشيخ بن جاسم سجنوه قسراً في الدوحة لمدة 15 شهراً وعذبوه، بحسب «غارديان».

ونقلت الصحيفة عن العطايا أنه وضع في سجن انفرادي ومنع من النوم، وكان يسمح له بالخروج من محبسه فقط من أجل استجوابه بينما كانت يديه مكبلتين بالأصفاد.

وينفي الشيخ بن جابر آل ثاني هذه الادعاءات، وتشير وثائق تابعة للمحكمة أنه يخطط لاستخدام حصانته الدبلوماسية أمام المحكمة المقرر عقدها الاسبوع المقبل.

وتقدر ثروة الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني بـ 12 مليار دولار أميركي عندما استقال من منصبه كرئيس لوزراء قطر ووزير خارجيتها في حزيران عام 2013.

وتنظر المحكمة البريطانية في خلاف بين الشيخ حمد والعطايا البريطاني المولد. وكان جدّ العطايا قد شغل منصب الناطق الرسمي بِاسم الحكومة بين عامَي 1996 و1998.

«كوميرسانت»: جبهة معادية لروسيا في سورية

نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى الأوضاع في سورية بعد الغارات الجوّية التي تنفّذها الطائرات الروسية، وتحوّل الجيش السوري من حالة الدفاع إلى الهجوم. وجاء في المقال:

يبدو أن تقدّم الجيش السوري باتجاه مدينة حلب الاستراتيجية يتحول إلى عملية متعدّدة القوميات يشترك فيها الطيران الروسي. وبحسب مصادر غربية، وحدات عسكرية إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني. ومع ذلك لم تتحول هذه النجاحات العسكرية إلى مكاسب سياسية. ردّاً على هذا، يحاول معارضو الرئيس بشار الأسد بزعامة الولايات المتحدة تشكيل جبهة دبلوماسية جديدة مضادة لروسيا.

أعلنت موسكو أنها في سورية تكافح إرهابيي «داعش»، ولكن الغرب وبعض الدول العربية يتهمون روسيا بأنها تحاول القضاء على «المعارضة المعتدلة»، ما يعزّز مواقع المتطرّفين الإسلاميين.

تشتد المواجهات في سورية وتتصاعد، فبعد مضي ثلاثة أسابيع على بداية الغارات الجوية الروسية على مواقع الإرهاب في سورية، تتحدث وسائل الإعلام عن مشاركة وحدات عسكرية إيرانية ومقاتلي حزب الله اللبناني في العمليات العسكرية هناك.

المسؤولون السوريون والإيرانيون ينفون ما تنشره وسائل الإعلام العالمية والتي تستند إلى تصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة و«إسرائيل». يقول وزير الإعلام السوري عمران الزعبي: «بالنسبة إلى إيران، لديها في سورية مستشارون عسكريون فقط». أما رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، الذي زار دمشق، فيقول بأنه يجب أن يسبق إرسال القوات الإيرانية طلب رسمي من دمشق، «المساعدات العسكرية الإيرانية ستصل إلى سورية حال استلامنا طلباً من الحكومة السورية، ونحن سنعلن عن ذلك فوراً».

ولكنهم في الغرب يتحدثون عن عمليات إنزال الوحدات الإيرانية في سورية. بحسب معطيات مصادر أميركية و«إسرائيلية»، تصل وحدات القوات الإيرانية الخاصة بوساطة طائرات النقل العسكرية إلى مطار قريب من دمشق، ويبدو أنهم بالتعاون مع القوات الحكومية سيقومون بعمليات حربية قريباً لتحرير محافظة حلب ومركزها.

من جانبها، لا تخفي القيادة السورية، بأن اعتمادها الرئيس هو على روسيا وإيران، فقد اعترف الرئيس بشار الأسد قبل أسبوع: «نحن نثمّن عالياً جهود البلدان الصديقة في تحسين القدرة القتالية للقوات السورية في مكافحة الإرهاب، خصوصاً روسيا وإيران».

ردّ الرئيس الأميركي على الأخبار في شأن المساعدات العسكرية الروسية والإيرانية إلى سورية فوراً، إذ أعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيرته الكورية الجنوبية باك غن هي، أنه واثق من أن موقف روسيا وإيران من الأزمة السورية «لم ولن ينجح»، وبحسب رأيه فإن هدف موسكو وطهران من كل هذا هو «دعم النظام الذي هو بنظر معظم السوريين ليس شرعياً». وأن ردّ الولايات المتحدة سيكون «تطوير العلاقات مع المعارضة المعتدلة التي يمكن أن تكون بمثابة طريق للانتقال إلى حكومة سورية جديدة».

الرئيس أوباما يكثف في الأيام الأخيرة من اتصالاته مع حلفائه في الغرب والشرق الأوسط وآسيا، بهدف تشكيل جبهة دبلوماسية مضادة لتدخل موسكو في سورية.

من جانبه، أوضح مصدر دبلوماسي غربي موقف الولايات المتحدة وحلفائها لصحيفة «تلغراف» البريطانية وقال: «نحن نشعر بالقلق من الهجمات التي تدعمها روسيا، الموجّهة ضد المعارضة المعتدلة، ما يسبّب إضعافاً في صفوفها، ويستغله داعش في توسيع مناطق نفوذه». وأضاف أن «المعارضة المعتدلة» تحارب ضد النظام وضد «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى