فلسطين نحبك

فلسطين ليست «ترند»، ولم تعد تحصد «اللايكات» منذ زمن، أصبحت في نظر الناس قضية بالأبيض والأسود في عصر الألوان، والثورات حين لا تكون ملونة، وتكون مكسوّة بصور فوتوغرافية قديمة لحطة وعقال ومفتاح صدئ، لا تنال غير حصتها من النوستالجيا.

فلسطين لا تغري بإنشاء جمعية، ولم تعد صالحة للتسول بحزنها على أبواب السفارات. أصبحت خارج دائرة العطف الانساني، خارج الشفقة حتى، ن النضال لأجلها ولو بكلمة، لم يعد مدفوعاً.

فلسطين لم تعد قضية عند البعض: كتب أحد الاصدقاء ينتقد عملية أسر الجنود يسميها خطف ، نها بلا معنى برأيه وتورط الشعب. لم ينتبه أنه حذف من حساباته آلاف الأسرى، الذين لا تفيد ألف «ستايتوس فايسبوك»، ومليون تغريدة، في إقناع سجانهم بأنهم بشر أيضاً.

فلسطين لم تعد مستحيلاً يستحق العمل لترويضه، ن ثمة أمور أخرى اكتشفنا أنها ممكنة: حين هزمنا أنفسنا بثقافة السلام، اكتشفنا متعة الحرب ضد الذات. فتفرّغنا لتحقيق الأسهل من إعادة وطن، إضاعة أوطان أخرى.

فلسطين هي الحب الأول الأكبر، بعضنا يتمسك بأجمل ما كان فيه، يشتله قرب القلب ليقيس به كل حب آخر، وبعضنا يختار أن يقفل عليه صندوق الخردة، ويفتش عن متعة المحاولات الفاشلة.

حضور فلسطين في البكائيات، هو مجدنا السليب، ربما، لكن غيابها عن قائمة اهتماماتنا الجدية، هو عارنا اليومي، حين ننتبه أننا لم ندقق يوماً في كلمات أغنيتنا المفضلة، بل اكتفينا بالرقص عليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى