التدخّل العسكري الروسي المباشر إيذانٌ بولادة حلف عسكري دولي جديد

في هذا العدد، يقارب الباحث رياض عيد أبعاد النقلة العسكرية الجديدة التي قامت بها روسيا على الجغرافيا السورية وذلك عبر قراءة جيو ـ استراتيجية. لقد عدّد الباحث الأسباب الممكنة والتي تقف وراء التدخّل الروسي، إضافةً إلى سرّ اختيار التوقيت الذي أراده بوتين لتدخله العسكري. ويعود الباحث ليقف على النتائج الإقليمية الدولية التي يمكن أن تتمخّض عنها هذه الحرب وفي مقدّمها نظام التعددية القطبية الدولي.

هنا الجزء الثاني والأخير من الدراسة..

رياض عيد

أما لماذا اختار هذا التوقيت فهو للأسباب التالية:

لاستباق التدخّل العسكري التركي الأطلسي المؤكّد وأخذ المبادرة بالتدخّل بطلب شرعي من الأسد عندها يُحجم الأطلسي عن التورّط بصدام عسكري معه من دون مسوّغ شرعي.

ولأن أميركا دخلت في مرحلة الانتخابات، وهي أولوية عند الحزبين الأميركيين المنشغلين بتأمين النجاح بها، ولا تستطيع أميركا رسم استراتيجية جديدة لمواجهة بوتين في هذه المرحلة الأخيرة الفاصلة في نهاية عهد أوباما. إضافةً إلى الوضع الاقتصادي المتردّي في أميركا والذي لم يتعافَ بعد من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها عام 2008. وأيضاً يخشى أوباما الصدام العسكري المباشر في سورية من أن يؤدي إلى حرب عالمية، وأيضاً إلى تدحرج الصدام مع إيران، ما ينعكس سلباً على الاتفاق النووي معها والذي يعتبره أوباما النقطة السياسية المضيئة الوحيدة بعد الاتفاق مع كوبا التي حقق فيها نجاحاً في عهده. وأوروبا منشغلة بالأزمة الأوكرانية، وأزمة استيعاب اللاجئين السوريين إليها، ووضعها الاقتصادي الصعب بعد العقوبات الاقتصادية على روسيا التي أرهقت اقتصادها إضافةً إلى تعويم اليونان اقتصادياً لمنع وقوعه في الفلك الروسي.

ولأن حلفاء أميركا الأساسيين في المنطقة، السعودية وتركيا تورطتا بحروبهما الخاصة التي باتت أولوية لهما. فالسعودية تورّطت في حرب اليمن التي تعتبر الخاصرة المؤلمة لها من دون استراتيجية واضحة ومن دون استراتيجية خروج بحيث تحوّل اليمن إلى ساحة حرب استنزاف لها، وباتت بحاجة لمن يقدم لها سلم النجاة للنزول بأقل خسائر ممكنة. وكذلك تركيا دخلت مرحلة الانتخابات وورطها أردوغان أيضاً بحرب مع الأكراد لكسرهم في الانتخابات وتعديل الأكثرية لمصلحة حزبه «العدالة والتنمية» ما انعكس تفجيرات في الداخل التركي، وعمليات حربية مع حزب العمال الكردستاني أصابت الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في الصميم.

ولأن الحروب بالوكالة فشلت في تحقيق أهدافها وبدء التدخّل المباشر من قبل الدول الإقليمية بالحرب المباشرة لتحقق أهدافهم. فالسعودية بدأت الحرب المباشرة على اليمن بتغطية أميركية. وتركيا بدأت الحرب المباشرة على الأكراد في شمال سورية بحجّة الحرب على الإرهاب بتغطية الأطلسي، والتي ستتدحرج للصدام مع الجيش السوري بعد الموافقة على المنطقة العازلة في شمال سورية من قبل التحالف. وأي تأخير في التدخل العسكري الروسي سيعطي الفرصة لتركيا وحلفائها ببدء المعارك ما يحتم على روسيا الاصطدام بالتركي في سورية للحفاظ على مصالحها وأمنها القومي، ما يعني الحرب مع حلف الأطلسي.

ولأن بوتين قرر استغلال الذكرى الـ70 لتأسيس الأمم المتحدة في نيويورك لخطف الأضواء وكسر العزلة التي حاولت أميركا والغرب تطويقه بها عبر العقوبات عليه بسبب أحداث أوكرانيا، ولتحويل هذا الحدث إلى مناسبة يفضح من خلالها زيف ادعاء أميركا وحلفائها بمحاربتهم الإرهاب من دون مسوّغ قانوني، وانتزاع تحالف دولي جديد يأخذ شرعيته من الأمم المتحدة لتغطية حربه على الإرهاب بعد أن أخذ تغطية الأسد وموافقة مجلس الدوما عليها. وإرباك أميركا والغرب ببدء المعارك على الإرهاب وإظهار عجزهم أمام قوته كلاعب أساسي على المسرح الدولي ممنوع تجاوزه.

ولأن العالم لا يستطيع اعتراض بوتين في حربه على الإرهاب الذي لم يعد ينحصر بالمنطقة فقط بل بات خطراً عالمياً ويهدّد أوروبا بالدرجة الثانية بعد دول المشرق. ولأن أميركا فشلت في الحرب على داعش بعد أن حشدت 60 دولة لتحارب داعش وبعد سنة من الحرب و9700 غارة كانت النتائج لا شيء باعتراف مسؤوليها.

ولأنه أيضاً انكشف زيف ادّعاء أميركا وحلفائها خصوصاً تركيا والسعودية أمام الرأي العام الأوروبي والعالمي، بأنهم يحاربون الإرهاب بعد تفاقم خطره عالمياً، وبعد أن خرج عن حدود الضبط المرسوم له، بينما هم يموّلون ويسلّحون ويدعمون الإرهابيين كأدوات لحروبهم بالوكالة للتدخّل لتغيير الأنظمة التي لا تنفذ مخططاتهم.

كتب الكثير من التحليلات في الصحف العربية والعالمية، عن أن تدخل بوتين العسكري في سورية فرضه الخطر الداهم على خليفه الأسد فأسرع لإنقاذه، وتثبيت حدود «سورية المفيدة». وأن هذا التدخّل منسّق مع أميركا وأتى لإحداث توازنات جديدة على الأرض تسمح بتمرير التسوية السياسية في سورية والتي تأجّلت مراراً، بسبب تعنّت حلفاء أميركا في المنطقة وعدم قدرتها إن لم نقل رغبتها في ممارسة الضغوط عليهم للسير بها، خصوصاً أن حلفاءها اعتبروا أنها خذلتهم وتخلّت عنهم بعد توقيعها الاتفاق النووي مع إيران. فأوكلت إلى روسيا مهمة الضغط العسكري ميدانياً لإلزام حلفائها بالسير بالتسوية.

وفي التدقيق في هذه التحاليل يتضح وكأن لا خلاف أميركياً روسياً على الملفات الدولية الشائكة، من أوكرانيا إلى الدرع الصاروخية الأطلسية في أوروبا، إلى سورية إلى منصّات الصواريخ الأميركية في وسط آسيا الموجّهة ضدّ روسيا، إلى العقوبات الاقتصادية وتخفيض أسعار النفط التي أرهقت الخزينة الروسية، إلى الصراع الطاقوي الغازي على انتزاع سوق أوروبا من روسيا. في حين أن الواقع الذي يتحكّم الآن بالعلاقات الدولية غير ذلك تماماً وهو شبيه بالحرب الباردة، وهناك شبه قطيعة بين بوتين وأوباما إذ لم يلتقيا منذ سنتين إلا نهاية الشهر الفائت في الأمم المتحدة ولم يكن اللقاء جيداً كما رشح عنه من تسريبات.

وإذا أخذنا تصريحات المسؤولين الأميركيين هم أكدوا أنهم فوجئوا بالتدخل الروسي ومسؤول المخابرات الأميركية أحيل إلى الاستجواب، لأنه لم تكن لديه معلومات دقيقة عن التدخل العسكري الروسي في سورية. وهدّد حلف الناتو أمس بتقديم دعم عسكري، ونشر قواته في تركيا، بسبب ما أسماه الاختراق الممنهج لسلاح الجو الروسي، أعلنت بريطانيا أن وزراء دفاع حلف الناتو سيبحثون الوضع في أوروبا، وبالدرجة الأولى مواصلة تعزيز الوجود العسكري للحلف بالقرب من حدود روسيا. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بلاده تنوي إرسال قوات تابعة لها إلى دول البلطيق لإحباط استفزازات محتملة من جانب روسيا.

هذا إلى جانب الاستفزازات المتعمدة في أوكرانيا، ومغازلة الناتو لكييف من جهة، ووعود واشنطن بتقديم أسلحة حديثة إلى القوات الأوكرانية من جهة أخرى. وإثارة القلاقل كلما نجحت رباعية «نورماندي» في التوصل إلى شكل من أشكال التسوية للأزمة الأوكرانية.

وأمس أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في بروكسيل أن روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية في سورية، بعد توسيعها حملتها العسكرية. وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع في حلف الأطلسي إنه «ستكون لهذا التدخل عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات»، مضيفاً بشكل أكثر وضوحاً: «خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبّد خسائر بشرية». واعتبر كارتر أن موسكو تبنَّت نهجاً عسكرياً طائشاً، حيث أنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات في السماء السورية، موضحاً: «لقد أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين من دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالاً قليلة من واحدة من طائراتنا من دون طيار». وذكرت مصادر دبلوماسية في حلف الأطلسي أنه لم يكن هناك إنذار مسبق من موسكو بإطلاق الصواريخ التي شكلت مفاجأة كبرى.

أنا أعتقد أن التدخل العسكري الروسي في سورية لم يكن منسقاً مع الأميركيين بل فاجأهم وأوقعهم بحيرة وارتباك كبيرين. حاول الأميركي أن يستلحق نفسه لاحتواء تداعيات هذا التدخّل وتخفيف أضراره على مشاريعه في الشرق الأوسط التي بحسب تحليلات الاستراتيجيين الأميركيين ذهبت هباءً منثوراً.

حيرة البيت الأبيض

الكاتب تشارلز كروثامر- بمقال له في صحيفة «واشنطن بوست» – قال إن البيت الأبيض في غاية الحيرة من التحرّكات الروسية الأخيرة في سورية بينما في الحقيقة الأهداف واضحة وضوح الشمس وساطعة لدرجة تصيب من ينظر إليها بالعمى، ولخّصها في 5 نقاط:

– ترسيخ نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وجعلها قوّة خارجية مسيطرة.

– دعم حليف عربي قديم لروسيا النظام السوري .

– توسيع مدى انتشار العسكرية الروسية.

– إخراج الأميركيين من المعادلة، حيث إن عقيدة بوتين حاسمة في هذا الشأن: روسيا في كل شيء وأميركا خارج كل شيء.

– إعطاء شرعية لضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم.

وبينما يسخر الكاتب من برنامج الولايات المتّحدة لتدريب المقاتلين السوريين المعتدلين «الذي لم يتبق فيه سوى 5 أفراد»، وصف استراتيجية بوتين بأنها واضحة ومباشرة: أوقفوا قتال بشار الأسد واقبلوا بروسيا كلاعب رئيسي وأذعنوا لحقيقة السيطرة الإقليمية لروسيا وإيران وحزب الله.

وختم كروثامر بالقول، ليس بالضرورة أن استراتيجية بوتين ستنجح ولكنها على كل حال خطيرة وواضحة في الوقت ذاته، وعلى مسؤولي البيت الأبيض أن يتوقفوا عن حكّ رؤوسهم والتساؤل عمّا يجري كلما أفرغت شحنة من المعدات العسكرية في اللاذقية.

وقال العميد الأميركي المحلّل العسكري جيك جاكوبس، في حوار على قناة «سي إن بي سي» إن «الخرافة عن أن الولايات المتحدة الأميركية تحارب داعش باتت واضحة، نحن لا نفعل شيئاً على الإطلاق، قمنا بغارات جوية عدّة ولكن لم تكن هناك نتائج واضحة، فداعش ما زال قوياً، بل أصبح أقوى من قبل».

وأضاف جاكوبس أن «أي شخص عنده خبرة عسكرية، يعلم أن كل أعمالنا في المنطقة باءت بالفشل، لقد فشلنا لأنه لم تكن لدينا استراتيجية». وقال إن من مصلحة الولايات المتحدة «أن تخرس»، واصفاً تصريحات البنتاغون بشأن إعلامه من قبل موسكو عن نيتها القيام بعمل عسكري مرتقب في سورية بالشنيعة. واعتبر أن مثل هذه التصريحات تدل على أنه لم يكن لدى واشنطن أي شيء على الإطلاق لتقوله.

أما السيناتور الأميركي جون ماكين فرأى في دخول روسيا الحرب على الإرهاب في سورية استراتيجية روسية في غاية الوضوح تتمثل في زيادة نفوذها في المنطقة. وأكد ماكين في مقابلة مع قناة «MSNBC» أن الاتفاق حول التعاون الأمني والاستخباراتي الذي وقعته السلطات العراقية مع روسيا وإيران وسورية «دليل ساطع» على تراجع نفوذ بلاده في المنطقة.

وللدلالة على ما أقول استشهد بتصريح أحد أهمّ جنرالات الحلف الأطلسي وقائد قواته الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف. وفي تعليقه على التدخّل العسكري الروسي في سورية إذ قال: «إذا قال لك أحدٌ أنَّه يعرف ماذا يفكر السيد بوتين، فعليك فوراً معارضته، لقد حذرت من أنَّ القليل جداً من الأشخاص يعرفون بماذا يفكر بوتين، هناك طريقة أنجع لمعرفة ماذا يفكر بوتين وهي معرفة ما الأدوات التي تضعها موسكو في مسرح الحدث ومنها استنتاج نطاق الفعل الممكن بهذه الأدوات». وفق تحليله، فإنَّ الحشد العسكري الروسي، وعملياته، لهما صلة ضعيفة بما يمكن فعله ضدّ «داعش» وأخواته. لأنه يتدرّج ضمن لائحة أهداف، سياسية، تكتيكية، واستراتيجية، تصل إلى حدّ التحذير من أن يقيم الروس على الساحل السوري منطقة نفوذ، محصّنة عسكرياً، ستكون الثالثة لهم في العالم».

وخلال استعراضه للقدرات العسكرية التي أنزلتها روسيا عبر جسرها الجوي إلى سورية، يقول بريدلوف: «نرى استقدام بعض أجزاء الدفاع الجوي المتطور جداً، نرى بعض الطائرات المقاتلة المتطورة جداً، قدرات جو – جو تذهب إلى هذا المطار السوري »، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة: «لم أرَ داعش يحلّق بأيّ طائرات تتطلب وجود صواريخ سام 14 وسام 22، أو وجود قدرات جو – جوّ… هذه القدرات المتطوّرة من الدفاع الجوّي ليست حول داعش، إنّها حول شيء آخر».

وبعد شرح عسكري مفصَّل، خلال ندوة أقامتها مؤسسة «مارشال فاوند الأميركية، يخلص الجنرال بريدلوف إلى القول: «إنَّنا نرى هذه القدرات المتطورة جداً من الدفاع الجوي بدأت بالظهور في سوريا ، نحن قلقون من أن نظام تحصين قبة A2/AD يتمّ إنشاؤها في شرق المتوسط». هذه القبة، لتحصين منطقة جغرافية، أتمّت موسكو إنشاءها وتشغيلها في موقعين، بحسب رصد الأطلسي. الأولى والأكبر في كالينينغراد، الجيب الروسي المنفصل جغرافياً على بحر البلطيق، بين ليتوانيا وبولندا. قبّة التحصين هناك تشمل مضادات سفن ومضادات طيران، ويعتبرها الأطلسي «مشكلة متنامية» لحركة قواته. القبة الثانية «طوَّرتها» روسيا على البحر الأسود، في شبه جزيرة القرم بعد ضمّها، حيث «نطاق تغطية صواريخ كروز يغطي كامل البحر الأسود، وصواريخ الدفاع الجوي تغطي 40 إلى 50 في المئة منه».

في الأدبيات العسكرية، يشمل نظام التحصين A2/AD شقين: مكافحة الوصول إلى منطقة، والحرمان من احتلالها. الأول يهدف عملياً إلى جعل المسؤولين العسكريين أمام «حسابات مخاطر» عالية جداً إلى غير مقبولة، خلال تخطيطهم للتدخّل في منطقة معينة. الشق الثاني، المتعلق بالحرمان، يهدف إلى تعقيد محاولات إقامة وجود فعّال عسكرياً، بالإضافة إلى مقاومته والحدّ من حريّة العمل لتحقيق نتائج سريعة وفعَّالة.

القائد العسكري في «الناتو»، يشير إلى هذه القبة، مستدلّاً بوصول «طبقة منها»، ليشدّد على أنَّ «هذا الشيء نرى أنّهم يطورونه في شرق المتوسط». على كل حال، الحلف الأطلسي يعتبر القبّة الدفاعيَّة عائقاً أمام قوّاته. لذلك يقيم مناورات موجّهة لاختبار فعاليّة التحصينات الروسيّة، وكيفية اختراقها في كل من بحري البلطيق والأسود. إنشاء قبة كهذه فوق الساحل السوري، سيجعل المنطقة هاجساً لمناورات «الناتو» وتخطيطه العسكري، فهي ستكون «الثالثة حول أوروبا»، كما وصفها الجنرال.

هذه الحقائق تؤكد أن قرار الدخول العسكري الروسي في سورية هو قرار اتخذه الرئيس بوتين خدمة لاستراتيجيته ومن دون التنسيق مع الاميركيين. وقد كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية إلى أن عملية التحضير لعملية عسكرية في سورية تمت بناء على مشورة من المجموعة الأساسية التي تحيط ببوتين، والتي تضم أقرب السياسيين والعسكريين، وأبرزهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الإدارة للرئيس سيرغي ايفانوف ومدير مجلس الأمن نيقولاي باتروشيف. وأكد مسؤولان روسيان رفيعا المستوى في حديث إلى «بلومبرغ» أن فكرة إرسال قوات جوية عسكرية إلى سورية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، المحظور في روسيا والموضوع على لائحة الإرهاب الدولية، طرحت قبل أشهر عدة على خلفية ما أسمياه التقهقر العسكري للجيش السوري في الكثير من المناطق، وتمكن المجموعات المسلحة على اختلافها من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية منذ مطلع العام الحالي. وأشارت «بلومبرغ» الى انه انطلاقاً من العلاقات المتوترة بين موسكو من جهة وواشنطن والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإن المشروع الذي قدمه أو طرحه المسؤولون الروس على بوتين يساعد موسكو في الخروج من حالة الحصار والعقوبات المفروضة عليها، ويمكنها من العودة إلى المسرح الدولي كدولة عظمى لا يمكن تخطيها في الكثير من المسائل. وأشار نائب مدير «معهد أميركا وكندا» التابع لـ «أكاديمية العلوم الروسية» فيكتور كريمينوك إلى أن «على روسيا أن تؤدي دورها في سوريا، حيث يحتاج الغرب إليها، وعلى أساس أنها ليست عدواً». وفعلا بدأ الكرملين عملية التحضير في الكواليس الأمنية بدرس الموضوع بكثير من الدقة منذ شهر آب الماضي، وكان المسؤولان الروسيان المشار اليهما أعلاه، واللذان لم يتم الكشف عن هويتهما، على علم بالطريقة التي شرع الكرملين في التحضير لها. وفي المعلومات، أن قرار الحرب لإنهاء داعش وأخواته بُحث في اجتماع منظمة شنقهاي للتعاون، وأيضاً في اجتماع وزراء دفاع دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم أرمينيا وبيلاروس وكازاخسنان وقرغيزستان وروسيا وطاجكستان والذي عقد في 15 أيلول الماضي في العاصمة الطاجيكية دوشنبه تزامناً مع انعقاد لقاء وزراء خارجية دول منظمة شنغهاي للتعاون في موسكو. وقد ناقش المجتمعون في دوشنبه سبل تعزيز التعاون العسكري ونتائج اختبار جاهزية القوات المشتركة للرد السريع. وقال أمين عام المنظمة نيكولاي بورديوجا إن الوزراء اتفقوا على اتخاذ عدد من الإجراءات القوية لتعزيز قدرات المنظمة، بما في ذلك المتعلقة بتعديل السياسة العسكرية- التقنية للمنظمة.

وتمت مناقشة تطورات الوضع في منطقة آسيا الوسطى والتحديات التي تواجهها طاجكستان والدول الأخرى، بما في ذلك أفغانستان. وذلك ظهور تنظيم داعش هناك، والتهديدات المتوالية لدول المنطقة، ما يستدعي بالفعل تعزيز قدرات المنظمة. وتقول المعلومات إن عدد الإرهابيين الذين يقاتلون في صفوف داعش من آسيا الوسطى يفوق 4000 إرهابي. وإن قراراًَ رسمياً اتُخذ في هذا الاجتماع يقضي بتجهيز قوة عسكرية من 55000 عسكري تنتظر أوامر الانتشار في العراق وسورية لمحاربة الإرهاب. تزامن هذا القرار مع إعلان قائد القوات الخاصة في الشرطة الطاجيكية الكولونيل غول مراد حليموف، الذي تلقى تدريبه في الولايات المتحدة، انضمامه لتنظيم «داعش» في شريط فيديو نشره على موقع «يوتيوب». والمعروف أنه كان يتولى قيادة قوات المهمات الخاصة في الشرطة الطاجيكية التي كانت تنفذ عمليات ضد المجرمين والمتشددين، لكنه اختفى في أواخر نيسان الماضي، ثم ظهر متعهداً بالقتال ضد روسيا والولايات المتحدة. وقال حليموف، موجهاً حديثه إلى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف والوزراء: «لو تعلمون فقط كم من أبنائنا وإخواننا هنا ينتظرون ويتوقون للعودة إلى طاجكستان لإعادة حكم الشريعة… نحن قادمون إليكم بإذن الله. قادمون إليكم بالنحر».

وبعد الكشف عن زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني لموسكو ودورها المحوري في تشكيل «التحالف الرباعي» بين دمشق وموسكو وطهران وبغداد، أفادت وكالة «رويترز» أمس بأنّه «في اجتماع عقد في موسكو في تموز الماضي فتح أحد كبار الجنرالات الإيرانيين خريطة سورية ليشرح لمضيفيه الروس كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مني بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى انتصار بمساعدة روسيا».

وأضافت الوكالة أنّ زيارة سليماني لموسكو كانت الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي. ونقلت عن «ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة»، أن «رحلة سليماني سبقتها اتصالات روسية ـ إيرانية رفيعة المستوى أدت إلى اتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد». وأفادت الوكالة، بحسب «مسؤول كبير في بلد في المنطقة»، بأنّ «القرار الإيراني الروسي بالمزيد من التدخل في سورية اتُّخذ خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي والمرشد الإيراني علي خامنئي قبل بضعة أشهر». ولفت «مسؤول إقليمي بارز آخر» إلى أنّ «خامنئي أرسل أيضاً مبعوثاً رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. وقال له بوتين: حسناً، سنتدخل. أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح الميداني السوري ». وتضمن الاتفاق أيضاً «توفير أسلحة روسية أكثر تطوراً للجيش السوري، وإنشاء غرف عمليات مشتركة تجمع هؤلاء الحلفاء معاً بالإضافة إلى العراق».

وأورد الموقع الروسي «برافـدا.رو» السبت أيضاً، والذي نقل عن السيناتور إيغور موروزيف عضو مجلس الاتحاد الروسي قوله إن «الصين قررت رسميا الانضمام إلى العملية العسكرية في سورية لمحاربة الإرهاب».

أما لماذا قررت الصين دخول الحرب على الإرهاب في سورية دون مواربة، فتجدر الإشارة إلى أن قرابة 3500 متطرف أويغوري صيني انتقلوا مع عائلاتهم في آب الماضي إلى الزنبقي في ريف جسر الشغور، ونسبت إليهم سلسلة من العمليات الانتحارية والهجمات ضد مواقع النظام السوري، كما أن «الحزب الإسلامي التركستاني» المنادي بالانفصال عن الصين يضم مقاتلين من الأويغور المسلمين الذين يقطنون إقليم شينجيانغ غرب الصين، وهو الإقليم الذي اشتهر بإرسال مقاتلين إسلامويين إلى سورية، وتقول تقارير «إسرائيلية»، أن الكثير منهم انضموا إلى حركة «أحرار الشام» إحدى أدرع «الإخوان المسلمين» في سورية.

ست نتائج متوقعة

ما هي النتائج الإقليمية والدولية التي ستتمخض عن هذه الحرب؟

قد يكون من المبكر الحكم على النتائج النهائية التي ستتمخض عن هذه الحرب لأن المعارك لا تزال في بدايتها، والإرباك والتخبط في دول التحالف المضاد لا يزال سيد الموقف ويطغي على تصريحات أميركا والأطلسي. ونشهد تداعيات هذا التخبط من خلال التصريحات المتناقضة التى تصدر عنهم يومياً. لأن أوباما تمنع حتى الآن عن الرضوخ إلى المقايضة الروسية، واستدراج بوتين له بالتوقيت الذي يناسب بوتين لبحث الملفات التي شكلت قضايا خلافية بين روسيا وأميركا دفعت الى تأزم العلاقات بينهما وعودة الحرب الباردة الى الظهور. كملف أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا والدرع العسكري الأميركي في أوروبا مقابل روسيا والقواعد الأميركية في وسط آسيا، وملف الإرهاب المعولم وتوظيفه أميركيا في تقويض الدول والتدخل في شؤونها الداخلية خارج القانون الدولي. واقتصار التفاهم الأميركي ـ الروسي حتى الآن على التنسيق العسكري الميداني في سورية للحيلولة دون احتكاك عسكري بين طائرات الطرفين قد يؤدي الى نتائج كارثية. ومرد ذلك أن موضوع التعامل مع روسيا ليس موضوعاً حزبياً داخلياً في الولايات المتحدة الأميركية يتعلق بميول الرئيس وسياساته، بل هو موضوع مؤسساتي بامتياز يتعلق باستراتيجية واشنطن لإدارة صراعاتها الكونية. خصوصاً أن أميركا تعلم أن روسيا دولة عملاقة قاسمتها النفوذ العالمي إبان الحرب الباردة، وهي أكبر بكثير من مجرد مستجد دولي أو إقليمي على رقعة الصراع الدولي.

لكن النتائج الأولية الكبيرة التي رشحت حتى الآن عن هذا التدخل هي كالآتي:

1 -تأكيد أن النظام الدولي الأحادي الاستقطاب والذي هيمنت عليه أميركا وحدها لأكثر من عقدين قد مات ودفنه بوتين والأسد ومحور المقاومة في قاعدة حميميم العسكرية في سورية، وينتظرون تقبل التعازي به من قبل أميركا والغرب والتهنئة بقيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ستكون بصمات روسيا والصين وإيران وحلفاؤهما بارزة فيه.

2 – تثبيت عودة روسيا للعب دورها كدولة عُظمى على المسرح الدولى تفرض إيقاعها الجديد المنسق مع منظمة شنقهاي للتعاون ومنظمة الأمن الجماعي ودول البريكس. يُلزم أميركا والغرب ومن موقع الندية بأخذ هذا الدور كمعبر إلزامي في حل المشاكل الدولية العالقة وفي أي ترتيبات دولية مستقبلية.

3 – سقوط مشروع أوباما وتحالفه الدولي والإقليمي الذي تشكل تحت غطاء محاربة «داعش»، والذي لم يكن هدفه في الواقع القضاء على التنظيم الإرهابي، وإنما دفع القوى المحلية في سورية والعراق ومن خلفهم القوى الإقليمية المتنافسة في همروجة الحرب على «داعش» لتثبيت النظام الإقليمي المرتجى أميركياً، أي ذلك النظام الذي يُبقي الحرب المذهبية مشتعلة للوصول الى تقسيم المنطقة وفق مشروع برنار لويس ورالف بيترز، بحيث تُحجّم فيه القوى الإقليمية الشرق أوسطية بعضها بعضاً تحت المظلة الأميركية من دون أن يقضي أحدها على الآخر.

وسقوط أوهام إدارة أوباما في ضم إيران إلى رصيدها الاستراتيجي في المنطقة راجع تصريحات السيد الخامنئي الأخيرة بعد توقيع الاتفاق النووي بالتطبيع السياسي والاختراق الاقتصادي، إلى جانب تحالفاتها مع كل القوى الإقليمية تركيا و»إسرائيل» والسعودية ومصر من دون استثناء. ولو تحقق رهان أوباما، لأمكن لأميركا أن تُمسك بخيوط الحراكات الإقليمية في المنطقة من وراء المحيط، ضاربة عرض الحائط مصالح روسيا وحلفائها في سورية والمنطقة، بحيث تتفرغ هي لمقارعة الصين في جوارها الجغرافي عبر تثبيت حائط صد إقليمي من اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وربما فيتنام.

4 – أسس الدخول العسكري الروسي إلى سورية والمرشح إكماله إلى العراق لاحقاً لقيامة حلف عسكري إقليمي دولي رباعي يمتدّ من إيران إلى الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط. يقف هذا الحلف سداً منيعاً في وجه حلف النهب الأميركي الأطلسي على المسرح الاستراتيجي الوسيط، وبالتأكيد سيقيّد هذا الحلف حركة قيادة المنطقة الأميركية الوسطى. ويُؤسس لقيام شرق أوسط جديد مقاوم ستتضح معالمه بعد انتهاء العمليات العسكرية. يُقوض هذا الحلف مشاريع التقسيم الأميركية المعدة للمنطقة والتي ابتدء تنفيذها في العراق وشمال سورية، ويسحق القوى التكفيرية فيها قبل عودتها الى دولها. وعليه قد تشهد الساحتين العراقية واللبنانية حراكاً أكثر سخونة وربما أكثر فعالية.

5 – عرّى هذا التدخل العسكري كل ادّعاءات الإدارة الأميركية، وخططها لمحاربة الإرهاب بشكل واضح وجلي، وأكد بصورة قاطعة أنّ هذا الإرهاب ليس صنيعة الولايات المتحدة وحلفائها فقط وإنما هو الأداة المباشرة، والجيش السري لتنفيذ حربها الناعمة على دول المنطقة وربما العالم. وأجهض الدخول الروسي العسكري على خط الأزمة السورية نظرية الحرب الناعمة، والحرب بالوكالة، غير المُكلفة بشرياً ومادياً للولايات المتحدة ووضعها أمام خيارات جديدة أحلاهما مر. إما التدخل عسكرياً وبشكل مباشر وهي غيرقادرة على تحمّل أعباء هذا التدخل حالياً، انطلاقاً من وضعها الاقتصادي المُتردّي من جهة، ونظراً لعدم قدرتها على صوغ استراتيجية بديلة عن استراتيجية أوباما رايس في المدة المتبقية من ولاية أوباما الحالية. وإما القبول بالوضع الراهن على قاعدة حرب باردة ذات وتيرة خفيفة لمشاغلة الوجود الروسي في المنطقة. غير أنّ الخيار الأخير أيضاً سيفسح المجال للروسي العازم على إنهاء الحرب بسرعة لتركيز قواه خارج الجدار الصاروخي الأميركي. كما سيسمح للصين بكسر جدار التطويق العسكري الأميركي لها تمهيداً لضربها اقتصادياً وعسكرياً من الداخل. ربما هذا يُفسّر إرسال قوى بحرية صينية إلى شرق البحرالأبيض المتوسط.

6 – وضع هذا التدخل الدول التي تورطت بالحرب في سورية وهما تركيا والسعودية و»إسرائيل» في موقف حرج جداً بعد أن بدد بوتين أدوارهم وتأثيرهم بتدخله المباشر بالحرب. «إسرائيل» أسرعت الى موسكو لمحاولة تقليص خسائرها ومنع وصول سلاح كاسر للتوازن الى حزب الله وعدم فتح جبهة الجولان، لكن المعلومات التي رشحت عن الزيارة أكدت عدم نجاحها. أما تركيا التي يحاول بوتين تقليم أظافرها في سورية بضرب أدواتها التكفيرية فيها، سترضخ لمشيئة بوتين لارتباطها معه بمشاريع طاقوية ومحطة نووية لا يمكن لأحد تأمينها بالتسهيلات الروسية المغرية جداً، ولأن تركية تعتمد على الروس في موسمها السياحي لهذا لا تستطيع إلا السير مكرهة بقبولها بالدور الذي يحدده لها بوتين. أما أكثر الخاسرين فهي السعودية التي هي المنبع الإيديولوجي والممول الأساسي للإرهاب والتي تورطت بالحرب في اليمن وستدفع ثمن عنادها بتقليم أدوارها في العراق وسوريا ولبنان هذا إن بقيت موحدة.

في الخلاصة وضع بوتين أميركا وحلفاءها في وضع صعب جداً، بنقلته العسكرية الجيواستراتيجية الخطيرة في سورية على رقعة الشطرنج الأوراسية، وهي النقلة الثالثة له بعد جورجيا وأوكرانيا. وأثبت أنه لاعب شطرنج استراتيجي ماكر ومناور وماهر. يدرس بوضوح استراتيجية خصمه ونقاط القوة والضعف فيها، ويحسب بدقة نقلاته الاستراتيجية الأساسية ويسدد ضرباته على نقاط الضعف عند الخصم في المكان والزمان الصحيحين. لا شك إنها مغامرة لكنها محسوبة بدقة متناهية. والغرب مُلزم باختيار حل من اثنين لا ثالث لهما. إما أن يقبل بالتفاوض مع بوتين لإيجاد حل على قاعدة التصوّر الروسي ويعترف لروسيا بمكاسب مُهمّة على كامل الرقعة الأوراسية من سورية إلى أوكرانيا إلى وسط آسيا، ويُقر بالشراكة الندّية معها لحل المشاكل الدولية العالقة التي سببتها أميركا بسياساتها الكارثية لقيادة الكون. وبالتالي يدخل العالم مرحلة جديدة من الانفراج عنوانها التعاون المشترك والبناء. أو يعرقل خطة بوتين، فيطول أمد الصراع وتستمرّ الحرب الكونية بالوكالة في سورية، والمشرق العربي، التي قد تتمدد الى تركيا والسعودية تماماً كما ترغب «إسرائيل». وهذا قد يُؤخر مخططات بوتين وحلفائه لكنه لن يُوقفها.

أعتقد أن أميركا سترضخ وتدخل التسوية مع بوتين ولكن حدود التسوية ومآلاتها لا يزال مبكراً الحديث عنها الآن، لأن الميدان هو سيد الموقف. لكن تباشير هذا الأمر بدأت تظهر من طرح أميركا خطة للتنسيق مع روسيا تُدرس الآن في الأركان الروسية. وأيضاً من تصريحات بريجنسكي لصحيفة «فايننشال تايمز في 4/10/2015» حيث أكد «ان التدخل العسكري الروسي في سورية أظهر العُقم السياسي الأميركي. ووضع مصداقية الولايات المتحدة ومستقبل الشرق الأوسط على المحك. ومن هنا لم يعد لدى الولايات المتحدة سوى خيار واحد إن أرادت الحفاظ على مصالحها الأوسع في المنطقة وهو إيصال رسالة واضحة لروسيا تطالبها بالتوقف عن ضرب المصالح التي تهم الولايات المتحدة هناك». في إشارة للغارات التي قالت واشنطن إنها استهدفت جماعات سورية تلقت الدعم من الأميركيين. ويعترف الكاتب «بأن لروسيا الحق كل الحق في دعم الأسد، ولكن أي تحرك جديد كالذي حصل في بداية الغارات يجب أن يؤدي إلى رد فعل انتقامي من الولايات المتحدة. ومن الأفضل إقناع الروس للعمل مع الولايات المتحدة للبحث عن حل للمشكلة التي تتجاوز مصالح أمة بعينها. ولو حصل هذا فسيظهر نوع من التعاون العسكري والسياسي المحدود، والذي سيقود إلى تطورات جيو سياسية إيجابية في المنطقة. وطالب بانخراط بناء للصين ليكون لها تأثير إقليمي ولاحتواء مشاكل الشرق الأوسط».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى