مزيدٌ من الحملات الغربية الإعلاميّة ضدّ موسكو
ما زالت الضربات الجوّية الروسية الناجعة ضدّ مواقع الإرهابيين في سورية، والخسائر التي تلحق بهذه التنظيمات، سبباً كافياً لمحور أميركا، كي يجيّش إعلامه ضدّ موسكو، بعدما فشلت واشنطن بإلحاق أيّ أذى بالإرهابيين في سورية والعراق.
ومن جهة ثانية، النتائج الملموسة التي يحققها التقدّم الميداني للقوات الروسية والسورية في الحرب على الإرهاب، أرعبت محور أميركا وحلفائها في المنطقة، هذه الدول التي تدعم الإرهاب وتموّله بحجة أنّ هؤلاء الإرهابيين «معتدلون» وسيُسقطون النظام في سورية. فدفعت هذه النتائج الإعلام الغربي إلى تشويه صورة روسيا أمام الرأي العام، وذلك من خلال تقارير عدّة تنشر يومياً.
صحيفة «تلغراف» البريطانية نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية تحذيرها من توسّع تنظيم «داعش» في مناطق جديدة في سورية، في أعقاب التدخل الروسي والإيراني في مدينة حلب. وادّعت الصحيفة أنّ الأسبوع الثالث من الهجوم الروسي ــــ الإيراني على مدينة حلب فشل في تحقيق نتائج تُذكَر، إذ كان يهدف الهجوم إلى السماح لقوات بشار الأسد باستعادة حلب.
كما تدّعي الصحيفة أن «المعارضة السورية»، عدوّة تنظيم «داعش»، هي مَن تتلقّى القسم الأكبر من ضربات التحالف الروسي ــــ الإيراني في سورية، الأمر الذي يمنح «داعش» فرصة للتوسع والسيطرة على مزيد من الأراضي، خصوصاً في مناطق متنازع عليها شمال حلب.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقالت إن التحالف ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تقوده الولايات المتحدة بدأ يستعدّ لفتح جبهة رئيسية في جنوب شرق سورية، تهدف للضغط على الرقة، المعقل الرئيس للتنظيم، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وقالت الصحيفة إن هذه التدابير تهدف مجتمعة إلى تمكين ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف من المقاتلين العرب الذين سينضمّون إلى أكثر من عشرين ألف مقاتل كرديّ في هجوم تدعمه عشرات الطائرات التابعة التحالف من أجل الضغط على الرقة، المعقل الرئيس لـ«داعش» في سورية.
«لوموند»: كيف ستردّ السعودية على التدخل الروسي في سورية؟
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً حول موقف المملكة العربية السعودية من التدخل الروسي في سورية، خصوصاً أن غالبية الهجمات الروسية تستهدف الفصائل التي تدعمها الرياض.
وقالت الصحيفة إن وزير خارجية السعودي عادل الجبير، عرض في أواخر أيلول في اجتماع الأمم المتحدة الخيار العسكري للإطاحة ببشار الأسد، لكن بعد يوم واحد فقط من تصريحاته، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طائراته المقاتلة «سوخوي» لإنقاذ هذا الرئيس السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الضربات الروسية استهدفت «الجيش السوري الحرّ»، «الجناح الأكثر اعتدالاً في المعارضة»، و«جبهة النصرة»، التي تمثل فرع تنظيم «القاعدة» بسورية، وتنظيم «أحرار الشام»، أحد أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة، وتمثل هذه الفصائل مجتمعة العمود الفقري لـ«جيش الفتح».
وقالت الصحيفة إن الرياض زادت من تصميمها على الإطاحة بالأسد، خصوصاً «بعدما بدت على هذا النظام علامات الضعف والتراجع أمام مقاتلي المعارضة»، وهي تهدف من خلال ذلك إلى كسر المحور الشيعي طهران ـ دمشق ـ حزب الله ، وذلك بهدف مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي قلب الموازين ووضع السعودية في مأزق، ونقلت عن جان مارك ركلي، المتخصّص في شؤون دول الخليج، أنّ أمام السعودية خيارين، إما زيادة دعمها لفصائل المعارضة، أو تركهم ينضمون لتنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة».
ونقلت الصحيفة عن جمال خاشقجي، الصحافي المقرّب من العائلة الحاكمة في المملكة، قوله: بعدما أرسلت إيران قواتها إلى سورية، دخلنا في حرب حقيقية، ينبغي أن نزيد من دعمنا للمعارضة، لكن الوقوف ضدّ روسيا ليس بالأمر السهل، فذلك يتطلّب موافقة الولايات المتحدة الأميركية، كما حصل من قبل مع أفغانستان، لكن المشكلة الآن تكمن في البيت الأبيض، إذ إن القرار لم يتّخذ بعد.
واعتبرت الصحيفة أن قيادات السعودية لم تتفق على موقف واحد، بين من يدعو إلى مواصلة دعم المعارضة المسلحة، على غرار عادل الجبير، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، في حين يدعو آخرون إلى التفاهم والحوار مع روسيا. ويدعم هذا التوجّه محمد بن سلمان، نجل الملك ووزير الدفاع.
ونقلت الصحيفة عن تيودور كاراسيك، وهو محلل أمني يتخذ من دبي مقرّاً له، أن الرئيس فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان قد انسجما مع بعضهما في اللقاء الأول بينهما في سان بطرسبرغ في حزيران الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن السعودية وجدت نفسها في وضع استراتيجي صعب، بعدما فشلت مع حلفائها في إنهاء الحرب في اليمن بنصر حاسم يكفي لإجبار خصومها على الخضوع، مع انخفاض سعر النفط الذي أثقل كاهل موازنة المملكة، وهما أمران جعلا القيادة السعودية تستنجد بمبلغ 70 مليار دولار من صندوق الاستثمارات في الخارج لتغطية العجز في الموازنة.
وذكرت «لوموند» أن القضية السورية شهدت انسحاب عدد من حلفاء الرياض في المنطقة، فبعد انسحاب مصر التي أشادت بالضربات الجوّية، فضّل الأردن والإمارات التراجع أيضاً عن دعمهما السعودية. إذ إن لكل طرف حساباته المعقدة، فالقاهرة تشيد بالضربات الروسية لرغبتها في القيام بضربات مماثلة بليبيا، بحسب الصحيفة. أما موقف الإمارات المعادي للإخوان المسلمين والمجموعات المسلحة المتشددة فلم يتغير، وبالنسبة إلى الأردن، فإنه يرفع شعار الحياد، نظراً إلى حدوده الممتدة مع سورية، وخوفاً من انتقال الصراع إلى أراضيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الخليج العربي أصبحت في مرمى الحركات الإرهابية، وخير دليل على ذلك الهجمات الأخيرة على السعودية والكويت.
ونقلت عن رجل أعمال فرنسي قريب من القيادات الخليجية قوله: إنّ عرباً كثيرين أصبحوا يراهنون على القوة الروسية لمواجهة الإرهاب، خصوصاً بعد فشل الولايات المتحدة في هذه المهمة.
وذكرت الصحيفة أن بعض العرب يعتقدون أن التدخل الروسي سيقلّص من النفوذ الإيراني في المنطقة. ولكن بحسب بيتر هارلينغ، العضو في مجموعة الأزمات الدولية، فإن روسيا أظهرت دعمها المباشر لبشار الأسد وإيران في المنطقة، ما جعل صورة روسيا الوسيط في الأزمة تتلاشى أمام عيون كلّ من السعودية وقطر وتركيا.
وقالت الصحيفة إن شيوخاً ودعاة إسلاميين سعوديين رفعوا «راية الجهاد» ضد روسيا في سورية، وهو شبيه لما حصل إبان التدخل السوفياتي في أفغانستان في عام 1979.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، رفض الإفصاح عن هويته، قوله على إحدى القنوات الإخبارية: «إن الدعم العسكري للمعارضة سيتضاعف»، ما ينذر بتواصل الحرب في سورية.
«تلغراف»: «داعش» يتقدّم على وقع القصف الروسيّ
حذّرت مصادر دبلوماسية غربية من توسع تنظيم «داعش» في مناطق جديدة في سورية، في أعقاب التدخل الروسي والإيراني في مدينة حلب، بحسب ما نقلته صحيفة «تلغراف» البريطانية.
وادّعت الصحيفة أنّ الأسبوع الثالث من الهجوم الروسي ـ الإيراني على مدينة حلب فشل في تحقيق نتائج تذكر، إذ كان يهدف الهجوم إلى السماح لقوات بشار الأسد باستعادة حلب.
ووفقاً للصحيفة، يعتقد أن إيران نشرت نحو 2000 مقاتل لدعم هذه الجهود، إضافة إلى عناصر من المليشيات الشيعية العراقية ومعهم عناصر من حزب الله اللبناني، وحتى الآن لم تتمكن هذه القوات سوى من التقدم في ثلاث قرى، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقرّه لندن، في حين ما زالت تجري هجمات منسقة شرق مدينة حلب، في محاولة للتخفيف من الحصار على قاعدة جوية عسكرية.
القلق لدى عدد من الدبلوماسيين الغربيين، بحسب «تلغراف»، يتجلى في العواقب المحتملة من هذا الهجوم، إذ استُهدِفت معظم المناطق بقنابل روسية، في حين كانت القوات الإيرانية تمسك الأرض، كما أن الهجمات لم تستهدف حتى الآن تنظيم «داعش».
وتشير الصحيفة إلى أن «المعارضة السورية»، عدوة تنظيم «داعش»، هي من تتلقّى القسم الأكبر من ضربات التحالف الروسي ـ الإيراني في سورية، الأمر الذي يمنح «داعش» فرصة للتوسع والسيطرة على مزيد من الأراضي، خصوصاً في مناطق متنازع عليها شمال حلب.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله: نحن قلقون من الهجمات التي تدعمها روسيا، التي تستهدف «المعارضة المعتدلة»، إنها ستؤدي إلى ضعف هذه المعارضة، وسيكون «داعش» المستفيد من هذه الهجمات بالاستيلاء على مزيد من الأراضي.
ومنذ بداية التدخل الروسي في سورية في الثلاثين من أيلول الماضي، والملاحظة الأهم عليه، أنه لم يستهدف تنظيم «داعش» إلا ببعض العمليات المحدودة، على رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد على أن مهمة قواته هي تدمير تنظيم «داعش».
وتقول الصحيفة: إن نظام الأسد وجد في القصف الروسي فرصته لتصعيد حملته الجوية باستخدام البراميل المتفجرة، مستهدفاً المناطق المدنية، حتى وصلت إلى نحو 356 برميلاً متفجراً منذ بداية التدخل الروسي في سورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش وثّقت استخدام روسيا قنابل عنقودية في سورية، وهي من الأسلحة التي يحظر استخدامها وفقاً لاتفاقيات دولية.
«نيويورك تايمز»: عشرون ألف مقاتل كردي سيشاركون في تحرير الرقّة
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن التحالف ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تقوده الولايات المتحدة بدأ يستعد لفتح جبهة رئيسية في جنوب شرق سورية، تهدف للضغط على الرقة، المعقل الرئيس للتنظيم، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وقالت الصحيفة إن هذه التدابير تهدف مجتمعة إلى تمكين ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف من المقاتلين العرب الذين سينضمّون إلى أكثر من عشرين ألف مقاتل كرديّ في هجوم تدعمه عشرات الطائرات التابعة التحالف من أجل الضغط على الرقة، المعقل الرئيس لـ«داعش» في سورية. وتابعت الصحيفة: كما تسير الخطط قدماً لحمل مقاتلي «المعارضة السورية» على إغلاق جزء مهم من الحدود السورية ـ التركية يمتد بطول 60 ميلاً لقطع خطوط الإمداد الحيوية لـ«داعش». وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الضغط الجديد الذي يقوده الأميركيون سيجري بعيداً عن وطأة الحملة الجوية الروسية في غرب سورية، وقال مسؤولون أميركيون إن العملية الروسية موجهة إلى حد كبير إلى الجماعات السورية التي تعارض الرئيس بشار الأسد، وتستهدف «داعش» اسمياً فقط.
وأضافت الصحيفة أن الجبهة الشمالية الجديدة ستكون عكس ذلك: وهي موجهة كلياً إلى إضعاف «داعش» من خلال محاولة إخراج المجموعة من أماكن تمركزها وافقادها هذه الميزة، حتى مع استحواذ عناصر «داعش» على الموصل والرمادي في العراق وتدمر في سورية. وتناولت الصحيفة عملية تحرير كوباني من «داعش» إذ أوضحت أن العملية أظهرت إمكانية استخدام عملية جوّية ـ برّية مشتركة لهزيمة «داعش»، وذلك من خلال تعاون غربي ـ كردي، مضيفة أن العملية التي يجري الإعداد لها حالياً من شأنها أن توسع المجهود الكردي بإضافة الجماعات العربية.
«بلومبرغ»: القمع الإعلاميّ في تركيا
كتبت مجلّة «بلومبرغ»: حلّ الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان ضيفاً على العاصمة البلجيكية بروكسل مع جدول كبير للمناقشة، من سيل اللاجئين الذين يغادرون بلاده إلى أوروبا، إلى دخول روسيا في الحرب السورية. أوروبا وتركيا بحاجة إلى بعضهما في هذه القضايا، ولكن كما سيكون محرجاً، يجب أن يتم الضغط على أردوغان أيضاً لإنهاء قمعه حرّية التعبير.
في الأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة وحدها، أمرت تركيا بحظر أكثر من 6000 موقع على شبكة الإنترنت. وفقد العشرات من الصحافيين وظائفهم في أعقاب شكاوى تقدّمت بها الحكومة لأصحاب وسائل الإعلام تتعلق بتغطيات هؤلاء الصحافيين، فيما تبقى تركيا واحدة من البلدان الأكثر عرضة لسجن الصحافيين. وبينما تقترب الانتخابات المبكرة التي ستجرى في الأول من تشرين الثاني المقبل، فإن هذا الوضع يزداد سوءاً.
في الأسبوع الماضي، تعرّض أحمد هاكان، المعلق السياسي التركي الأكثر شعبية والشخصية التلفزيونية التي تحظي بملايين المتابعين على «تويتر»، للضرب المبرح أمام منزله من قبل أربعة رجال، ثلاثة منهم كانوا أعضاء في حزب «العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه الرئيس أردوغان.
لا دليل على أن أيّاً من أردوغان أو حزبه أمرا بالاعتداء على هاكان، في الواقع طرد حزب «العدالة والتنمية» المعتدين الثلاثة في وقت سابق. ومع ذلك، فإنهم خلقوا بيئة سياسية تشجع على مطاردة الصحافيين. وجاء ضرب هاكان في أعقاب هجومين على مكاتب صحيفته، «حرييت» الشهر الماضي، أحد هذه الاعتداءات كان بقيادة نائب عن حزب «العدالة والتنمية».
قبل يوم واحد من الاعتداء على هاكان، ألقى أردوغان نفسه الوقود على النار من خلال تكرار اتهامات ضدّ أيدين دوغان، مؤسس المجموعة الإعلامية المعارضة التي تملك «حرييت».
لا يقتصر نهج أردوغان في التعاطي مع وسائل الإعلام عليه وحسب. مؤخراً، انتقد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذين كانوا يشاركون على «تويتر» صورة لسيارة تابعة لقوات الأمن التركية تسحب جثة ناشط كردي في شوارع بلدة سيرناك.
وإذا كان أوغلو قد أكد على أنه أعطى التعليمات القانونية والإدارية المطلوبة حول هذا الحادث، فيما تقوم وزارة الداخلية أيضا بالتحقيق في الجريمة المروعة، إلا أن التركيز على الصورة بحدّ ذاته أمر سخيف.
منظمة «فريدم هاوس» باعتبارها واحدة من عدّة منظمات تتابع حرّية الإعلام في جميع أنحاء العالم، أشارت إلى تدهور حادّ في تركيا في السنوات الأخيرة. وهذا أمر مؤسف، لا سيما بالنظر إلى الدور التحرّري لأردوغان خلال السنوات القليلة الأولى من حكمه. كاقتصاد ناشئ، تركيا لديها إمكانات هائلة، ولكن فقط إذا كانت تتحرك خارج الاقتصاد المتكافئ الذي أسّسته لإضافة قيمة أعلى ـ وهذا يعني رعاية التكنولوجيات الجديدة والبيئة المفتوحة التي تزدهر فيها.
لا يمكن تعزيز دور تركيا كحليف لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أو اندماجها مع الاتحاد الأوروبي لفترة بعيدة مع استمرار الحكومة في قمع الحرّيات الإعلامية وغيرها من المؤسسات الديمقراطية. دفع أردوغان ضدّ معوقات تحالفات تركيا الغربية في السنوات الأخيرة، لكنه أيضاً ربما يبدأ في تقدير قيمتها في وقت تقوم روسيا بشنّ الضربات الجوّية ضد حلفاء تركيا في سورية، فقط عبر الحدود.
الاتحاد الأوروبي يتحمل جزءاً من المسؤولية عن هذا الوضع، فهو ألقى بمعظم نفوذه مع تركيا من خلال تجميد المفاوضات بشكل فعال مع الأمة التي تقطنها غالبية مسلمة للانضمام إلى الكتلة، في عام 2006. وبينما لا يستجيب أردوغان بشكل جيد للمحاضرات، فإن القادة الغربيين، ومع ذلك، ينبغي ألا يخجلوا من تسليم الرسائل التي لا تعبّر عن عدم ارتياحهم، لأسباب ليس أقلها وجود متلقين محللين في تركيا لتلك الرسائل.
هذه الرحلة إلى أوروبا هي أولاً وقبل كل شيء حملة انتخابية لانتخابات الأول من تشرين الثاني، والتي دعا إليها أردوغان بعد فشل انتخابات حزيران في تأمين الغالبية التي أرادها لحزب «العدالة والتنمية».
ولكن إذا كان أردوغان سيستخدم أوروبا لأغراض سياسية، فإنه لن يكون بمقدوره الشكوى من أن قادتها لا يتبعون نهجه. الأتراك بحاجة إلى الاستماع من باقي العالم ـ مراراً وتكراراً ـ إن سحق الأصوات المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة يدمر الديمقراطية بشكل تام، كما أنه يدحض أيّ رغبة متبقية قد تكون لدى الأتراك للاندماج مع أوروبا.