اتفاق نووي مصري ـ روسي لتوليد الكهرباء
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
تحدثت مصادر مصرية عن إنجاز اتفاق مصري – روسي، لتنفيذ مشروع نووي مصري لتوليد الكهرباء، وذلك بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، رئيس شركة «روزاتوم» الروسية المتقدمة لإنشاء المحطة، حيث تم حسم القضايا المعلقة بين الجانبين في ما يتعلق بهذا المشروع من الناحيتين الفنية والمالية.
وقال المصدر إن الرئيس المصري شدد على بند أن تسدد مصر قيمة المحطة النووية بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها، وذلك من الوفر الناتج من المحطة مع وجود فترة سماح يتم تحديدها بالاتفاق بين الجانبين، علاوة على إنشاء مصانع روسية فى مصر لتصنيع مكونات المحطة النووية محلياً، وهو ما سيعمل على تطوير الصناعة المحلية في مصر.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يقوم الرئيس السيسي بتوقيع اتفاقية i.g.a الاتفاقية الحكومية مع روسيا خلال شهر تشرين الثاني أو بحد أقصى قبل نهاية العام الجاري، مؤكداً أن أهم ما يميز العرض الروسي هو أن روسيا تعد الدولة الوحيدة التي تصنع مكونات المحطة النووية بنسبة 100 في المئة، ولا تعتمد على استيراد مكونات المحطة من أي دول أخرى قد يكون بينها وبين مصر خصومة تعرض الشروع للاحتكار من قبل هذه الدول.
وتابع المصدر أن مصر اشترطت على روسيا توفير 90 في المئة من المكون الأجنبي «عملة الدولة»، بينما توفر مصر 10 في المئة، لافتاً إلى أن نسبة التصنيع المحلي ستصل إلى 25 في المئة لإدخال تكنولوجيا الطاقة النووية للبلاد وبناء كوادر مصرية في هذا المجال.
وأكد المصدر أن ثاني ميزة في العرض المقدّم من روسيا هو أنها لا تضع أي شروط سياسية على مصر لإقامة المحطة النووية، موضحاً أن روسيا لها تاريخ طويل في دعم مصر فهي من أنشأت مفاعل أنشاص وساهمت في إنشاء السد العالي من خلال إنشاء مصانع في مصر. وقال المصدر إنه من بين مميزات العرض الروسي هو إنشاء مركز معلومات للتقبل الشعبي للطاقة النووية ونشر ثقافة التعامل معها وفوائدها التي ستعود على مصر، لحل أزمة الكهرباء والمكاسب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهذا المشروع. ويشمل العرض أيضاً عقد دورات تدريبية للكوادر المصرية على استخدام التكنولوجيا النووية ونقل الخبرات الروسية في هذا المجال للمصريين.
يُذكر أن فئة كبيرة من النخبة المصرية تنظر لتطور العلاقات الروسية ـ المصرية بعين التفاؤل والرضا، وذلك بعد سنوات طوال يصفونها بالعجاف اكتفت خلالها الدبلوماسية المصرية بالعلاقة مع الولايات المتحدة، حيث لم تجلب هذه السياسة لمصر ما كان يأمله مؤسس أركانها الرئيس المصري السابق السادات، من جهته وتعليقاً على الخبر قال الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادي ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والمستشار الاقتصادي لمفوضية العلاقات الاوروبية، إن «هناك فرصاً عديدة متاحة للتعاون المصري مع روسيا ومنها إعادة تأهيل واستخدام المصانع كافة الحربية في صناعة قطع غيار السلاح بالكامل، وتأهيل الهيئة العربية للتصنيع في صناعة معدات المصانع والمعدات الثقيلة وبخاصة الجرارات والآلات الزراعية، حيث أن روسيا تتقدّم في تلك الصناعات».
وأضاف جودة، أن تعاون روسيا مع مصر يؤهلها للانضمام إلى التحالف الجديد «بريكس» ليصبح «بريكسي» بانضمام مصر إلى هذا التحالف والذي يضم روسيا- الصين الهند البرازيل جنوب أفريقيا ، وهو من وجهة نظر جودة خطوة جيدة ومهمة، حيث رأى أنه: «سيؤهل مصر للعودة لتتبوأ المكانة الإقليمية والعربية والأفريقية التي تستحقها مرة أخرى».
ورداً على الدعاية الإخوانية التي تهاجم العلاقات المصرية الروسية، وتصف روسيا بدولة الإلحاد ذكر جودة بأن: «الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي قام بزيارة الى روسيا أثناء فترة حكمه، وكانت هذه الزيارة مشينة ولا تليق بمقام رئيس مصر، لأن من قام باستقباله حينها رئيس أحد الأحياء في موسكو، حيث لم تستغرق الزيارة سوى ساعة واحدة وتمت في منزل بوتين رئيس روسيا لأنه كان في إجازة» وأضاف جودة: «إن عدد المسلمين الروس وصل إلى ما لا يقل عن 20 مليون مسلم وروسيا فيها أكثر من 3500 منظمة إسلامية تخدم المسلمين داخل روسيا وخارجها ويذهب منها للحج سنوياً ما بين 25 30 ألف حاج، كما أن الأمر لا يقتصر على المسلمين فقط، إذ أن 80 في المئة من نسبة المسيحيين في روسيا يدينون بالمسيحية الأرثوذكسية وهو ما تدين به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، كما يوجد في مصر جامعة روسية في مدينة الاسكندرية افتتحت منذ عام 2009».