العراق… هزيمة «داعش» متواصلة وتوجس أميركي

تحاول الإدارة الأميركية استثمار كل الطرق من أجل دعم وتمويل وتغطية إرهاب تنظيم «داعش» وأخواته، ما يشكل إشارة دامغة على أن ما زعمته من تشكيل حلف لمحاربة هذا التنظيم ليس سوى واجهة لدعمه وما النتائج التي أحرزها داعش بعد أكثر من سنة على بدء هذا التحالف مهامه إلا خير دليل على ذلك.

فهي إضافة إلى منع بغداد الاستعانة بروسيا لمحاربة التنظيم الإرهابي عثر مقاتلو الحشد الشعبي أمس في منطقة مصفاة بيجي بعد تحريرها من «داعش»، على المساعدات الغذائية الأميركية وهي موضبة وفق أفضل الشروط التقنية وجاهزة للأكل.

وكان الناطق الرسمي باسم قوات الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي قد أكد أن قوات الحشد تتحرك بغطاء جوي عراقي فقط وتحقق انتصارات على الأرض من دون التعامل مع التحالف الدولي المزعوم بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد تطهيرها قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين العراقية من جماعةِ داعش بشكلٍ كامل، أعلنت قواتُ الحشد الشعبي المسانِدة للجيش العراقي إحكامَ السيطرة على منطقةِ البوجواري شرقَ مصفاةِ بيجي.

وفي الأنبار غرب العراق، حققت القواتُ العراقية المشتركة تقدماً في العديد من المحاور، إضافة الى إحباطها هجمات مضادة من مسلحي «داعش».

وأعلن مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار أن داعش فقدت السيطرة على قرية البودعيج الواقعة إلى الشمال من ناحية عامرية الفلوجة.

وتعد البودعيج موقعاً استراتيجياً للجماعة الإرهابية وأحد أهم معاقلها في المنطقة، بسبب وعورة تضاريسها وكثرة التلال والكهوف فيها، ما جعلها محصنة ضد أي اختراق.

كما جرى إحباط هجوم عنيف بواسطةِ سبعَ عَشْرَة سيارةً مفخخة وعشرينَ انتحارياً حاولوا استهدافَ قوات جهاز مكافحة الإرهاب في منطقة البوجليب شمالَ مدينة الرمادي مركز الأنبار.

وما يزيد من أهمية هذه التطورات الميدانية التي تجرى في أكثر من منطقة، أنها تتحقق بإرادة عراقية ومن دون دعم يذكر من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خصوصاً أنها تأتي بعد أسابيع من تصريحات ومواقف عدد من القيادات العسكرية، كانت قد شككت في قدرة العراقيين على حسم المعركة مع داعش.

ويربط البعض الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركانِ المشتركةِ الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد إلى أربيل في كردستان العراق قبل زيارة مقررة الى بغداد، بسعي أميركي لثني الحكومة العراقية عن التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب.

وذلك بعد أن رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضمنياً بغارات روسية في أراضي بلاده، على خلفية الشكوك التي تثار حول جدية واشنطن في القضاء على داعش وجدوى الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الأميركي.

كما يتعدى الأمر الى كشف أدلة على المساعدات التي يتلقاها داعش من التحالف وإعاقة الأخير لتقدم القوات العراقية بخاصة الحشد الشعبي الذي يعود إليه الكثير من الإنجازات الميدانية.

وقد أعلنت قوات الحشد الشعبي أنها عثرت أثناء دخولها معمل الأسمدة في بيجي على وجبات طعام أميركية جاهزة حديثة الصنع، كان يستخدمها عناصر داعش.

كما أكد الأمين العام للمقاومة الإسلامية حركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي أنّ عدداً كبيراً من الجنود الذين دربتهم الولايات المتحدة بأموال العراق وعلم الحكومة في قاعدة عين الأسد في الأنبار يقاتلون القوات العراقية الى جانب عناصر «داعش» وأنه تم قتل وأسر عدد منهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى