أهالي عكار يصعّدون تحركهم رفضاً للنفايات ويوقفون العمل مجدداً في «سرار»

فيما لا تزال خطة معالجة النفايات الحكومية عالقة بانتظار حسم موضوع المطامر، ارتفعت أمس وتيرة الاحتجاجات في عكار رفضاً لإنشاء مطمر للنفايات في سرار، حيث تَوجّه عدد من المعتصمين إلى قرية شير حميرين، الواقعة على الطريق المؤدي إلى المكب، محتجّين على معاودة الشركة المتعهدة أعمال شقّ وتأهيل الطريق إلى المكبّ بمواكبة أمنية لافتة، علماً أنها كانت توقفت منذ أكثر من 12 يوماً بسبب رفض الأهالي، واعتداء عدد منهم على سائقي الجرافات.

وإذ انضمّ إلى المعتصمين طلاب مدرستَي شير حميرين والعبّودية الذين افترشوا الأرض لمنع عمل الجرافات، أبلغ الأهالي القوى الأمنية أنهم لن يتراجعوا عن حراكهم مهما كانت الظروف، ولن يسمحوا لأيّة شاحنة بالعبور إلى المكبّ الذي ستبقى الأعمال فيه متوقفة حتى إلغاء القرار بإرسال النفايات إلى عكار وإقفال مكبّ سرار نهائياً.

ودخل المعتصمون إلى المطمر، وأوقفوا الأعمال بعدما لم يلمسوا أي تجاوب مع مطلبهم بوقف الأعمال، فحصل تدافع وتلاسن بينهم وبين القوى الأمنية، أسفرا عن إصابة اثنين من المعتصمين بجروح طفيفة، لكن سرعان ما عملت القوى الأمنية على تهدئة الأمور.

ولاحقاً، تمّ وقف عمل الجرافات في المطمر، فعاد الأهالي إلى خيمة الاعتصام في العبّودية.

«عكار لعيونك توحّدنا»

وكانت حملة «عكار لعيونك توحّدنا» أصدرت، صباحاً، بياناً جاء فيه: «عقد ممثلو الحراك المدني المنضوي ضمن حملة «عكار لعيونك توحّدنا» اجتماعاً في مركز الرابطة النسائية في حلبا، بهدف تنسيق الجهود وتنظيم الحراك ووضع الآليات والاستراتيجيات اللازمة لإدارة الحراك بما يتناسب مع متطلبات المرحلة وتسارع الأحداث وحجم التحديات. وقد شُكّلت لجان متخصصة لمواكبة الحراك ورفده بما يلزم ومنها: اللجنة القانونية، لجنة الاعلام، لجنة مواكبة اعتصام العبودية، اللجنة المالية، اللجنة البيئية، لجنة التنسيق والاتصال المناطقية، واللجنة النسائية… كما تمّ تشكيل الغرفة الإدارية المصغّرة للحملة».

وأكد المجتمعون «اللحمة والتكامل بين مكوّنات الحملة، وعلى المضيّ قُدُماً في العمل على تجنيب عكار الأخطار الجسيمة الناتجة عن تحويل سهلها إلى مزبلة لوطن لطالما دافعت عنه بالمُهَج ورموش الأعين ولم يتذكرها إلا بنفاياته».

وأهاب المجتمعون بوسائل الإعلام أن «تتوخى الحذر والدقة بنشر أخبار تخص الحملة ولُحمتها وأهدافها». كما حذّروا «من أي خطوات تصعيدية تهدف إلى كسر إرادة أهلهم المتضررين في سرار ومحيطها باستخدام وسائل غير قانونية، واعتماد القهر في فرض ما لا يرضاه غالبية العكاريين»، داعين القوى الأمنية إلى «القيام بواجبها في حماية المعتصمين السلميين في احتجاجاتهم السلمية وتحركاتهم الحضارية».

وأمل المجتمعون من العكاريين «الكاظمين غضبهم حتى حينه، أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي ظلم محدق بعكار وأهلها»، مؤكدين أنهم «لن يبخلوا بتقديم كل غالٍ ونفيس بما فيها الأرواح للذود عن الأرض التي ما برحت تنبت للوطن حماة، والتي لا يمكن أن يكون بذارها قاذورات مجبولة بعفن مافيات الاتجار بالأوطان وساكنيها».

النفايات بين شهيب والسفير الياباني

في غضون ذلك، استقبل وزير الزراعة أكرم شهيّب سفير اليابان سييتشي أوتسوكا.

وتطرّق البحث خلال اللقاء إلى معالجة ملف أزمة النفايات المنزلية في لبنان والاستفادة من التجارب المنجزة، ولا سيّما التجربة اليابانية في مساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية في بعض مناطق الضفة الغربية.

وتناول النقاش مختلف تشعّبات هذا الملف في لبنان، والخطة التي وضعتها اللجنة التي يرأسها الوزير شهيّب على مستوى المعالجة المرحلية أم على مستوى المعالجة المستدامة، وإعادة ملف جمع النفايات إلى البلديات.

وتمّ البحث في إمكانية مساعدة اليابان لبعض البلديات في إنشاء مشاريع نموذجية للمعالجة والتعريف بأساليب المعالجة التكنولوجية اليابانية في هذا المجال، كما تمّ البحث في ملف المياه وحمايتها من التلوث.

إلى ذلك، دعت لجنة البيئة والصحة في الرابطة المارونية إلى إعطاء البلديات المزيد من الصلاحيات لمعالجة موضوع النفايات، مع تأمين التمويل اللازم، وضرورة تعاونها مع منظمات المجتمع المدني، كلٌّ ضمن نطاق عمله، لاختيار التقنيات الأفعل والملائمة اقتصادياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى