«القومي» نظم اعتصاماً أمام «الأسكوا» تحية لجيل الانتفاضة الثالثة في فلسطين وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني

نظم الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتصاماً أمام مقرّ الأسكوا في وسط بيروت، تحية لجيل الانتفاضة الثالثة في فلسطين وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني، ورفع المشاركون في الاعتصام أعلام الزوبعة وأعلاماً فلسطينية ولافتات مندّدة بجرائم العدو اليهودي ومؤكدة على خيار المقاومة والانتفاضة.

شارك في الاعتصام وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ نائب رئيس الحزب توفيق مهنا وعدد من المسؤولين المركزيين. كما شارك رئيس التجمّع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني، وفد من حزب الله ضمّ نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي ود. علي ضاهر، عضو قيادة التيار الوطني الحرّ الدكتور بسام الهاشم ومنسّق بيروت رمزي دسوم، الأمين العام لحركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس، رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، وفد من حزب الأمة، وفد من حزب الاتحاد، مسؤول لبنان في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى، مسؤول لبنان في حركة حماس علي بركة، أمين سرّ حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات ومسؤول بيروت العميد سمير ابو عفش، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، عضو قيادة الجهاد الإسلامي أبو وسام منور، مسوؤل الصاعقة في لبنان أبو حسن غازي، مسؤول حركة فتح الانتفاضة حسن زيدان، ومسؤول جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين.

في بداية الاعتصام تحدّث عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي وهيب وهبة عن بطولات المنتفضين مؤكداً أنهم رأس حربة في المعركة المصيرية المفتوحة ضدّ الاحتلال اليهودي.

بركة

وألقى أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينية، مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة كلمة التحالف، حيّا في مستهلها قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأشار إلى تخلّي الأنظمة العربية عن فلسطين، واعتبر أنّ مجيء أمين عام الأمم المتحدة إلى فلسطين المحتلة، ليس لاستنكار جريمة إحراق عائلة الدوابشة، ولا لاستنكار الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى ولا رفضاً لتقسيمه، بل لأنه شعر بأنّ هذه الانتفاضة التي دخلت أسبوعها الرابع مستمرّة، وأنّ هذه الانتفاضة، ووحدة الشعب الفلسطيني في الميدان، ضربت نظرية الأمن الصهيوني والاستقرار الصهيوني، وفضحت الكيان الصهيوني الغاصب، ويأتي من أجل وأد الانتفاضة… فلا مرحباً ولا أهلاً به.

وقال: «إننا نتوجه بالتحية إلى شباب الانتفاضة، ونقول لهم استمرّوا ولا تلتفتوا إلى مؤامرات بان كي مون ومن سيأتي بعده من وزير الخارجية الأميركي جون كيري وغيره، إنهم يأتون لإنقاذ العدو الصهيوني من مأزقه، فها هو رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يعترف بأنه لا يستطيع أن يحمي الصهاينة من هؤلاء الفلسطينيين الذين يحملون السكين ويقبلون على الموت.

لذلك نؤكد باسم المقاومة وشعبنا أننا مصمّمون على مواصلة طريق الانتفاضة والمقاومة، وأنه آن الأوان لتوحيد الموقف السياسي الفلسطيني، كما توحدنا في الميدان اليوم، لا بدّ أن نتوحد في القرار السياسي على قاعدة حماية الانتفاضة ودعم الانتفاضة وثوابت المقاومة».

ودعا إلى اجتماع عاجل لقادة فصائل التحالف وفصائل منظمة التحرير من أجل وضع استراتيجية لمواجهة الاحتلال الصهيوني، فهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وليس أمام الشعب الفلسطيني بعد 22 سنة على توقيع اتفاقية أوسلو إلا طريق الانتفاضة، وطريق المقاومة، وطريق الاستشهاد.

الهاشم

وألقى منسّق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية عضو قيادة التيار الوطني الحرّ د. بسام الهاشم كلمة الأحزاب، واعتبر في كلمته أنّ الأنظمة العربية المتخاذلة تخلّت عن فلسطين، ودعا إلى أوسع تضامن مع الشعب الفلسطيني في ثورته وانتفاضته ضدّ العدو الصهيوني.

ولفت الهاشم إلى أنّ الرأي العام الشعبي في العالم يناصر نضال الفلسطينيين من أجل استعاده حقوقهم، مؤكداً أنّ انتصار فلسطين في جميع مكوّناتها هو انتصار حتمي لا محال.

وشدّد الهاشم على أنّ ما من حق يضيع وهناك من يطالب به، ومن يطالب باسترجاع الحق هم هؤلاء الشبان الأبطال الذين يواجهون آلة القتل والسحل الصهيونية بالسكاكين، هؤلاء الشبان والشابات أصحاب إرادة لا تلين، ولن يستطيع الإرهاب الصهيوني أن ينال من عزيمتهم وإرادتهم.

وتحدّث الهاشم عن الثورة الجزائرية التي قدّمت الشهداء وانتصرت على الاحتلال والاستعمار، وعن النموذج الإيرلندي الذي هزم الاستعمار البريطاني، لافتاً إلى أنّ أصحاب الحق وأصحاب الأرض هم المنتصرون في النهاية.

ودعا الهاشم الفلسطينيين إلى الاستمرار في ثورتهم المجيدة، وهي ثورة ينخرط فيها أبناء فلسطين كافة، سواء في الأراضي التي احتُلت في العام 1948 أو التي احتُلت في العام 1967، وهذا مؤشر على الإرادة الجامعة المشتركة في النضال من أجل التحرير.

ودعا القوى الفلسطينية بكلّ فصائلها إلى لمّ الشمل والتوحد، معتبراً أنّ المفاوضات مهزلة وسراب.

وقال الهاشم مخاطباً المنتفضين في فلسطين المحتلة: «نحن شركاء معكم وكلّ المقاومين الذين يقاومون الإرهاب في سورية وفي العراق وفي كلّ البلدان العربية، هم معكم في المعركة التي تخوضونها ضدّ العدو الصهيوني».

وختم: «إننا فخورون بهذه الانتفاضة، فخورون بالتضحيات التي تبذل في سبيل الحق والعودة والتحرير، وسيكون الانتصار حليف المقاومين».

أبو العردات

وألقى أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أمين سرّ حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات كلمة قال فيها: «إلى المرابطين والمرابطات، إلى أهلنا في فلسطين نقول إنّ كلّ الأوفياء من المقاومين الذين دحروا الاحتلال عن بيروت والجنوب اللبناني، وكلّ أحرار ومقاومي أمتنا هم مع انتفاضة شعبنا».

أضاف: «عندما نتحدّث عن القدس التي تُهوّد، وعن الضفة التي يأكلها الاستيطان ويستبيحها قطعان المستوطنين وتمارس فيها سياسة الإعدام الجماعي وحرق العائلات، فإننا في المقابل نتحدث عن الأبطال الذين يواجهون الإرهاب الصهيوني بالسكاكين والقبضات التي هي أقوى من كلّ المدافع».

وأشار إلى أنّ النيران المشتعلة في بلادنا والتي يدفعوننا إليها تستهدف التدمير الذاتي، وهذا يصبّ في مصلحة العدو الصهيوني.

واعتبر أنّ الردّ على كلّ المؤامرات هو في أن تكون فلسطين هي البوصلة، وبتوجيه كلّ البنادق ضدّ الاحتلال الصهيوني، وليس تدمير البلدان العربية وضرب مقدراتها، فما يحصل من جرائم يصبّ في مصلحة «إسرائيل».

وإذ شكر أبو العردات الحزب السوري القومي الاجتماعي على الدعوة إلى هذا الاعتصام التضامني مع فلسطين والانتفاضة، أكد أنّ «ما هو مطلوب فلسطينياً أن نتوحد، وأنّ الوحدة الحقيقة تقوم فوق أرض المعركة وهذه هي منطلقاتنا وأدبياتنا».

وأشار إلى أنّ الفلسطينيين الذين ينتمون إلى كلّ الفصائل الفلسطينية، إنما انتموا من أجل فلسطين ومن أجل تحرير فلسطين، ودعا الى إنجاز الاستحقاقات الفلسطينية وتنظيم الانتفاضة مؤكداً بأنها ثورة شعب.

وقال: «إنّ المطلوب عربياً من الحكومات والشعوب رفع وتيرة التضامن مع فلسطين»، مستغرباً هذا الصمت الرهيب على كلّ المستويات.

وأشار إلى أنّ المطلوب من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة لجم الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يستبيح المحرّمات، وتحويل المجرمين الصهاينة إلى المحاكم الدولية…

وختم أبو العردات كلمته موجهاً التحية إلى الشهداء الأبرار في موقعهم المتقدّم دفاعاً عن شرف الأمة وكرامتها، وعن القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

صالح

وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، وقال فيها: «إنّ المواجهات البطولية التي يخوضها شعبنا في فلسطين، والعمليات النوعية التي ينفّذها الشباب الفلسطيني ضدّ الاحتلال الصهيوني، حيث يُقدِمون على الشهادة بشجاعة وبطولة عزّ نظيرهما، فتتوالى قوافل الشهداء من مهند الحلبي إلى مهند العقبي إلى جميع الشهداء الأبطال الذين يبذلون الدماء الزكية دفاعاً عن الأرض وصوناً للكرامة والحق».

أضاف: «شباب فلسطين وشابّاتها… سلاحهم الإيمان وصلابة الإرادة، يمتشقون الحجارة والسكاكين ويوجّهون الطعنات إلى الجنود والمستوطنين الصهاينة، ويزرعون الخوف في نفوسهم في كلّ أرجاء فلسطين المحتلة، هؤلاء هم جيل الانتفاضة الثالثة التي تعمّ الضفة والقدس والقطاع، جيل يؤكد تمسّكه بأرضه وتصدّيه للعدوان الصهيوني المستمرّ ورفضه القاطع للاحتلال، ووقوفه بجرأة وصلابة ضدّ استباحة الأقصى ومحاولة هدمه لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه».

ووجّه صالح التحية من «حزب فلسطين، الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى شعبنا في فلسطين، الذي يسطّر اليوم أروع ملاحم البطولة والعزة والكرامة».

وقال: «إنّ شعبنا الفلسطيني يواجه اليوم بالصدر العاري وباللحم الحيّ، وفي ظلّ تواطؤ وتخاذل عربي، وصمت وتآمر عالمي، آلة الحرب الصهيونية، ويقدّم التضحيات الجِسام ويؤكد رفضه لكلّ السياسات التي تساوم على حقه في تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، كاملة غير منقوصة».

وتابع: «إننا إذ نعلن تضامننا ووقوفنا إلى جانب شعبنا المناضل الصامد، ونحيّي عائلات الشهداء الأبرار، فإننا نؤكد على الحقائق التالية:

أولاً: سقوط الرهان على سراب التسوية، لذا فإننا نطالب بإلغاء اتفاقية «أوسلو» ووقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، كما نطالب الدول العربية بإلغاء الاتفاقيات الموقّعة مع الكيان الغاصب، ووقف كلّ أشكال التطبيع معه وإغلاق السفارات والممثليات التابعة له.

ثانياً: إنّ الطريق الوحيدة لمواجهة العدو الصهيوني هي الانتفاضة والمقاومة التي حققت النصر تلو النصر، لذا فإننا ندعو إلى اعتماد هذا الخيار، وتقديم كلّ الدعم والإسناد في سياقه لتحرير الأرض واستعادة الحق.

ثالثاً: إنّ المعركة ضدّ الإرهاب الصهيوني في فلسطين، وضدّ المجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق، وفي غير دولة عربية، هي معركة واحدة لذا فإننا ندعو إلى تضافر الجهود وإلى انخراط الأحزاب والقوى والاتحادات على مدى الأمة والعالم العربي في جبهة شعبية واحدة لمحاربة الإرهاب وإسقاطه.

رابعاً: في ظلّ التخاذل والتآمر الرسمي العربي، والصمت الدولي والمساعي الدولية الحثيثة الهادفة إلى تصفية المسألة الفلسطينية، فإننا نحذّر من التجاوب مع المبادرات المشبوهة التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والرجعيون العرب لوقف الانتفاضة وإجهاضها، وندعو الفصائل الفلسطينية إلى تحويل الوحدة الميدانية التي تجسّدت على أرض فلسطين، وتعمّدت بالدم الزكي، إلى وحدة سياسية على قاعدة خيار المقاومة والحفاظ على شعلة الانتفاضة متّقدة ومستمرّة.

خامساً: إنّ هذا التخلّي العربي والدولي الفاضح، يفرض علينا كقوى وأحزاب وفصائل أن ننظّم النشاطات والاعتصامات والمسيرات، ونقدّم كلّ وسائل الدعم إلى أهلنا في فلسطين على جميع الأصعدة والمستويات، لأنّ وقوفنا مع فلسطين هو واجب قومي، وفي هذا المجال فإننا ندعو الأحزاب العربية إلى إطلاق حملة في الثاني من شهر تشرين الثاني المقبل ذكرى وعد بلفور المشؤوم في جميع الدول العربية نصرة لفلسطين وشعبنا في فلسطين.

ورأى صالح أنه في ظلّ هذه التحديات الكبرى، والانقسامات الحادّة والتباينات العميقة التي تشهدها أمتنا والصراعات الوجودية التي تواجهها، والمؤامرات التي تستهدف تقسيمها وتفتيتها، فإنّ فلسطين تجمع ولا تفرّق، فلنجعلها بوصلتنا جميعاً، ولنتوحّد حولها، ولنقدّم لها كلّ الإمكانيات لأنها تستحق منا المُهَج والأنفس والدماء».

وختم صالح كلمته مستعيداً قول الزعيم سعاده: «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة»، وقوله أيضاً: «إنكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبرٍ في التاريخ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى