«المنار»

بطائرةٍ مدنيةٍ اخترقَ الرئيسُ السوريُ كلّ الجدُرِ السياسيةِ والأمنيةِ والعسكرية.. أصابت طائرتُه مُرادَها، تماماً كما أصابت طائراتُ السوخوي أهدافها الميدانيةَ والسياسية..

وصلَ الرئيسُ بشار الأسد إلى موسكو، فأوصلَ رسائلَ بكلِّ اتجاه، خَلَطت الأوراق، وأرَّقَت خلطاتِ السياسةِ التي حاولت بناءَ الواقعِ السوري والإقليمي على وقعِ أحلامِها واُمنيّاتِها..

وبطلعةٍ سياسيةٍ توازي كلَّ الطلعاتِ العسكريةِ التي تملأُ سماءَ سورية والمنطقة، قُلِبَت موازينُ اللعبة..

فبينما يبحثُ البعضُ عن مرحلةٍ انتقاليةٍ في سورية، تُتيحُ المناورةَ لإبعادِ الأسد، أبعدَ الرئيسُ الروسيُ كلَ الاوهامِ والتكهّنات، ونقلَ المرحلةَ إلى الثابتةِ الروسية: بشار الأسد رئيسُ الجمهوريةِ العربيةِ السورية، وجيشُه الأقدرُ على مواجهةِ الإرهاب..

زيارةٌ اَشعلت المنطقة، وحرَّكت كلَ خطوطِ التواصلِ المرتفعةِ الحرارة.. اتصلَ الرئيسُ التركيُ بنظيرِه الروسي للتداولِ بفحوى لقاءاتِ الكرملين، واتصلَ الرئيسُ الروسيُ بالملكِ السعودي لإطلاعِه على جوانبِ اللقاء، عشيّةَ الإعلانِ عن لقاءٍ روسيٍ أميركيٍ سعوديٍ تركيٍ حولَ سورية..

زيارةٌ اختصرت المشهدَ بمائدةِ الوُدِّ وحفاوةِ الاستقبال، وأعادَت فرضَ الأولويات، بأنَ قتالَ الإرهابِ مدخلٌ إلزاميٌ للحلِّ السياسي، بعدَ أن توهّمَ البعضُ بفرضِ تسويةٍ سياسيةٍ في سورية كشرطٍ لمحاربةِ الإرهاب…

«أن بي أن»

الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو، عنوان تصدّر الاهتمامات الدولية والإقليمية على حدٍ سواء وسط مئات الأسئلة التي شغلت الأروقة الدبلوماسية حول الزيارة ومضمونها وما بعدها.

توقيت الزيارة يُظهر متابعة سير العمليات العسكرية المشتركة على أعلى المستويات، وما حققته من تجميد عملية توسّع الإرهاب بعد أقل من شهر على بدئها.

زيارة العمل تُرجمت بقمّة روسية سورية أكدت على الثوابت المشتركة القائمة استكمال العمل العسكري للقضاء على الإرهاب، والحؤول دون توسّع نطاقه مع الإشارة إلى أنّ أي عمل عسكري يجب أن تليه خطوات سياسية، وفتح المجال أمام الشعب السوري لتحقيق تطلّعاته وتقرير مستقبله بنفسه.

هكذا كان الجانبان يفتحان الأفق الدبلوماسية مجدّداً لمرحلة ما بعد العسكر انطلاقاً من قاعدة أنّ القرار الأول والأخير هو بيد السوريين، وهو ما بدا جليّاً عبر متابعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزيارة بخطوط هاتفية فُتحت مع الملك السعودي والرئيس التركي، فماذا ستحمل الأيام المقبلة؟ هل هناك معطيات جديدة ستُترجم دبلوماسياً بمشاركة من اللاعبين الإقليميين؟ وماذا عن الموقف الأميركي؟

في جديد مسار الاتفاق النووي الإيراني، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي في معرض أمره بتنفيذ الاتفاق النووي أنّ أيَّ تصريحٍ قائمٍ على بقاء هيكلية العقوبات يعني نقضاً للاتفاق، داعياً الحكومة الإيرانية إلى وقف العمل بالاتفاق في حال وضع عقوبات جديدة من الأطراف المفاوضة لأنّ ذلك هو نقض له أيضاً.

لبنانياً، تصميمٌ على الدعوة إلى عقد جلسة تشريعية في أقرب وقتٍ ممكن، لمسه نُوّاب الأربعاء لدى رئيس مجلس النُّواب نبيه بري، الذي رأى أنه لم يعد مقبولاً الاستمرار على هذا الوضع من التعطيل الذي يزيد الانهيار والأخطار على الأوضاع الاقتصادية.

الرئيس بري أقرن قوله بالفعل وبدأ التحضير لهذه الجلسة عبر إعطائه التوجيهات لدوائر المجلس تمهيداً لها، ودعوته هيئة مكتب المجلس إلى اجتماعٍ الثلاثاء المقبل من أجل درس جدول الأعمال وإقراره خصوصاً في ضوء تراكم العديد من مشاريع واقتراحات القوانين المُلحّة والضرورية، ولعلّ تسيير أمور الدولة والمواطن الضرورية تمنع المافيات الأجنبية من التسرّب إلى بيوت اللبنانيين لاستغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، فيقبضون الأموال منهم، ثم يتركونهم فريسة لبحر لا يرحم في عباراتٍ لم تصل يوماً إلى شاطئ أمان، سبعة من آل صفوان عادوا اليوم إلى أرض الوطن في توابيت أُقفلت على أحلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى