الولايات المتحدة تسعى لتعويض إخفاقاتها وتريد ثمناً لخروجها العسكري من المنطقة تركيا تلعب أسوأ دور في تاريخها بالنسبة لسورية والعراق بما يتناقض مع العلاقات الدولية

استحوذ موضوع إقرار سلسلة الرتب والرواتب على النقاشات في البرامج السياسية على القنوات الفضائية، فبعد ثلاث سنوات من انتظار الأساتذة والموظفين للحصول على حقوقهم المستحقة التي تماطل الدولة في إعطائها لهم، خصوصاً أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المزري يفرض تحسين الوضع المعيشي للموظف العادي الذي باتت حقوقه مهدورة في حين أن بعض من هم في السلطة لا يكترثون لذلك بل همهم الوحيد المحافظة على مصالحهم وتقاسم الثروات في ما بينهم على حساب الشعب وحقوقه. على رغم المحاولات التي يسعى لها نواب 8 آذار لإقرار هذه السلسلة وتأمين حقوق الأساتذة لا يزال الفريق الآخر يرفض السعي لإقرارها بدعوة تأثير هذه السلسلة على اقتصاد لبنان والليرة اللبنانية.

إلى جانب التأجيل المتواصل في إقرار السلسلة، فإن موضوع انتخاب رئيس جديد للبنان لا يزال هو أيضاً مؤجلاً بانتظار توافر الظروف الإقليمية والدولية لإنجازه، في وقت تشهد المنطقة عواصف أمنية وسياسية تحركها أيادٍ أميركية – خليجية من خلال تشجيع ودعم تنظيمات إرهابية تقوم بأبشع المجازر ضد الإنسانية، مما يؤدي إلى زيادة الانقسامات داخل البلدان العربية ومنع شعوبها من تقرير مصيرها بنفسها.

ومن سورية إلى العراق، تستمر محاولات أميركا لزرع التشرذم وتفكيك الدولة، والنموذج الأميركي الذي يقدم هو نموذج مصالح وازدواجية معايير في تطبيق القانون الدولي، فالأميركيون لم يغادروا المنطقة فعلياً ولو سحبوا قواتهم من العراق فهم لا يريدون الخروج خالي الوفاض بل يريدون ثمناً للخروج من المنطقة قبل توجههم شرقاً، كما أن دعم أميركا لـ«داعش» بات واضحاً لأن الأمور اليوم كشفت، خصوصاً بعد فشلها في سورية، كما أن البيئة العراقية – السورية هي بيئة واحدة وهذا دليل على أنه لا يمكن أن تكون الأزمة فقط محصورة في العراق أو في سورية لأن للبلدين تاريخاً مشتركاً، وما يهم الولايات المتحدة اليوم هو إبقاء العراق في حالة عدم استقرار، وتركيا تلعب أسوأ دور في تاريخها بالنسبة لسورية والعراق، لدرجة أنها تتناقض مع العلاقات الدولية.

كما أن أغلب الدول الأوروبية قد أعادت اتصالاتها مع الدولة السورية منها السرية ومنها العلنية، والولايات المتحدة تسعى لتعويض اخفاقاتها في سورية والعراق، من خلال اعتماد مقاربة جديدة للأوضاع في المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى