الناخبون المصريون يهزمون السلفيّين في انتخابات البرلمان

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية فوز قائمة «في حب مصر» في دائرتي الصعيد وغرب الدلتا، وفوز 4 مرشحين من بين 2548 مترشحاً على المقاعد الفردية، وأن نسبة المشاركة بلغت 26.56 في المئة.

وحسمت نتائج المرحلة الأولى في الداخل والخارج الكثير من الجدال، ورسّخت واقعاً سياسياً جديداً، ربما يخلو بشكل شبه كامل من تيار الإسلام السياسي الذي أصيب ممثله الوحيد في الانتخابات البرلمانية الحالية «حزب النور» بهزيمة كاملة حتى الآن، إذ هُزم في معقله الأساسي بدائرة غرب الدلتا حيث يقع مقر الدعوة السلفية بالاسكندرية ويزداد نفوذها بمرسى مطروح والبحيرة، وهو ما مثّل صدمة كبيرة لمسؤولي الحزب، وجعلهم يدرسون بشكل جدي الانسحاب من الانتخابات، وصلت إلى حد مقاطعتهم للإعلام، فيما يبقى أمل الحزب قائماً على الدوائر التي يخوض فيها جولة الإعادة حيث يواجه حزب المصريين الأحرار في نحو ثلاث محافظات، وهو ما يجعل المواجهة على أشدها.

وستشهد الانتخابات المصرية في مرحلة الإعادة مواجهة ساخنة بين مرشحين لحزبي النور والمصريين الأحرار في ثلاث محافظات هي الاسكندرية أسيوط والجيزة، فيما لا يوجد مرشحون لحزب النور فى جولة الإعادة فى محافظات المنيا، والأقصر، وقنا، والمنيا والبحر الأحمر.

على الجانب الآخر، تعد محافظة المنيا الأكثر من حيث عدد مرشحى الإعادة لحزب المصريين الأحرار، الذي يغيب عن جولة الإعادة فى محافظات البحيرة، والفيوم.

من جانب آخر، اعترف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بهزيمة حزب النور في الجولة الأولى من المرحلة الأولى للانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن الحزب تعرض لحملة تشويه غير مسبوقة وصلت الى حد اتهام أعضاء الحزب بأنهم داعشيون وإرهابيون، ما تسبب في هذه النتيجة، مؤكداً وجود مطالبات داخل الحزب بالانسحاب من الانتخابات.

ووصل الإحباط ببرهامي إلى حد توجيه اتهامات بأن العملية الانتخابية غير عادلة وأن من وصفهم بـ«مهندسي انتخابات 2010 هم من حضروا انتخابات 2015، وإن تغيرت الأسماء»، مضيفاً: «نفس الطريقة. ازدواج السلطة والمال، والدولة مسؤولة وعلى رأسها السيسي»، مشدداً على أن الأمر ليس في مصلحة البلد أن يتم إيصال الشباب إلى مرحلة اليأس.

من جهة أخرى، يرى الكاتب الصحافي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة «الشروق»، أن نتائج المرحلة الأولى من العملية الانتخابية بالرغم من قلة نسبة المشاركة إلا أنها تعبر بشكل واضح عن حالة «المزاج السياسي» العام في مصر، وتوجه عام برفض تيارات بعينها من بينها الإسلام السياسي. مشيراً إلى أن قياديي حزب النور أصيبوا بصدمة كبيرة حين سقطوا سقوطاً مزرياً في غالب غرب الدلتا التي تعد معقلهم الأساسي، وعلى الرغم من مزاحمتهم لقائمة «في حب مصر» في بعض مراكز مطروح والبحيرة وتحقيقهم نتائج عالية تغلبوا فيها على قائمة «في حب مصر».

أما النائب مصطفى بكري، عضو اللجنة التنسيقية لقائمة «في حب مصر»، فيرى أن نتائج المرحلة الأولى وضعت حزب «النور» والإسلام السياسي في حجمه الطبيعي بعدما مثل فزاعة للمجتمع المصري. مشيراً إلى أنه حين جرى تشكيل القائمة الوطنية الموحدة «في حب مصر» تمت مخاطبة أغلب الأحزاب المصرية باستثناء حزب «النور»، ولذلك خاض حزب النور معركة شرسة ضد القائمة في الصعيد الى جانب غرب الدلتا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى