لقاء الأسد ـ بوتين نقلة مفاجئة جديدة بعد الضربات الجوّية الروسيّة
ما إن أُعلِن عن الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا وعن لقائه قيصر موسكو فلاديمير بوتين، حتّى ضاعت الصحف الغربية في تلقّف هذا الخبر، لتنشر صبيحة اليوم التالي أمس ، مجموعة من المقالات والتقارير المتضاربة، التي إن دلّت على شيء، فإنّها تدلّ على مدى التخبّط الذي تعيشه واشنطن ومَن يتحالف معها إزاء الأوضاع في المنطقة. إلّا أنّ صحفاً عدّة اكتفت بنقل ردود فعل زعماء الدول حيال هذه الزيارة المفاجئة. فيما استفاضت الصحف الروسية في تحليل أبعاد هذه الزيارة.
صحيفة «كوميرسانت» الروسية نشرت مقالاً جاء فيه: يرافق العملية العسكرية الروسية في سورية هجوم دبلوماسي لا مثيل له. إذ فاجأت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها بزيارة عمل لروسيا غير معلنة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد. وهي الزيارة الأولى للرئيس السوري منذ نشوب الحرب في هذا البلد. وتعزّز هذه الزيارة إلى حدّ بعيد الرهانات في الشرق الأوسط. فيتساءل كثيرون عما إذا كان بوسع الكرملين الحصول على فوائد من هذه الخطوة المفاجئة أم لا.
فيما اعتبرت صحيفة «حرييت» التركية أن لقاء القمة الذي جمع الرئيسين بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو أول من أمس، يبرهن على ثقة روسيا بالدولة السورية وإصرار الرئيس بوتين على دعم مواقف القيادة السورية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً أشارت فيه إلى أن تحسُّن العلاقات بين الأكراد والكرملين يثير قلق تركيا والولايات المتحدة بعد أن سلّحت واشنطن الميليشيات الكردية السورية في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.
«كوميرسانت»: نقلة مفاجئة من بوتين في السياسية الكبيرة مع الغرب بعد لقائه الأسد
نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقالاً جاء فيه: يرافق العملية العسكرية الروسية في سورية هجوم دبلوماسي لا مثيل له. إذ فاجأت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها بزيارة عمل لروسيا غير معلنة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد. وهي الزيارة الأولى للرئيس السوري منذ نشوب الحرب في هذا البلد. وتعزز هذه الزيارة إلى حدّ بعيد الرهانات في الشرق الأوسط. فيتساءل كثيرون عما إذا كان بوسع الكرملين الحصول على فوائد من هذه الخطوة المفاجئة أم لا. وسيردّ على هذا السؤال اللقاء الوزاري المزمع عقده غداً اليوم في فيينا بين وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى الصحيفة، كانت روسيا قد اقترحت توسيع دائرة المشاركين في الاجتماع بضم إيران إليه. لكن الولايات المتحدة لم توافق على ذلك.
وظهرت أمس أصداء دولية أولى على القمة الروسية السورية الخاطفة دلت على ارتباك يسود صفوف خصوم بشار الأسد على الصعيدين الداخلي والخارجي على إثر خروجه فوراً من العزلة.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الرئاسي السوري أن المحادثات المكثفة استغرقت ثلاث ساعات. وقد عقدت ثلاثة لقاءات بين الأسد وبوتين: أحدها اجتماع مغلق، والثاني اجتماع موسع، والثالث مأدبة عشاء. وشارك في الاجتماع الموسع من الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو وأمين سر مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف.
وقيّم فلاديمير بوتين الوضع في سورية قائلاً: إن الشعب السوري يقاوم الإرهاب وحيداً عملياً، ويواجهه على مدى سنوات ويتكبد خسائر جسيمة. إلا إنه أحرز في الآونة الأخيرة نتائج إيجابية جدية في هذا الصراع. وأكد بوتين استعداد موسكو للمساهمة في العملية السياسية في سورية، وأوضح أن المقصود بالأمر تسوية طويلة الأمد.
أما الأسد فأشار بدوره إلى أن أي عمل عسكري يستلزم اتخاذ المزيد من الخطوات السياسية. ولم يوضح ما هي رؤيته لمستقبله الشخصي وللعملية السياسية في سورية.
وكان ردّ الفعل الأوروبي معتدلاً، إذ أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أمله بأن يكون فلاديمير بوتين قد استقبل بشار الأسد لإقناعه بتفعيل عملية الانتقال السياسي ومغادرة منصب الرئيس بأسرع وقت ممكن. فيما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير: إن روسيا يجب أن تعزز آفاق الحفاظ على الدولة السورية.
أما ردّ واشنطن فكان سلبياً كما كان متوقعاً له أن يكون. فقد أعلن البيت الأبيض أن «روسيا يجب ألا تفرش سجادة حمراء أمام الأسد الذي استخدم السلاح الكيماوي ضدّ شعبه، الأمر الذي يتعارض مع إعلان موسكو المتكرر تأييدها تحولات سياسية في سورية».
لكن أعنف ردّ جاء من أنقرة التي قالت: «كان أفضل لو بقي الأسد في موسكو فترة طويلة ليرتاح الشعب السوري منه».
وعلى رغم أن المحادثات في موسكو شهدت تكرار مواقف معروفة من دون أن تضيف أي أمر مبدئي جديد إليها، فإن المحللين السياسيين وصفوا اللقاء في الكرملين وما رافقه من أمور بأنه إشارة واضحة إلى انطلاق هجوم موسكو دبلوماسياً.
ويتساءل المحللون عما إذا كان بوسع الكرملين أن يحصل على فوائد من الاجتماع الرباعي الروسي الأميركي التركي والسعودي في فيينا.
«حرييت»: قمة الأسد ـ بوتين تبرهن ثقة روسيا بالدولة السورية
اعتبرت صحيفة «حرييت» التركية أن لقاء القمة الذي جمع الرئيسين بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو أول من أمس، يبرهن على ثقة روسيا بالدولة السورية وإصرار الرئيس بوتين على دعم مواقف القيادة السورية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم في مقال نشرته أمس، إن هذا اللقاء بمثابة إشارة إلى مرحلة جديدة في سياق الجهود التي تبذلها روسيا الراغبة في وضع خطط دبلوماسية عقب العمليات الجوية العسكرية الروسية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية.
«تايمز»: علاقة أكراد سورية بروسيا تقلق أميركا وتركيا
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن منطقة الحكم الذاتي الكردية في سورية تستعد لإقامة بعثة دبلوماسية في موسكو. وسط مؤشرات إلى تنامي العلاقات بين روسيا والأكراد حلفاء القتال الأكثر فعالية للولايات المتحدة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحسن العلاقات بين الأكراد والكرملين يثير قلق تركيا والولايات المتحدة بعدما سلّحت واشنطن الميليشيات الكردية السورية في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكرت الصحيفة أن ممثلين عن حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري وحزب «الشعوب الديمقراطي» الموالي للأكراد في تركيا، التقوا المسؤولين الروس في موسكو أول من أمس لمناقشة افتتاح مكتب تمثيلي هناك، وذلك بعد ساعات من توجّه الرئيس بشار الأسد إلى موسكو لشكر الرئيس فلاديمير بوتين على تدخل بلاده القوي إلى جانب سورية.
ولمّحت الصحيفة إلى ما أعلنته روسيا هذا الأسبوع من أنها لا تعتبر حزب «العمال الكردستاني» جماعة إرهابية، ممهّدة بذلك الطريق لعلاقات أوثق مع حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري وحزب «الشعوب الديمقراطي» التركي.
ومن جانبها، أشادت الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي التي كانت جزءاً من الوفد الكردي إلى موسكو، بالضربات الجوّية الروسية في سورية، وقالت إنها كانت تسعى إلى توثيق التعاون.
«إندبندنت»: ياكوفينكو يشرح أسباب تدخل روسيا في سورية
علق سفير روسيا في المملكة المتحدة آلِكسندر ياكوفينكو على عمليات روسيا ضدّ الإرهابيين، بأنها تحقق نتائج ملموسة على الأرض، وأن الوقت لا يزال أمام بريطانيا لتأخذ نصيبها من كعكة القصف في سورية.
ويقول ياكوفينكو في مقال له نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن مكافحة الإرهاب الدولي كانت دائماً واحدة من أولويات السياسة الخارجية لروسيا، وإن مكافحته يجب أن تتم على أساس قانوني عالمي بدءاً من ميثاق الأمم المتحدة.
ويضيف أنه لهذا السبب، لم تتمكن روسيا من الانضمام إلى التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ تنظيم «داعش»، لأنه أُسّس بطريقة تحايلية على مجلس الأمن الدولي، كما أن عملياته في سورية تنتهك سيادة هذا البلد.
وأشار ياكوفينكو إلى أن مكافحة التنظيم لا يمكن أن تكتسب الشرعية إلا من خلال تفويض مجلس الأمن الذي لم يقرّ حتى الآن المحاولات التي تقوم بها مجموعة من الدول لفرض النهج الأيديولوجي لهذا التهديد المشترك المباشر.
وقال إن روسيا تدعو إلى إنشاء جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، وإن التصدي بقوة لتهديد التنظيم والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة يتطلب تحركاً مشتركاً ومنسقاً من قبل جميع الذين يقاتلون «داعش» بالفعل على الأرض، مثل الجيشين السوري والعراقي والميليشيات الكردية والشيعية.
واعتبر ياكوفينكو روسيا اللاعب الدولي الوحيد التي ترتكز عملياتها العسكرية في سورية على أساس قانوني، لأنها جاءت بناء على طلب من الحكومة في دمشق، في حين أن الجهود الدبلوماسية لا تزال تكتسب زخماً.
«جمهورييت»: نظام أردوغان زوّد التنظيمات الإرهابية في سورية بالغازات السامّة
أكد النائبان عن حزب «الشعب الجمهوري» التركي أردم أرن وعلي شكر، أن نظام رجب طيب أردوغان زوّد التنظيمات الإرهابية في سورية بالغازات السامة، وقام بحماية المتورطين بإنتاج الأسلحة الكيماوية المكوّنة من غاز السارين وغيره، وساعدهم على الهروب خارج تركيا.
ونقلت صحيفة «جمهورييت» التركية عن النائب أرن قوله، إن حكومة حزب «العدالة والتنمية» قامت بتبرئة المتورطين بنقل السلاح الكيماوي عبر الشاحنات إلى سورية من خلال دفع المحاكم التابعة لها إلى اتخاذ قرار بعدم ملاحقتهم. وتساءل عن سبب تستّر حكومة حزب «العدالة والتنمية» وأردوغان على جريمة نقل السلاح الكيماوي إلى سورية، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك بمثابة خيانة وطنية.
وأوضحت الصحيفة أن هيئة ادّعاء أضنة كشفت في إطار تحقيقات بدأتها عام 2013، أنّ رجال الأعمال الأتراك الذين يزودون شركة الصناعات الكيماوية والميكانيكية بالمواد الأولية جلبوا المواد الكيماوية اللازمة لصنع غاز السارين من خارج تركيا وقام رجال الأعمال المرتبطون بالمجموعات الإرهابية في سورية باستخدام كمية من المواد الكيماوية في تركيا وإرسال الكمية المتبقية إلى سورية لاستخدامها في إنتاج غاز السارين.
وطالبت هيئة الادّعاء بمحاكمة المتهمين بكر قره أوغلان وخالد أوستا وخالد أونال كايا وهيثم قصاب وابراهيم اكتشا ورائف إي، وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب بعد عمليات التنصت والملاحقة التي دامت لفترة طويلة، ولكن المحكمة الجزائية في أضنة أفرجت عن كل المتهمين وأغلقت ملف القضية في الأول من تموز عام 2013 على رغم عرض النيابة العامة جميع خطوات نقل المواد الكيماوية عبر الشاحنات إلى سورية في عريضة الاتهام.
من جانبه، قال النائب شكر إن المحكمة أغلقت ملف قضية تعتبر بمثابة جريمة دولية تحت وصاية أردوغان. لافتاً إلى أنه تم إرسال السلاح بما في ذلك الأسلحة الكيماوية إلى الدولة الأخرى بهدف إسقاط الحكومات، ويتحمل الذين أرسلوا هذه الأسلحة إلى سورية مسؤولية تهجير السوريين. ولا بدّ أن يحاسب الذين صنعوا السلاح الكيماوي في تركيا من أجل تزويد الإرهابيين به في سورية.
من جهة ثانية، أشار شكر إلى أن سلطات أردوغان لم تتخذ أي خطوة لاعتقال الانتحاريين الذين نفّذوا الهجوم الإرهابي في أنقرة هذا الشهر، على رغم معرفتها بهوياتهم. لافتاً إلى أن عريضة الاتهام المتعلقة بإرسال السلاح الكيماوي إلى سورية تكشف عن العلاقات القذرة التي تقف وراء تفجيرات أنقرة.
«آي بي سي»: ليبيا تعيش أسوأ أزمة بعد أربع سنوات من رحيل القذافي
نشرت صحيفة «آي بي سي» الإسبانية مقالاً تطرّقت فيه إلى الأوضاع في ليبيا، وقالت إن حكومتين منافستين على السلطة، وسط عدد من الميليشيات المسلحة والجماعة الإرهابية، وذلك في بلد أصبح منفذاً لإخراج عشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين.
وقالت الصحيفة، إن أربع سنوات منذ 20 تشرين الأول 2011 وحتى الآن، وليبيا تعيش تحت العنف الهائل، وحالة من التدهور، وعلى رغم أن الليبيين يعتقدون أنهم قضوا على الدكتاتورية القاسية، إلا أنهم لا بد أن يدركوا الآن أنهم يعيشون وسط دكتاتورية جديدة طاغية، وأوروبا غير قادرة على وقف تدفق المهاجرين واللاجئين فى القوارب التي تبحر من السواحل الليبية إلى أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أنه فضلاً عن ذلك، فإنه يحدث تفجيرات في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً بعد انتشار مجموعات إرهابية من تنظيم «داعش»، وأصبحت مناطق عدّة تحت سيطرة الإرهابيين. وأشارت الصحيفة إلى أن آمال الليبيين في التخلص من الدكتاتورية تحطمت بعد تدهور حالة البلاد، خصوصاً بعد فشل محاولة عقد الانتخابات الحرة الأولى في مناخ من التفاؤل في تموز 2012، وقضى الدبلوماسي الإسباني مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا برنادرينو ليون شهراً في محاولة لمقاربة المواقف وتحقيق التوافق التنفيذي بموجب خطة السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيريني اقترحت وثيقة تدرس مقترحات من أجل مساعدة ليبيا في تعزيز أمن حدودها لنزع سلاح الفصائل المسلحة، وتشير إلى عزم الاتحاد الأوروبي بدء مباحثات تفصيلية مع الليبيين خلال 90 يوماً من تشكيل حكومة الوفاق، وذلك لإرسال بعثة عسكرية أو مدنية تتركز أعمالها على نزع السلاح وحل التشكيلات المسلحة وإعادة دمج أفرادها. وشددت الوثيقة على ضرورة تكثيف الجهود الأوروبية لحماية الحدود الليبية، والتي أصبحت معبراً للمهاجرين غير الشرعيين والجماعات المتطرفة التي تحاول الوصول إلى أوروبا.