مُرّ الفراق

قالت له: كيف أضعتك في زحمة أيامي، ودروبي إليك خطوات اشتياق؟ يسابقني الزمان دونما انتباه. ومرّت سنتان على آخر لقاء.

قال لها: هذا قلبي أحمله بين كفّيّ كعصفور جريح فاسمعيه. كلّ دقاته صدحت حبّاً جمل العيون. ولطالما كانت عيناك سمائي.

قالت: أهكذا يكون الحبّ ابتسامات بائسة وكثير من النواح؟ صوتي كقرع الطبول والدموع شباك عنكبوت. حواسي غرقت في غيبوبة والغد تحكمه الظلال. ما زال محيّاك يضيء باللهفة الهانئة أيام سهادي. وألمس في الفراغ شعرك والشفاه. لكن، وعود و حتى رجاء. في الغياب الطويل نتعلّم فنّ الخداع. ونفقد معه ألق الحياة. رفعت إلى الله الدعاء، اجمعني بأعزّ الأبناء!

قال: أيا أمّي، تعالي والمسي قبري. وخذي من سكّينتي ما يخفّف عنك الآلام. عبرت المدى إلى عالم ننتظر فيه أعزّ الأحباب. فافرحي لي بحسن الجوار. واذهبي إلى الحياة فأنا غفوت هنا ليزهر في وطننا اللوز والبرتقال ويفرح الأطفال. ربّي لك الحمد يا قادراً على جمع قلوب بعد مرّ الفراق.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى