عين الحلوة بعد اكتشاف«داعش»

حسين حمّود

لا شيء تغيّر في مخيم عين الحلوة، ولا في أشقائه من المخيمات الفلسطينية، وكأنه لم يكن يعيش بينهم أمير داعشي، بل أمير التنظيم لخلايا التنظيم النائمة والمستيقظة، في عين الحلوة.

كان خبر اعتقال المديرية العامة للأمن العام منذ حوالى 11 يوماً، الشقيقين جهاد وزياد كعوش وآخرين بتهمة تأليف خلية مرتبطة بـ«داعش»، عادياً في المخيم بالرغم من الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها الموقوفون أثناء التحقيق معهم وتحويل المخيم إلى بؤرة إرهاب متصلة بكلّ المجموعات الإرهابية المنتمية الى «داعش» والمنتشرة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. كما أنهم كانوا يخططون لاستهداف مراكز وحواجز الجيش اللبناني وتجهيز انتحاريين انغماسيين لهذه الغاية، إضافة الى التحضير للقيام بعمليات إغتيال تطال شخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية وتجهيز وتفخيخ سيارات لتفجيرها في أحياء الضاحية الجنوبية.

فبحسب مصدر أمني في مخيم عين الحلوة، لم يعر سكان المخيم وفصائله بشقيها الأمني والعسكري، أيّ اهتمام للأمر، والدليل تواصل النشاطات الشعبية، من مسيرات وتجمّعات دعماً للإنتفاضة الفلسطينية وحتى الأمسيات الشعرية لم تتوقف.

وعزا المصدر ذلك إلى عدم وجود ارتباطات أو امتدادات شعبية أو عسكرية داخل المخيم، لافتاً إلى اجتماع حصل قبل يومين، أي بعد اعتقال الخلية، بين مسؤول أمني لبناني كبير في صيدا وبين اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في مكتب الأول، وتركز الحديث على دعم الانتفاضة الفلسطينية ومواصلة النشاطات لهذه الغاية، واستمرار التنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والفلسطينية في مخيم عين الحلوة لنزع أيّ لغم أمني يستهدف المخيم.

أما على مستوى تحرك اللجنة الأمنية والخطوات التي ستتخذها بعد الكشف عن خلية «داعش» وإمكان وجود خلايا أخرى، أكد المصدر أن لا شيء جديداً على هذا الصعيد ووجود خلايا إرهابية في المخيم كما في غيره من المناطق أمر طبيعي في هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة العربية، لكن لم يسجل أيّ تحرك إرهابي من المخيم، ولم ترصد أي عملية إرهابية لمجموعات خرجت من المخيمات الفلسطينية، ولم يذكر أنّ انتحارياً من المخيم نفذ عملية تفجير في أي منطقة لبنانية.

لذا يتابع المصدر، لا داعي للقلق من وجود مجموعات إرهابية ولا يعني ذلك أيضاً الاطمئنان لهؤلاء، وبالتالي الاسترخاء وعدم القيام بإجراءات أمنية لتطويق الإرهابيين ومنعهم من ترسيخ وجودهم في المخيمات الفلسطينية لأنّ مشروع هؤلاء هو تفجير المخيم للسيطرة عليه.

ورأى المصدر أنه لا تكفي المعالجة الأمنية والعسكرية لهذا الموضوع، بل المطلوب إلى جانب ذلك معالجة اجتماعية واقتصادية لأوضاع المخيمات وسكانها المكتظين عبر مواصلة الحوار الفلسطيني اللبناني لإقرار الحقوق المشروعة للاجئين، والتي من شأنها رفع المستوى المعيشي لهم، وكذلك الضغط على وكالة «أونروا» للتراجع عن إجراءاتها التقشفية وتقليص حجم الخدمات التي كانت تقدّمها الوكالة للفلسطينيين، إذ أنّ العوز هو الباب الأوسع للجماعات الإرهابية الذي تدخل منه لاستقطاب شرائح فلسطينية وتنظيمها في صفوفها، كما فعلت مع شرائح لبنانية في عدد من المناطق.

في الخلاصة أقرّ المصدر بوجود مخاوف من تحرك الإرهابيين في المخيم، لكن هذا الأمر يعتبره المصدر حافزاً لتوحّد الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها السياسية للوقوف بقوة في وجه ايّ محاولة تفجير للمخيم أو تحويله إلى ملاذ آمن للإرهابيين المتربصين بالمخيم وبلبنان بحسب ما كشفت تحقيقات الأمن العام اللبناني مع أعضاء خلية «داعش» المكتشفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى