المبعوث الأممي: المفاوضات تمهّد لمستقبل أفضل

من المقرر أن تكون خلية الأزمة حول اليمن قد قدمت وثيقتها في اجتماع نيويورك مساء أمس. والوثيقة تركز على الاستياء المتزايد في صفوف اليمنيين من تقاعس الأمم المتحدة عن التحرك ضد انتهاكات حقوق الإنسان وازدياد عدد الضحايا في صفوف المدنيين.

وتشير الوثيقة في هذا السياق إلى التظاهرة التي نظمها يمنيون أمام مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العاصمة صنعاء في أعقاب مقتل 131 شخصاً في غارة استهدفت حفل زفاف في «المخا» في 28 أيلول الماضي احتجاجاً على عدم تحرك الأمم المتحدة إزاء تزايد عدد الوفيات بين المدنيين. كما رصدت خلية الأزمة هجوماً إعلامياً على خلفية الموضوع نفسه.

وتحدثت الوثيقة أيضاً عن وجود إشارات لاسئتناف المفاوضات في مسقط بين الأطراف السياسية ولكن ليس تحت رعاية الأمم المتحدة، مضيفة أن هولندا سحبت اقتراحاً من أجل نشر بعثة لتقصي الحقائق في اليمن ممهدة بذلك الطريق أمام المبادرة السعودية التي دعت رئيس مفوضية حقوق الإنسان إلى تقديم المساعدة التقنية للحكومة.

من جهة أخرى، قال المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إن غاية المفاوضات حول اليمن استئناف الحوار السياسي وانسحاب الميليشيات. وأضاف أن الكل الآن مدرك أن لا حلّ عسكرياً للصراع في اليمن، وأن وحدها محادثات السلام تمهّد لمستقبل أفضل، لكنه أشار إلى أن مواقف الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية لا تزال متفاوتة. ورأى أن سيطرة الحكومة اليمنية على عدن ضعيفة والقاعدة وداعش يمارسان أعمالاً إرهابية.

وأشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته أمام مجلس الأمن إلى أن المحادثات السياسية ألغيت مرة أخرى، مع وضع شروط إضافية.

وفي رسالته التي حصلت عليها الميادين أشار ولد الشيخ أحمد إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل النزاع والفراغ في اليمن، لافتاً إلى أنه كلما طالت الحرب في اليمن، كلما توسع المتطرفون وأصبحت عملياتهم أسهل، على حدّ تعبيره.

وتحدث ولد الشيخ أحمد عن الوضع داخل اليمن واصفاً إياه «بالكارثي»، وأضاف أن المدنيين يعانون من انعكاس تجاهل قوانين الحروب وحقوق الإنسان. كما تناول الوضع في مدينة تعز وسط اليمن، فأشار إلى أنها تعاني وضعاً كارثياً والمعارك فيها تتواصل ليلاً ونهاراً.

وأوضح أن الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي أعلنوا التزامهم بتطبيق القرار 2216 بشأن اليمن، لافتاً إلى أنه عمل مع دول التعاون الخليجي لتأكيد للحكومة اليمنية أن شروطها للمشاركة في الحوار قد لبيت.

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبلغ الأمم المتحدة نيته إرسال بعثة للمشاركة بمحادثات الحل. ولفت إلى أنه على تواصل مع كل الأطراف للاتفاق على الزمان والمكان، وآلية العمل لمحادثات حل الأزمة اليمنية.

وأشار ولد الشيخ أحمد إلى أن المحادثات هي المحادثات الأولى التي ستجمع الحكومة اليمنية بالحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، لافتاً «ما اقترحته على الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية يعتمد على آلية تطبيق القرار 2216، ويستند إلى التشاور حول كل بند من بنود القرار 2216.

ورأى المبعوث الأممي أن تسليم الأسلحة إلى الجيش وانسحاب الميليشيات من المدن يرسخان توصيات الحوار الوطني.

ميدانياً، أعلنت مصادر يمنية أن طيران العدوان السعودي قام بعشر غارات على مقر اللواء 26 مشاة في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء.

وأفادت المصادر أن طيران العدوان السعودي استهدف أيضاً شاحنة للقمح في سوق شعبي في مديرية حيران بمحافظة حجة، مضيفة أن هذه الغارة أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح.

كما سقط 11 شهيداً وجريحان من أسرة واحدة بينهم أطفال ونساء بغارات للعدوان السعودي استهدفت منزلاً بمنطقة آل كريد بمديرية حيدان في صعدة.

وأكدت المصادر اليمنية أن طيران العدوان السعودي شن غارات على مناطق الزيدية والقناوص والمنيارة في الحديدة وشبكة الاتصالات في جبل أحرم بمديرية رداع في البيضاء ومزارع الموز في مديرية حرض بمحافظة حجة ومقر اللواء 139 بمديرية رداع في البيضاء.

على الصعيد ذاته، أكدت المصادر أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الثورية في اليمن دكت معسكر الجربة ورقابة الصحن في ظهران عسير بصليات من الصواريخ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى