باهت كلّ كلام

بقلم: فيرا يمين

باهت كلّ كلام، ومُحرج الصمت فما العمل؟

رحل توفيق مستعجلاً وهل كان يوماً غير مستعجل؟ يريد أن يسرع الوقت ففي العجالة استدراك للزمن الهارب، لاهثاً وراء حلم لا يزهر كي لا يذبل.

مهمة الأحلام بل نذرها أن تبقى أحلاماً، وأنت كالحلم ستطوف بيننا تتفرّج علينا تقيس نبض انتظاراتنا لمواعيد لن تتمّ.

وحدك مرتاح تبتسم لغضبنا وتضحك لخوفنا.

تتطلّع إلينا بل تتفرّج علينا في بلدة أضيق من صندوق الفرجة الذي «تخّ» خشبه بفعل رطوبة من تسرّب الدمع الحزيراني.

ولكن خذلتني، فلم أتوقّع رحيلك أثناء المونديال وفرنسا لم تتجاوز الدور الأول، سجّلت هدفك في مرمى العمر واكتفيت.

توفيق معوض، كل زاوية في بيتي تفتقد إليك، تصوّر مقابلة أو تجري لقاءً مانعاً أيّاً كان أن يلمس شعرك الذي لا يقبل مشطاً أو فرشاة، ولا أعرف إذا ترك يوماً لأصابع الحبيبة أن تعبث به.

سألتك، ضحكت وغمزت، ولكنك لم تجب. لأن عاطفتك ملكك فيما توزّع ابتسامات بعضها طفوليّ وبعضها مملّح بـ«الزعبرة».

اذهب يا صديقي، فالحزن الذي لفّ زغرتا منحها دفئاً من نفسك، وفي خميس الجسد غادرت جسدك بعدما تناولت القربان في 13 حزيران.

اذهب إلى حيث ستلتقي بأحباء لي، وأخبرهم إنني احترفت الحزن، و«الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسان»…!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى