استراتيجيّة وزارة الثقافة المصريّة لمواجهة الفكر المتشدّد
أعلنت وزارة الثقافة المصرية في بيان أن الاجتماع الأول لمسؤولي قطاعاتها المختلفة حدد استراتيجية العمل الثقافي في الفترة المقبلة، بنشر الاستنارة ومواجهة الفكر المتشدّد بالإبداع والكتاب والفنون. وعيّن الناقد الأدبي جابر عصفور وزيراً للثقافة في حكومة جديدة تشكلت هذا الأسبوع، وهو آخر وزير للثقافة في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي انتهى حكمه في شباط 2011 بعد احتجاجات شعبية حاشدة استمرت 18 يوماً.
ونقل البيان عن عصفور أنه شدد في الاجتماع على ضرورة نشر «أفكار الاستنارة الثقافية في الدولة المدنية من تسامح واحترام لحقوق الآخرين» وستنفذ وزارة الثقافة هذه الأهداف من خلال بروتوكولات للتعاون مع وزارات التربية والتعليم والشباب والتعليم العالي والأوقاف. ويرى مراقبون أن تصدي غير المتخصصين للفتوى وخطبة الجمعة في الزوايا، وهي مساجد صغيرة أسفل البنايات وعددها بالآلاف في أنحاء البلاد، هو أحد أسباب نشر التشدد الديني. وأعلنت وزارة الأوقاف قبل نحو أسبوعين أنها ستنفذ قانوناً ينظم ممارسة الخطابة وإلقاء الدروس الدينية في المساجد والزوايا والساحات العامة التي تخصص للصلاة في عيدي الفطر والأضحى. وينص القانون على أنه «لا يجوز لغير المعينين المتخصصين بوزارة الأوقاف والوعاظ بالأزهر الشريف المصرح لهم ممارسة الخطابة والدروس الدينية في المساجد وما في حكمها الزوايا والساحات العامة ».
يقول عصفور في البيان إنه سيتم التعاون مع وزارة الأوقاف من خلال بث رسائل ثقافية ذات طابع ديني «للقضاء علي التطرف والتعصب الديني»، ويضيف أن استراتيجية الوزارة تهدف إلى الخروج من مركزية العاصمة إلى جميع أنحاء مصر بتقديم مواد ثقافية متنوعة تشمل الكتاب والسينما والمسرح، بالتعاون مع قصور الثقافة المنتشرة في الأقاليم. مؤكداً: «مهمتنا الأساسية وضع استراتيجية ثقافية تغير عقل هذه الأمة»، مبدياً استعداد وزارة الثقافة لإقامة مكتبة في أي قرية، ومشيراً إلى أن الوزارة ستدعو شخصيات عالمية في المجالات كافة للمشاركة في إلقاء ندوات ومحاضرات فكرية في أنحاء البلاد.