نفايات بيروت «تسبح» في سيول «الشتوة» الأولى… وأضرار فادحة في المناطق
لم تكد الأمطار الغزيرة تلامس أرض بيروت، حتى أعلنت البنى التحتية عجزها عن استيعاب هذه الكمّية المفاجئة. فاستسلمت سادّةً مصارف المياه، لتتشكّل السيول في شتّى شوارع العاصمة. أمّا النفايات المتراكمة إلى جانب المستوعبات المختنقة بكمّيات القاذورات، فلم تجد سبيلاً إلا السباحة، مشكّلة بذلك مادة دسمة لـ«أشاوس» مواقع التواصل الاجتماعي، لينبروا من على «بلاكين» شققهم، ويصوّروا ويسجّلوا مقاطع فيديو يبثّونها عبر «فايسبوك» و«تويتر»، معيدين الاستظهار الذي حفظوه عن ظهر قلب حول توجيه الشتائم لدولة عاجزة، لكنّ أحداً منهم لم يتعلّم كيف «يقتصد» في إنتاج النفايات، ولم يتعلّم كيف يرميها بطريقة ملائمة لا عشوائية.
في التقرير التالي، جولة بانورامية على أهم المناطق التي تسبّبت فيها الأمطار الغزيرة بأضرار. علماً أنّ نفق المطار ـ لحسن الحظّ ـ لم يُسدّ كما السنة الماضية، وذلك بسبب الأعمال الاستباقية التي قامت بها وزارة الأشغال العامة والنقل.
وفي هذا الصدد، أسف وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، لمشهد تراكم النفايات في الشوارع مع بداية فصل الشتاء وهطول الأمطار، خصوصاً أن المواطنين علقوا لساعات في سياراتهم على الطرقات، بسبب ما أنتجته هذه المشكلة من برك مياه.
وقال زعيتر في حديث إذاعيّ: «ناشدت منذ أكثر من ثلاثة أشهر الوزارات لتحذيرها من مغبّة تراكم النفايات على الطرقات عشوائياً، خصوصاً مع أول هطول للأمطار، لكن للأسف لا آذان تصغي».
وردّاً على سؤال حول خطة الوزارة في هذه الحالة، قال: «هناك عقود توقع سنوياً مع شركات لتنظيف الأقنية والصرف الصحي على الطرقات الدولية، التي هي ضمن بيروت ـ الجنوب، بيروت ـ الشمال، وبيروت ـ البقاع».
وتابع: «وزارة الأشغال وقعت عقوداً مع الشركات لتنظيف مجاري المياه، والشركات قامت بواجبها، ولكن تراكم النفايات هو المشكلة. وقد طلبت من الشركات المتعهدة أن تقوم بإزالة النفايات، ووافقت على رغم أنّ العقد لا يلزمها رفعها، لكن المشكلة التي برزت تكمن في إيجاد المكان المناسب لرمي النفايات».
وردّاً على سؤال عما إذا كانت الأمطار ستشكل عنصر ضغط باتجاه تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب، قال زعيتر: «ليست الأمطار وحدها تشكل عنصر ضغط، فبمعزل عنها، كان يجب من البداية الأخذ في الإعتبار أنّ موسم الشتاء مقبل، ويجب أن نعالج أزمة النفايات».
وأكد زعيتر حرصه على التعاون مع الجميع لحلّ أزمة النفايات، ووضع كل إمكانيات الوزارة في الساحات والطرقات لتخطي هذه المعضلة. متسائلاً: «ما الفائدة من ذلك، إذا لم تحلّ أزمة النفايات؟».
عكار
تساقطت الأمطار بغزارة في مختلف المناطق العكارية الساحلية منها والوسطية كما الجبلية. وتسببت بسيول فاضت أقنية تصريف المياه الشتوية بما فيها من قاذورات ووحول لتحوّل الطرقات الرئيسة كما الفرعية إلى بحيرات لم يعد بالامكان التمييز بينها والأراضي الزراعية المجاورة، وتعذّر على السيارات اجتيازها. وجهد الأهالي وأصحاب المحال التجارية على الطريق الممتد من العبدة وصولاً إلى حلبا لدفع المياه ومنع دخولها إلى ممتلكاتهم.
وأدت الأمطار إلى توقف ورش عمّال قطاف الزيتون في مختلف القرى العكارية التي كان المزارعون فيها يتسابقون مع هطول المطر لجني محاصيل الزيتون لديهم.
كما أدّت الأمطار الغزيرة إلى فيضان قنوات تصريف المياه الشتوية على امتداد طريق عام جرد القيطع في محافظة عكار، حيث تسربت المياه إلى منزل المواطن محمود أحمد محمد في حي الكفرون في بلدة قبعيت وحوّلته إلى بحيرة عائمة، كما دخلت المياه إلى عدد من المنازل في حي بيشوت في البلدة نفسها، لا سيما إلى منزل خالد عبد اللطيف ما تسبّب بانهيار سور الحديقة. وقام عمال البلدية بالتعاون مع الأهالي، على فتح مسارب لتصريف المياه وشفطها من داخل المنازل.
طرابلس
مدينة طرابلس وجوارها شهدت أمطاراً غزيرة أدّت إلى سيول في عدد من المناطق، منها سوق القمح وأدراج الخناق، باب الرمل والأسواق الداخلية، وأدّى ذلك إلى إقفال الطرقات وتعذّر سلوكها، فيما حاول قاطنو هذه المناطق فتح الأقنية لخفض منسوب المياه وفتح الطرقات.
وعمل الأهالي وأصحاب المؤسسات السياحية في محلة الضمّ والفرز في مدينة طرابلس، على تسليك أقنية تصريف مياه الأمطار، بعدما غرقت المنطقة المعروفة بكثافة المطاعم ومعارض السيارات لساعات بالمياه.
كما لوحظ انتشار ورش عند بداية الأوتوستراد الدولي طرابلس ـ بيروت في الميناء، وقد عمل أصحابها على إزالة النفايات من على جانبي الطرقات كي لا تتراكم المياه والسيول على الطريق الدولية.
وعند مدخل طرابلس الجنوبي، أزالت الجرافات السيول التي غمرت الطريق الرئيسة التي تصل طرابلس بالكورة، وكانت الأمطار قد قذفت، إلى وسط الطريق، كميات كبيرة من الأتربة والحجارة الناتجة من أعمال غير منجزة للبنى التحتية في المكان.
وإذ غرقت المناطق على امتداد الأوتوستراد الساحلي الشمالي بمياه الأمطار بسبب انسداد العبّارات، غمرت مياه الأمطار الغزيرة أوتوستراد البداوي الدولي، وجعلت حركة المرور عليه للعابرين من طرابلس في اتجاه البداوي والمنية وعكار صعبة جداً، بعدما تعطّل عدد من السيارات وسط البحيرات التي تشكلت عليه.
كما غمرت المياه شوارع مخيم البداوي وأزقته، ودخلت إلى البيوت والمحال التجارية، ملحقة خسائر وأضراراً بالمواطنين.
كذلك، أدّى اشتداد سرعة الرياح والأمطار الغزيرة التي هطلت على مدى ساعة، إلى أضرار لحقت ببعض المحال وواجهاتها، إضافة إلى الاشجار ولوحات الاعلانات، فيما تحول الاوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار والحدود السورية إلى بحيرة عائمة وأنهار متفرعة نظراً إلى عدم قدرة مصارف المياة من استيعاب تدفق المياه التي اتجهت إلى أوتوستراد البداوي من سفوح جبل تربل والفوار والعيرونية وجبل البداوي ووادي النحلة، ما أدّى إلى تعطيل عدد من السيارات على طول الطريق من دير عمار ففصيلة درك البداوي وحي البركة وصولاً إلى جسر الملولة، المدخل الشمالي لطرابلس.
واعتبر رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي أن هذه الشتوة فأل خير على رغم شدّة الرياح وغزارة الأمطار، إلا أن الأضرار بقيت تحت السيطرة، لا سيما أنّ الورش الفنية بالبلدية كانت قد أنهت عملية التعزيل وتنظيف المصافي ومصارف المياه في الطرق الرئيسة والفرعية منذ فترة.
وأضاف: إن سبب تحول الأوتوستراد إلى نهر جارف يعود إلى أن المناطق المحاذية للأوتوستراد مرتفعة عنه وصولاً إلى جبل تربل، حيث تتجه الأمطار إلى المناطق منخفصة الارتفاع.
الضنّية
وأدّت الأمطار الغزيرة التي هطلت قبل ظهر أمس في الضنية، إلى إغراق جسر بخعون ـ طاران بالمياه التي تجمعت عليه، ووصل ارتفاعها إلى قرابة 30 سنتيمتراً، نتيجة عدم وجود فتحات لتصريف مياه الأمطار، ما أدّى إلى تعطل عدد من السيارات فوقه، وعرقلة حركة العبور عليه لساعات، ما ألحق أضراراً بمواطني جرد المنطقة، الذين يسلكونه، كونه يشكل صلة وصل رئيسة بين وسط الضنية وجردها.
كما أدّت الأمطار الغزيرة إلى تشكل السيول على الطرقات في مختلف أنحاء الضنية.
الشوف
وأدّت غزارة الأمطار في الشوف، إلى تحوّل الطرق والشوارع إلى بحيرات اصطناعية ومستنقعات أعاقت حركة المرور، خصوصاً في الأمكنة التي لم تستطع المجاري استيعاب كميات المتساقطات. وألحقت الأمطار أضراراً بشبكات التيار الكهربائي وبخطوط الهاتف، خصوصاً في بلدات الشوف الأعلى.
الشويفات
وشهد طريق الشويفات زحمة سير بسبب تجمع المياه وتدفقها من العبّارات، ما أدى إلى تعطّل بعض السيارات نتيجة وصول المياه إلى مستوى عال.
صيدا
وفي صيدا، تسببت العاصفة المصحوبة برياح وأمطار غزيرة بأضرار مادية جسيمة، منها سقوط أعمدة الترميم الخاصة بعمارة المقاصد، مقابل دار الإفتاء، ما أدّى إلى تضرّر عدد من السيارات المركونة على جانب الطريق، واقتلاع عدد من اللوحات الإعلانية، وشجرة نخيل عند بولفار رفيق الحريري البحري، بينما لم ترد معلومات عن وقوع إصابات في الأرواح. وحضرت إلى المكان عناصر الدفاع المدني، وفرقة طوارئ بلدية صيدا حيث عملوا على رفع الأعمدة الحديدية، وإعادة فتح الطريق.
الطقس
توقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في إدارة الطيران المدني، أن يكون طقس لبنان اليوم الإثنين غائماً إجمالاً مع انخفاض في درجات الحرارة، وتتساقط أمطار متفرّقة تكون غزيرة أحياناً ومصحوبة بعواصف رعدية، ويتكون الضباب على المرتفعات. وذلك بسبب منطقة من الضغط الجوّي المنخفض تؤثّر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. أما غداً الثلاثاء، فيكون الطقس غائماً جزئياً إلى غائم أحياناً، مع انخفاض إضافيّ في درجات الحرارة، وتتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة أحياناً، ومترافقة بعواصف رعدية خصوصاً خلال الفترة الصباحية، كما يتكون الضباب على المرتفعات.
درجات الحرارة المتوقعة اليوم على السواحل من 18 إلى 29 درجة. فوق الجبال من 14 إلى 27 درجة. في الأرز من 7 إلى 19 درجة . في الداخل من 14 إلى 32 درجة. الرياح السطحية شمالية إلى شمالية غربية، تتحول مساء إلى جنوبية غربية، سرعتها بين 15 و40 كيلومتراً في الساعة، وتشتدّ لتصل إلى 50 كيلومتراً في الساعة. الانقشاع متوسط. الرطوبة النسبية على السواحل بين 60 و85 في المئة. البحر متوسّط ارتفاع الموج وحرارة سطح الماء 27 درجة. أما الضغط الجوّي فيبلغ 758 ميلليمتراً زئبقاً.