احتفالية ثقافية في الأردن تستذكر الخنساء وأشعارها

آية الخوالدة

بالتعاون مع «يونيسكو»، احتفلت وزارة الثقافة الأردنية في العاصمة عمّان، لمناسبة مرور 1350 سنة على وفاة الخنساء، الشاعرة العربية التي تعدّ من رائدات الشعر العربي اللواتي اعترف لهن كبار الشعراء بقوة الشعر ورصانته. تضمنت الاحتفالية عرض فيلم خاص أعدّته الوزارة، وأخرجه رائد عربيات، وكتب السيناريو له الكاتب مخلد بركات، فيما أعدّ المادة العلمية حكمت النوايسة.

بدأ الحفل بكلمة لوزيرة الثقافة لانا مامكغ التي أكدت أن الشاعرة العربية الخنساء سجّلت حضورها في المشهد الشعري في الجاهلية إلى بزوغ فجر الإسلام ودخلت في الذاكرة العربية من خلال شعرها الذي احتضن الألم الداخلي والحزن الخاص الذي وُظّف في أكثر من موضع، ما يدلّ على أن السيدة العربية حرة وصاحبة قرار وموقف، برفضها الزواج من أعمدة عصرها من الرجال، وإشهارها شعرها ومجاراة كبار الشعراء به.

بعد ذلك أقيمت ندوة علمية حول الخنساء أدارها الشاعر حكمت النوايسة، وشارك فيها أنور أبو سويلم، وحمدي منصور، ومحمد خالد الزعبي، وتناول كلّ منهم جانباً من حياة الخنساء وطرح أسئلة مهمّة حول هذه الحياة.

تناول أبو سويلم ثيمة الحزن في شعر الخنساء، رابطاً بينها وبين الوقائع الحقيقية في حياتها، فضلاً عن ارتباطها ببعض المعتقدات الجاهلية الخاصّة بالنظر في الحياة، وتحرّر الأرواح من الأجساد، وبقاء الأرواح هائمة، كما تناول غياب ذكرها في الحقبة الإسلامية من حياتها، وغياب أي أشعار تتناول استشهاد أبنائها.

بينما أشار منصور إلى ذلك أيضاً من زاوية ثانية، إذ رأى أنّها استمرت في رثاء أخيها صخر بعد إسلامها، وعزى ذلك إلى حزنها على مصيره بعد الموت إذ إنه لم يدرك الإسلام، فكان حزنها مضاعفاً. ولفت الزعبي الانتباه إلى أنّ الخنساء لم ترد أن تنسى هذا الحزن، وأنّها قد أعدّته حياتها، حتى أنها مارسته في طوافها، ودلل على ذلك ببعض أشعارها. وقد أوضح المشاركون الجوانب الفنيّة في شعر الخنساء فتطرقوا إلى سهولة العبارة وقوّة السبك، ورقة الحاشية، ما جعل هذا الشعر خالداً نقرؤه اليوم كأنه كتب في زمننا. وقد قدّم النوايسة الندوة بقوله: نحن في حضرة شاعرة عظيمة فتحت درباً للمرأة العربيّة لم تكن، وفتحت أفقاً في الشعر كانت رائدته، نلتقي اليوم لنحتفي بها، بعد ألف وثلاثمئة وخمسين سنة، لنقول للعالم: ها نحن نحتفي بشاعرة عربية مضى على وفاتها ألف وثلاثمئة وخمسون سنة، وما زالت حيّة تمدّنا بأعمق المشاعر الإنسانية، ونترنّم بشعرها على حزنه وعمق إحساسه.

وبعد انتهاء الندوة قرأت الشاعرة هناء البواب قصائد مختارة من شعر الخنساء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى