عودة التفجيرات الإرهابية إلى لبنان تزامنت مع توسّع «داعش» في العراق وهدفها ضرب الاستقرار وإثارة الفتنة الإدارة الأميركية منافقة في الشرق الأوسط وتدعي مناهضة الإرهاب لتمزيق الشعوب
طغى حدث تفجير الانتحاري الإرهابي على حاجز ضهر البيدر واعتقال خلايا في فنادق العاصمة واكتشاف محاولة لتفجير احتفال حركة أمل في الأونيسكو ومحاولة اغتيال دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري في لبنان على ما عداه من تطورات. وقد تزامنت عودة الخلايا الإرهابية النائمة لتنظيم القاعدة إلى القيام بتفجيرات في لبنان ومحاولة ضرب الاستقرار والأمن وإثارة الفتنة مع التطورات الخطيرة التي يشهدها العراق بعد توسّع سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي التابع للقاعدة.
في حين، تؤشر الأحداث التي تشهدها معظم الدول العربية إلى فشل «الربيع العربي» أكثر وأكثر بعد المحاولات الغربية بتضليل الشعوب العربية بشعارات الديمقراطية والحرية بهدف السعي إلى تمزيق شعوب المنطقة وتقسيمها، غير أن هذا مخطط أصبح مكشوفاً بصبغته الصهيونية – الغربية التي لطالما كانت لها محاولات لشرذمة الدول العربية وتحويلها إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية.
فسياسة الإدارة الأميركية تثبت يوماً بعد يوم أنها لا تقوم سوى على النفاق، والأيام ستشهد أن هذه السياسة الفاشلة ستدفع أميركا إلى إعادة النظر في مواقفها ورؤيتها في الشرق الأوسط، لأن السياسة الأميركية باتت مكشوفة ومفضوحة فهي تدعي مناهضة الإرهاب ومحاربته وفي الوقت عينه تقوم بدعم المجموعات الإرهابية وتستخدمها كسلاح في سورية والعراق من أجل فرض هيمنتها.
إلى ذلك، فإن النية في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية باتت واضحة وتتمثل في غياب رئيس أكبر كتلة نيابية في لبنان وهو الرئيس سعد الحريري، بينما تأتي المحادثات العونية المستقبلية لتخفف وطأة الضغط على اللبنانيين لجهة انتخاب رئيس، فهذه المناقشات لا تزال مستمرة ولا يمكن التنبؤ بما قد تتوصل إليه، لكن لا بد من التذكير بأن إصرار 14 آذار على جعجع كمرشح استفزازي غير توافقي يعطّل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويحول دون اكتمال النصاب ويعيق أي محادثات بين الأفرقاء.
أما المنتدى القومي العربي الذي يعقد في بيروت ويشارك فيه ناشطون سياسيون من الدول العربية فيهدف للتأكيد على الوحدة والديمقراطية والعدالة في العالم العربي، وهذا المؤتمر غايته تحقيق المشروع النهضوي العربي الذي أقره المؤتمر منذ ثلاث سنوات في مواجهة محاولات تغيير الإحساس العدائي تجاه العدو «الإسرائيلي» وتحويله إلى وجهة أخرى من خلال الشعارات الكاذبة في إسقاط الأنظمة العربية.
في سياق متصل، يدل اختيار كيان العدو «الإسرائيلي» كنائب رئيس لجنة تصفية الاستعمار على فشل الدول العربية في وضع «إسرائيل» على قائمة الدول التي تحتل الأراضي المقدسة، في حين يوجد مخطط واضح في تحويل العداء العربي «الإسرائيلي» نحو عداء عربي إيراني من خلال محاولة إثارة الفتنة الشيعية السنية.
إلى ذلك، يشوب المصالحة بين فتح وحماس الالتباس، حيث أن الطرف الأول يقوم بالتنسيق مع القادة الصهيونية ويعترف بوجود «إسرائيل» ويتفاوض معها والطرف الآخر يدعي أنه يريد تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، فلا معنى لمصالحة لا ترفع شعار تحرير فلسطين بدلاً من رفع شعار الدولة وعاصمتها القدس لأن هذا الشعار هو شعار خادع ولا يعني سوى الاعتراف للكيان الصهيوني.