واشنطن تدعو لضرورة إشراك إيران في المحادثات بشأن سورية
ناديا شحادة
الاتفاق النووي الذي تمّ توقيعه بين القوى الدولية الكبرى الست وإيران في 14 تموز من العام الحالي بعد مفاوضات مكثفة استمرت لمدة 12 عاماً، ورغم أن الاتفاق لم يتناول أياً من القضايا الإقليمية في الشرق الاوسط، الا انه كانت له تداعيات إقليمية واسعة النطاق، بخاصة في ما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الاوسط، حيث لعبت واشنطن الدور الرئيس في الوصول اليه.
ويعتبر ذلك خطوة متقدمة في عملية إعادة هيكلة السياسة الأميركية في منطقة الشرق الاوسط، فهذا الاتفاق أحدث تغييراً جذرياً في المنطقة، وكانت له تداعيات إقليمية واسعة النطاق، حيث أصبحت إيران قوة إقليمية عظمى لها تأثيرها في جميع الملفات الساخنة وشريكاً شرعياً لإيجاد حلول للصراعات الإقليمية والدولية وهذا ما أكده المحلل «الإسرائيلي» تسفي برئيل في معرض حديثه عن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى في 15 تموز 2015، وبات من الضروري دمج إيران إقليمياً بعد رفع العقوبات عنها والتقارب مع الغرب الذي أثر على العلاقات الإيرانية الأميركية.
الاتفاق النووي الذي كان بداية عهد دولي جديد وضع نهاية لـ35 عاماُ من المواجهة بين واشنطن وطهران. هذا ما أكدته صحيفة الباييس الأسبانية. ويؤكد المتابعون أن واشنطن التي كانت السبب الأول في عزلة دولية لإيران طيلة السنوات الماضية، لكنها بعد الاتفاق باتت تسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة للتعاون مع طهران في قضايا المنطقة، حيث دعت الخارجية الأميركية في 27 من تشرين الحالي إلى ضرورة إشراك السلطات الإيرانية في المحادثات الدولية بشأن الانتقال السياسي في سورية. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي.
يشير المراقبون إلى أن في ظل الجدل المحتدم حول التحولات في ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة الأميركية وطهران جاءت تصريحات الخارجية الأميركية بشأن إشراك إيران في المحادثات بشأن الأزمة السورية تعبيراً عن تعاون واضح تفتحه واشنطن مع طهران نتيجة تغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة، وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وصمود سورية في حربها ضد الجماعات الإرهابية والتدخل العسكري الروسي المباشر الذي بدأ في 30 أيلول الماضي وأدى إلى انقلاب المشهد على المستوى الاستراتيجي، وأثار رعب القيادة الأميركية التي انتفضت وعبرت عن قلقها من التدخل العسكري الروسي، حسب تصريح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست. فالتحركات العسكرية الروسية في سورية التي يتضح أثرها ميدانياً بالتعاون مع الجيش السوري وقوى المقاومة، جعل من روسيا محور حل الأزمة السورية بالتفاهم مع القيادة الإيرانية، وباتت روسيا تبعث برسائل مفادها أنه حان الوقت لإيجاد حل سياسي للازمة السورية. فتلك المتغيرات الجديدة جعلت من الولايات المتحدة تعيد صياغة تعاملها مع الإقليم بشكل مختلف والذي اتضح معالمه بوضوح في تغيّر السياسة الخارجية لواشنطن والتحوّل من عزل إيران ورفض اعتبار أنه بإمكان إيران لعب دور إيجابي في الأزمة السورية، حسب تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني سابقاً ووصولاً إلى طلب انخراطها في المفاوضات لإيجاد حلول لأزمات المنطقة والبداية من سورية.