تطورات ميدانية يمنية تحذر مملكة العدوان
استمرت فلول قوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مدعومة بمسلحي حزب الإصلاح الإخواني بمحاولاتها السيطرة على تعز، مستعيناً بطيران التحالف الذي نفذ سلسلة من الغارات عليها، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل من قبل الجيش اليمني.
فما هي أهمية تعز الاستراتيجية؟
وتكتسب تعز أهمية استراتيجية في العمليات العسكرية. فالسيطرة عليها قد تغير معادلة الصراع جذرياً. فهي حلقة الوصل بين الجنوب والشمال، وتبعد من صنعاء حوالى 256 كيلومتراً، وتحدها من الشمال محافظات إب والحديدة ولحج، والضالع من الشرق، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر. كما تشكل خاصرة اليمن من جهة مضيق باب المندب.
السيطرة على تعز تعني التمكّن من الزاوية الجنوب – غربية لليمن بشكل شبه كامل، وسيعني أيضاً الحصول على منفذ على البحر الأحمر واستعادة السيطرة على الجانب اليمني من باب المندب، وهو ما سيعتبر للسعودية وحلفائها إنجازاً ميدانياً يمكن البناء عليه. أما بالنسبة إلى أنصار الله والجيش اليمني، فإن تعز تشكل ممراً مهماً لتأمين عدن ولحج جنوباً، وتعزز وجودهم عند مضيق باب المندب.
وتعرضت تعز اليوم لسلسة غارات شنّتها طائرات التحالف السعودي على منطقة الجحملية في المدينة وعلى منطقة كوكبان غرب صنعاء وجبل المثقل بمنطقة الأعروش في خولان شمال العاصمة.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية استهداف منفذ الخضراء وموقع رجلا العسكري في نجران.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن طائرات التحالف السعودي استهدفت مستشفى تديره في صعدة شمال اليمن.
هذه التطورات الميدانية المتسارعة حملت في طياتها رسائل عدة:
أولها، فتحت الباب على القدرات الاستراتيجية التي تمتلكها القوات اليمنية المشتركة والتي استطاعت تصيد البوارج العسكرية السعودية في عرض البحر. وهو ما يضع الطرف المعتدي على عقرب الحيرة والترقب مما هو آتٍ.
أما الرسالة الثانية، فقد أوضحت انتقال القوات المشتركة من جبهة التصدي والدفاع الى جبهة الهجوم، وهو ما يفسّر فشل السعودية ومن لف لفيفها بعد سبعة أشهر من شن العدوان على اليمن.
ويرافق هذا الفشل حالة الفوضى التي تعيشها أول محافظة تنسحب منها القوات المشتركة، عدن، وبحسب التقارير الواردة باتت مرتعاً للجماعات الإرهابية مع تحول المحافظة إلى غابة من السلاح وانعدام كل وسائل الحياة.
أما الفوضى التي يحملها العدوان معه لم يستطع حتى الآن تمريره الى مأرب بعد صمود هذه المحافظة في وجه عشرات الهجمات التي شنتها قوات العدوان ومرتزقته… خسائر فادحة كبدت بها الدول التي شاركت السعودية بعدوانها فدفعها الى استئجار جنود من دول أخرى.
ولجأت الإمارات الى استئجار ثلاثة آلاف جندي من الجيش الكولومبي برواتب شهرية مرتفعة، بحسب ما نشرته الإذاعة الكولومبية الرسمية، سبقه استئجار السعودية ذاتها لألفي جندي سنغالي وستة آلاف جندي سوداني رافعة فاتورة عدوانها الذي دخل في فصل جديد يقود دفته الشعب اليمني وقواته المشتركة.
وفي سياق العدوان، سقط عشرات الضحايا في أنحاء مختلفة من العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الجوف وحجة، جرّاء استهداف العدوان السعودي منازل المواطنين.
وأكدت المصادر اليمنية استشهاد 6 اشخاص بينهم طفل وثلاث نساء جراء استهداف طيران العدوان السعودي لمنزل بمديرية خب الشعب في الجوف.
كما أضافت المصادر باستشهاد شخصين وإصابة 15 آخرين في مديرية بني حشيش، فيما سقط جرحى جراء استهداف مقبرة السنينة بمديرية معين، إضافة الى جرح أكثر من 8 مدنيين جراء استهداف قرية ضبوة بمديرية سنحان.
وفي محافظة حجة، استشهد مدير مستشفى حرض وأصيب آخرون جراء قصف الطريق العام الرابط بين مديريتي عبس وحرض، كما استشهد اثنان آخران وأصيب 7 آخرون بقصف سوق شفر ومدرسة في بين المشطاء بمديرية عبس. وذلك فيما كثف العدوان السعودي غاراته على مناطق مختلفة في محافظة صعدة.