مهرجان لشعراء من لبنان ومصر وقّعوا دواوينهم في «الأونيسكو» «الحركة الثقافية»: إيصال رسالة المعرفة إلى الأمة كلّها

لمى نوّام

لبّى متذوّقو الشعر من كافة المناطق اللبنانية، الدعوة إلى مهرجان شعري أقامته الحركة الثقافية في لبنان في قصر الأونيسكو في بيروت، لأربعة شعراء، في طليعتهم شاعر مصر حسن شهاب الدين، وشعراء شباب من لبنان هم: علا خضارو من لبنان الشمالي، مصطفى صلح من بعلبك، وخليل عاصي من الجنوب. ووقّع الشعراء مجموعاتهم الشعرية الصادرة عن الحركة.

حضر الاحتفال رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر بلال شرارة، الشاعر طارق آل ناصر الدين، الشيخ فضل مخدّر ومجموعة من الشعراء منهم: عبد القادر الحصني، فاروق شويخ، علي نسر، مهدي منصور، سليم علاء الدين، عباس عيّاد، رئيس جمعية «إبداع» الشاعر علي عباس، ولفيف من الأهل والأصدقاء.

تتابع الحركة الثقافية مشروعها بإصدار مجموعات شعريّة لأربعة شعراء متميّزين، حيث وقّع الشاعر حسن شهاب الدين من مصر مختارات شعرية له بعنوان «أثري في المرآة». ووقّع الشاعر خليل عاصي مجموعته الشعرية بعنوان «لو أنّ الضوء ينام»، فيما وقّعت علا خضارو مجموعتها «شلاّل الحبق»، ووقّع مصطفى صلح مجموعته «هي القبلة».

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ ألقت الفنانة التشكيلية خيرات الزين كلمة الحركة الثقافية في لبنان، نوّهت فيها بما قدّمه الشعراء من خلال كتاباتهم التي تنوّعت بين الحياة والإنسان والأرض والطبيعة. وشدّدت على دور المثقّف في المجتمع والحياة، وقالت: «لأن الأوطان تبنى من أجل الكلمة والموقف والثبات، ولأن الحركة الثقافية في لبنان تؤمن بالدور الثقافي الذي يقدّمه المبدعون على كافة مستوياتهم، هي اليوم تشارك الشعراء في هذا الإنجاز الأدبي الكبير، وهي مستمرة في دعم الثقافة في كل مكان».

ودعت الزين إلى إيلاء العمل الثقافي أهمية أكبر على مستوى كلّ الوطن، «وهذا يتطلب دعماً ورعاية من الدولة لأن للثقافة قدسية وللأدب محراباً وللفن مبدعيه، لذلك لا بدّ من توجيه البوصلة الصحيحة نحو إيجاد حالة ثقافية جامعة تكون مرجعاً أدبياً وفكرياً لكلّ المناضلين الساعين إلى الحبّ والسلام ومقاومة الظلم. ولأننا نريد الحياة، أبينا إلا أن نكون مع الحرف والكلمة والإبداع، ونصون كل المعتقدات من خلال منهجية حقة قادرة على إيصال رسالة المعرفة إلى كلّ الأمة».

وأضافت الزين: «إذا كان الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل، فالشعر هو الإكسير العجيب الذي يجعل الشباب كلّ العمر شاء الزمان أو أبى. وعاهدت الحركة الثقافية أن تكون حضناً أدبياً دافئاً لكل موهبة شابة، فسخّرت طاقات شيوخها ورموزها لاكتشاف الطاقات».

ثمّ كانت قراءات شعرية من قبل الشعراء الأربعة، إذ ألقى كلّ واحد منهم قصيدة من ديوانه الشعري.

«البناء» حضرت الاحتفال، وأجرت لقاءات عدّة حول المناسبة.

رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر بلال شرارة يقول: «للسنة الثانية على التوالي، ننظّم تظاهرة ثقافية. فالسنة الماضية شهدت الحركة توقيع خمسة دواوين للشعراء: غسان مطر، المير طارق آل ناصر الدين، باسم عباس، عبد القادر الحصني وأنا. وهذه السنة، نظّمت الحركة منذ أسابيع توقيع ديوانين للشاعرين علي عبد الكريم طالب و حسن حجازي. واليوم نشهد توقيع دواوين لثلاثة شعراء من لبنان، وللشاعر حسن شهاب الدين من مصر. نحن كحركة ثقافية أقدمنا على هذه المبادرة لمصلحة الكاتب بعيداً عن دور النشر. فنحن منحازون إلى الكاتب، وقدّمنا السنة الماضية تجربة مماثلة ونجحت».

أما الناقد والشاعر عبد القادر الحصني فقال: «في حفل التوقيع، هناك مجموعات شعرية متميّزة، حسن شهاب الدين اسم مميّز على مستوى مصر، وهو في طليعة شعراء هبة النيل، له تجربة كبيرة، وسبق أن أصدر عدداً من المجموعات الشعرية ونال جوائزعربية من جهات عدّة. أما اليوم فيقدّم مختارات شعرية. مجموعة خليل عاصي هي تجربته الشعرية الأولى، ولكن خليل اسم صاعد بسرعة غير متوقعة. فمن يقرأ هذا الديوان سيشعر أن لخليل عاصي تجربة شعرية سابقة. شعر مصطفى صلح يمتاز بالقصيدة العربية الأصيلة، بالالتزام بمحور الشّعر وقليل من الميل إلى التفعيلة، لكن تجربته هي تجربة عروبية، تجربة منبرية. إلى الآن هو صوت مميّز بين الشباب في لبنان. أما علا خضارو، فتجربتها الشعرية الثالثة ممتازة، وصوتها الشعري ما زال يشقّ طريقه باتجاه الوصول إلى استقرار. أعتقد أنّ التوقيع سيكون مميزاً، وسيقدم الشعراء كلّ جميل».

وقال الشاعر خليل عاصي: «أنا أكتب الشعر منذ زمن، لدي عدد من القصائد لكنني لم أنشرها. منذ عشر سنوات تقريباً احترفت الشعر، وصرت أشارك في أمسيات وندوات، والآن أنا أوقّع ديواني الشعري الأوّل الذي يقع في 140 صفحة، ويتناول مواضيع عدّة منها ما يتعلّق بالوجدان، والمواضيع الذاتية التي لها طابع فلسفي، ومواضيع تتعلق بالأمور الروحانية، الصوفية إلى حدِّ ما، إضافة إلى الحبّ. الديوان يتضمّن 16 نصّاً، هناك أيضاً قصائد وطنيّة لها علاقة بهموم المواطن اللبناني والعربي بشكل عام».

ويضيف عاصي: «الشاعر ابن بيئته، عليه أن يكتُب المشاكل الموجودة التي يعيشها، إضافة إلى الهواجس الداخلية التي تختلج في داخل الإنسان، وقد أهديت ديواني لكل إنسان ما زال يحتفظ بضوء وحبّ وإنسان في داخله، ولهذا السبب أسميت ديواني لو أن الضوء ينام، فهذه العبارة تحمل وجوهاً عدّة، إذ ربما يكون الضوء حباً أو عدلاً أو أيّ أمرٍ جميل».

وشكر عاصي «الحركة الثقافية في لبنان» على هذه السابقة التي قدمّتها للشعراء، وقال: «إننا اليوم نعاني من تشوّهات طرأت على الشعر والأدب، وأعتبر أننا بحاجة إلى تنقية ذائقة المتلقي وتوجيهها نحو الشعر الحقيقي والصحيح».

وقال الشاعر حسن شهاب الدين: «أنا سعيد جداً لوجودي في لبنان بين كوكبة من الشعراء اللبنانيين في حفل توقيع الديوان، وهذا خير دليل على ما تقوم به الحركة الثقافية اللبنانية من جهد. نطمع ونطمح أن تمدّ بنحيها على مستوى العالم العربي. النشاط ملحوظ جداً وأحيي كل المشاركين فيه وعلى رأسهم رئيس الحركة الثقافية الشاعر بلال شرارة، والشعراء الأصدقاء، كما أحيّي الفنانة التشكيلية خيرات الزين، فجميعهم قاموا بمجهود كبير، وكانت دعوتهم لي لتوقيع ديواني في لبنان مظهراً من مظاهر العروبة الحقيقية والتواصل الأدبي، وبيروت معروفة أنّها مدينة شاعرة».

وعن ديوانه يقول: «ديواني ـ أثري في المرآة ـ عبارة عن مختارات شعرية من مجموعاتي السابقة. إذ اخترت ثلاثين قصيدة من ثلاثة دواوين 10 قصائد من كل ديوان ».

وقال رئيس ملتقى «أصل الحكي» الشاعر سليم علاء الدين: «هو مشروع لتشجيع الشعراء الشباب حاملي الراية المقبلين في الشعر، تشجيعاً لهم على الإصدار، لنقول إننا كنا وما زلنا ورغم كل ما يجري حولنا، مؤمنين بالكلمة والشعر والثقافة، وأن الثقافة ما زالت تحتلّ مكاناً مهماً جداً في حياتنا اليومية في هذا المجتمع، لنواجه البشاعة والحقد والكره والظلام وكل ما نعيشه، بالشعر والكلمة والثقافة».

بدورها، قالت الشاعرة علا خضارو: «برأيي، الشاعر لا يُصنع، الشاعر يُولَد. أما ديواني فيحتوي على عدّة قصائد وطنية، وجدانية، ومواضيع متنوّعة، وفيه رسالة شكر وعرفان لكل إنسان وقف إلى جانبي ودعمني، وأتمنى من كل شخص يقرأ ديواني، أن يشعر أن الديوان موجّه إليه. استغرق التحضير للديوان سنتين، وأقدّم شكري وامتناني للحركة الثقافية في لبنان، التي تضمّ روّاد الثقافة في لبنان والعالم العربي، وهذا شرف كبير لي أنهم أعطوني ثقتهم وأن أطبع ديواني عن طريقهم».

وقال الشاعر مصطفى الصلح: «إنه مشروع هام جداً ما تقوم به الحركة الثقافية في لبنان. فأن تنظّم حفل توقيع مشترك لأربعة شعراء إضافة إلى نشر هذه الدواوين أمرٌ عظيم. والمميّز أنّ كلّ شاعر ينتمي إلى لون شعريّ مختلف عن الآخر. أشكر الحركة الثقافية على الجهود الجبارة في تنظيم هذا النشاط الذي أعتبره حالة وطنية وثقافية بعيدة عن جوّ الحقن الطائفي والسياسي الذي نعيشه اليوم في لبنان من تظاهرات وأحداث».

وعن ديوانه يقول: «ديواني متنوّع ويعالج مجموعة قضايا وطنية، إضافة إلى جزء من الغزل الهادف، وجزء من القضايا الاجتماعية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى