ديربي بيروت… لقاء ملتهب بين النجمة والأنصار
تختتم الجولة الثانية من الدوري اللبناني لكرة القدم اليوم، بالديربي البيروتي بين النجمة والأنصار، في قمّة مبكرة، يستضيفها ملعب صيدا البلدي. ويدخل الفريقان المواجهة بظروف متشابهة، فكل منهما حقق تعادلاً في الجولة الأولى إذ سقط الأنصار في فخّ مضيفه طرابلس 1-1، وحقق النجمة النتيجة ذاتها مع ضيفه شباب الساحل.
ويأمل جمهور الفريقين أن تستعيد القمة التقليدية بريقها كما كانت في الماضي، وتحديداً في الحقبة ما بين منتصف السبعينات ومطلع الألفية الجارية، حين كانت تجذب أكبر عدد جماهيري، ولا تضاهيها في ذلك أي مباراة.
ويذكر من عايش الفترة السابقة كيف كانت الألوف المؤلفة تتدافع إلى أبواب الملاعب قبل ساعات من «لقاء القمّة» لتحجز مكاناً لها، غير آبهةٍ بأمطار الشتاء أو بلهيب الصيف.
وكان مقرراً أن تدشّن المباراة عودة مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت لاستضافة المباريات بعد عملية التجديد التي خضعت لها أرضية الملعب، إثر غياب الصرح الأكبر في لبنان عن احتضان اللقاءات في الموسم الماضي، لكن قراراً من الجهات الأمنية أدى إلى نقل المباراة إلى صيدا.
ويبرز الفارق الفني في الأسماء اللامعة التي كانت تضمها صفوف الفريقين، ففي السبعينات والثمانينات كانت الجماهير تهتف للاعبين مثل محمد الأسطة وجهاد محجوب ومحمد الشريف وعبد الناصر بختي وإبراهيم الدهيني ويوسف الغول وعدنان بليق وحسين فرحات في الأنصار، وزين هاشم وحسن شاتيلا وعبد الناصر كجك وجمال الخطيب وحسن عبود وجمال الحاج ومحمود حمود في النجمة.
وفي حقبة التسعينات قدم الفريقان نجوماً زيّنوا الملاعب اللبنانية، فلمع في الأنصار عمر إدلبي وفادي علوش وعبد الفتاح شهاب ومحمد المسلماني وعلي قبيسي ودايفيد ناكيد وعصام قبيسي وأحمد فرحات ونزيه نحلة وبيتر بروسبار.
أما في النجمة، فتألّق علي رمال وجهاد وعلي جابر وحسن حلال وموسى حجيج وصنداي أوكو وأيرول ماكفرلاين وحمادة عبد اللطيف وهشام إبراهيم.
وغالباً ما تكون المباراة مثيرة بعيداً عن ترتيب كل منهما في القائمة، إذ إنها تخضع لاعتبارات أخرى في ظلّ الضغوط الملقاة على كاهل لاعبي الفريقين، وسعي كل من الفريقين لتفادي أي سقوط يتسبب له في خصومة مبكرة مع جماهيره.
ويبدو الأنصار في ظروف إدارية ومالية أفضل من خصمه، بوجود رئيسه الشاب نبيل بدر، الذي يؤمن له استقراراً قلّ نظيره على الصعيد المحلي، في حين يمرّ النجمة بظروف مالية سيئة، دفعت بأنصاره ومحازبيه إلى جمع التبرّعات للمساهمة في موازنته!
ولعب حارسا الفريقين لاري مهنا الأنصار وأحمد تكتوك النجمة دوراً كبيراً في تفادي القطبين خسارة محتمة في الجولة الأولى، فتألّقا في تعطيل فرص طرابلس والساحل على التوالي.
وارتكب دفاع النجمة أخطاءً كثيرة في المباراة مع الساحل، الأمر الذي أظهر هشاشة في أدائه، تنبغي معالجتها سريعاً من قبل المدرب الروماني تيتا فاليريو، الذي نجح أمام الساحل في إعادة فريقه لأجواء المباراة بفضل تغييراته الناجحة في الشوط الثاني.
ويعوّل مدرب الأنصار جمال طه على وجود العائد معتز بالله الجنيدي إلى جانب الشاب أنس أبو صالح، الذي قدم مستويات مميزة الموسم الماضي.
وستدور معركة ساخنة في وسط الملعب بين قائد هذا الخط في الأنصار ربيع عطايا، وجنرال وسط النجمة المخضرم عباس عطوي، سعياً لإحكام القبضة على منطقة البناء والتموين، وتأمين خط الإمداد الهجومي.
وتشكل المباراة اختباراً حقيقياً لهجوم الأنصار المدجّج بالثلاثي الأجنبي الغاني مايكل أوكوفو والسنغالي سي الشيخ والأرجنتيني لوكاس غالان. ومن المرجّح عودة الأخير كأساسي في تشكيلة الأخضر بعدما جلس في الجولة الأولى على مقعد الاحتياطيين، ولم يشارك سوى في آخر ربع ساعة.
وينتظر طه مردوداً غنياً من هجومه الذي شكّل نقطة ضعف الأنصار الموسم الماضي، فعرقل مهمته في المنافسة على اللقب. ولكنه يبدو بحالٍ أفضل هذا الموسم، خصوصاً بوجود غالان هدّاف الدوري اللبناني للموسم الماضي بـ17 هدفاً مع السلام.
أرقام من الديربي
يحمل الدربي الرقم 109 في تاريخ لقاءات الفريقين ابتداءً منذ عام 1961 رسمياً وودياً، وقد فاز الأنصار في 41 منها، والنجمة في 36، وتعادلا في 31. وسجل الأنصار في شباك النجمة 116 هدفاً، في مقابل 113 أهداف للنجمة في مرمى الأنصار. وفي بطولة الدوري سيحمل اللقاء الرقم 63 إذ فاز الأنصار 20 مرة والنجمة 17 مرة وتعادلا 24 مرة.
أكبر فوز للنجمة كان 6-2 في كأس النخبة.
أما أكبر فوز للأنصار فهو 4 – صفر في كأس لبنان.
ينفرد هدّاف الأنصار التاريخي فادي علّوش بلقب هدّاف الديربي في مجموع مبارياته برصيد 9 أهداف، فيما يشترك علوش نفسه مع قائد النجمة عباس عطوي، ولاعب الشباب الغازية الحالي علي ناصر الدين بتصدّر هدافي اللقاءات الرسمية في الدوري برصيد 5 أهداف، علماً بأن ناصر الدين سجل أهدافه في صفوف الفريقين.
سجّل الأنصار في الدوري 59 هدفاً والنجمة 55.
أول لقاء رسمي في الدوري كان في 8 كانون أول من عام 1968 وفاز النجمة 2-1.
أكبر فوز للنجمة في الدوري كان 4 – صفر في موسم 69 70.
أكبر فوز للأنصار في الدوري هو 3 – صفر موسم 92 93.
يحمل قائد النجمة عباس عطوي الرقم القياسي في عدد المباريات التي خاضها في الكلاسيكو وهو 22 مباراة، متقدماً على جمال طه 20 مباراة .
المحمد: مستعدون
وأكد مهاجم فريق النجمة لكرة القدم حسن المحمد جاهزية فريقه لديربي الكرة اللبنانية المرتقب مع الأنصار. وأعرب المحمد عن ثقته في قدرة الفريق على تجاوز تعثره مع الساحل في الجولة الأولى، لافتاً إلى أنه التحق مع قائد النجمة عباس عطوي بالفريق قبل أيام فقط من انطلاق الجولة الأولى، بسبب انشغالهما بمباراتي منتخب لبنان مع ميانمار والكويت، ولم تتح لهما بالتالي فرصة التأقلم مع أجانب النجمة الجدد الذين انضموا متأخرين بدورهم إلى الفريق.
وأشار المحمد إلى أن الفترة الماضية كانت مفيدة من أجل اكتساب المزيد من التفاهم بين اللاعبين، وللتأقلم خصوصاً مع اللاعبين الأجانب الجدد.
وقال المحمد إن لاعبي النجمة يستمدون دفعاً كبيراً في الديربي من جمهورهم العريض، مؤكداً أن هذا الجمهور هو الرقم واحد في لبنان من دون منازع، وهو لا يشكّل عاملاً ضاغطاً على اللاعبين، بقدر ما يدفعهم لتقديم عروض أفضل في الملعب.
أبو صالح: لا بديل للأنصار عن الفوز
وقال قلب دفاع فريق الأنصار لكرة القدم أنس أبو صالح أن فريقه سيخوض الديربي اليوم من أجل الفوز وتعويض البداية المتعثرة للأخضر بعد التعادل مع طرابلس 1 1 في الجولة الأولى. وأضاف أبو صالح أن: «المباراة مع النجمة لها حساباتها الخاصّة، بغضّ النظر عن وضع الفريقين في الدوري، فالفوز بها له نكهة خاصة لدى لاعبي وجمهور الفريقين».
وقال أبو صالح: «المواجهة تكتسب أهمية خاصة لأنها تأتي في بداية الدوري، حيث سيعطي الفوز دفعة معنوية كبيرة للفريق الفائز، وفريقنا سيتعامل معها كنهائي مبكر، سعياً لمتابعة الطريق نحو اللقب بثقة، لا سيما أن الأنصار من أبرز المرشحين هذا الموسم».
وأشار أبو صالح إلى أن «المدرب جمال طه عمل مع اللاعبين في الفترة الماضية على تفادي الأخطاء التي ظهرت خلال المباراة الأولى مع طرابلس، وفريقنا في أعلى درجات جاهزيته البدنية والفنية قبل الديربي».