أردوغان والعدّ التنازلي نحو الأحد الانتخابي
الحدث يبقى تركياً من اليوم حتى يوم الأحد المقبل، حيث الانتخابات التركية البرلمانية تحجز المشهد الأول في المنطقة، ويبدأ العدّ التنازلي لحكم حزب العدالة والتنمية وسط تشاؤم استطلاعات الرأي حول مستقبله السياسي.
فقد كشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «جازيجي» التركية لاستطلاعات الرأي عن تراجع الحزب الحاكم 1.6 نقطة عن الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي إلى 39.3 ، فيما أظهر استطلاع الرأي الذي شمل خمسة آلاف شخص في الفترة بين 12- 13 من الشهر الحالي، تقدّماً لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بحصوله على 28.1 مقابل 25 في انتخابات حزيران.
بينما كشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «متروبول» أنّ حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان، سيحصل على 41.7 بالمئة من أصوات الناخبين، أما حزب الشعب الجمهوري فسيحصل على 25.5 بالمئة منها، مقابل 15.7 بالمئة لحزب الحركة القومية، و14.7 لحزب الشعوب الديمقراطي.
وحسب استطلاع «ماك»، فإنّ حزب العدالة والتنمية، سيحصل على 44.7 من الأصوات، إذا أجريت انتخابات مبكرة على الفور، بزيادة تبلغ نحو أربع نقاط مئوية عن نسبة 40.9 التي حصل عليها في انتخابات حزيران الماضي، فيما سيحافظ كلّ من حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية على نسبة كلّ منهما دون تغيير، بينما سيتراجع تأييد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
الحصيلة التي تقولها كلّ استطلاعات الرأي بما فيها مَن يتوقع تقدّماً لحزب أردوغان أوغلو، أنّ الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة مستحيل، خصوصاً مع الإجماع على الموقع الذي تحتله الأزمة السورية في تشكيل الرأي العام الناخب.
فقد جدّد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، وعده بإعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى سورية، وعدم التدخل في شؤون الشرق الأوسط، في حال فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية. وقال كليجدار أوغلو، في خطاب جماهيري، ألقاه الأحد الفائت، في محافظة ساكاريا التركية: «تركيا لديها هموم ومشكلات بحجم الكون، وفوق ذلك جاءها مليونان ومئتا ألف سوري. ماذا سيحلّ بهؤلاء؟ أبناؤنا أصبحوا عاطلين عن العمل. وها هم الآن في الحكومة يحاولون إيجاد وسيلة لإيجاد وظائف لهم. الجمهورية التركية تعاني اليوم أكبر الأزمات في تاريخها». وأضاف كليجدار أوغلو: «هذا وعد قطعناه على أنفسنا، سوف نجلب السلام إلى الشرق الأوسط، ولن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة».
وتبدو حكومة داود أوغلو مضطرة لمراعاة هذا التحوّل، فمنذ صدور قرار السلطات التركية مؤخّراً، بمنع تنقل السوريين بين الولايات التركية إلا بإذن مسبق من دائرة الهجرة، و«بشكل مؤقت»، تحت شعار ضبط الأمن خلال فترة الانتخابات النيابية المقبلة، أُثير جدل بين المعارضين السوريين والحقوقيين وبين السياسيين المختصين في الشأن التركي، حول انتهاء ربيع السوريين في تركيا، وهل هذه القرارات ستحدّ من تواجد السوريين فيها، وهل هي بداية لإصدار قرارات أخرى تنهي ربيع السوريين في تركيا؟! فكتب المعارض السوري بسام شحادات تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعد إصدار القرار، قائلاً: «لا أبالغ إنْ قلت إنّ ربيع السوريين في تركيا قد انتهى».
ويضيف باحث سياسي في الشأن التركي، أنّ تعاطي الحكومة مع القضية السورية بات عبئاً عليها بخاصة ملف اللاجئين السوريين، إضافة لما جلبه ذلك من تصاعد المواجهات مع «داعش» وتهديدات التنظيم للحكومة التركية. ويتابع، كما أنّ نتائج الحزب في الانتخابات الأخيرة أشارت إلى تنامي مشاعر الرفض لسياسة الحكومة تجاه اللاجئين السوريين وجاء مع تنامي مشاعر قومية وتراجع اقتصادي واضح ظهر في تراجع الليرة التركية والتصنيفات الائتمانية الدولية».
«توب نيوز»