المقداد: مقدّمات للحوار الأميركي – الإيراني عرفات: واشنطن ستزيد من حدة الصراع
دمشق سعد الله الخليل
شكّل التصريح الذي أطلقة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية مع شبكة سي بي اس الاخبارية الأميركية حين قال :»إنه لا توجد معارضة معتدلة داخل سورية قادرة على هزيمة الأسد والمجموعات الجهادية» صدمة للبعض، فيما قرأه البعض تخلياً عن المعارضة السورية .
اعتراف بشرعية الأسد
أكد الباحث والمحلل السياسي ميلاد المقداد أن مراكز الأبحاث والدراسات نشرت مقالات عن إعادة الولايات المتحدة الأميركية موقفها من الأحداث الجارية ،ومنها ما كان يؤكد على ضرورة أن توافق أوباما بأن لا يتورط بحرب وتدخل عسكري بسورية دون أن يمنع ذلك من توجيه ضربات جوية، ودعم المعارضة المسلحة على الأرض من بينها معهد الشرق الأدنى في واشنطن ومعهد جورج واشنطن وبعض الكتّاب المنتمين الى خلفية المحافظين الجدد، ولكن بالمقابل كان هناك كتّاب طلبوا من أوباما الاستماع إلى رأي الشعب الأميركي المعارض للحرب، وأن يتعلم من دروس حرب أفغانستان ، وأدرك جيداً انه لا وجود للمعارضة المعتدلة وان كل سلاح يمنح لأي فصيل معارض سيذهب أخيراً للمتشددين من القاعدة وتفرعاتها ،ولم يصل اوباما لقناعة من الدراسات لإدراكه أن تلك التنظيمات تحت رعاية استخبارات بلاده، وأضاف المقداد»منذ بداية السنة الماضية بدأ الغرب يشعر أن العقرب الذي رباه بدأ يلدغه، ويُعد العدّة له ويوجّه له رسائل قوية لتحرير تلك الدول سواء في بريطانيا أو استراليا ، وبالتالي ما نجم عن اجتماع وزراء الداخلية الأوربيين بضرورة التوجه لمعالجة الإرهاب الذي خرج عن الخطوط الحمراء التي وضعتها الإدارة الأميركية كلها تدفع نحو التخلي عن دعم المعارضة».
واعتبر المقداد أن «المناخات الإيجابية من الحوار الإيراني – الأميركي في إطار مجموعة الخمسة زائد واحداً ، ورغبة الأميركان فتح حوار حول الملفين السوري -الأميركي والرفض الإيراني وإصرار طهران على تأجيل البحث لما بعد 15 تموز يجعل من تصريحات أوباما دفعة على الحساب للحوارات اللاحقة ، يضاف لها الصفعة التي تلقتها الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية والتفاف الجماهير حول الرئيس الأسد ، ويأتي تصريح أوباما كاعتراف بشرعية الرئيس الأسد وهو ما نصح أحد التقارير الأميركية الرئيس الأميركي بالاعتراف بشرعيته الأسد والتعاون معه».
استمرار الصراع والاقتتال
ورأى القيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة علاء عرفات أن هذا التصريح، لم تطلقه الولايات المتحدة لإعطاء انطباع لدى كل الأطراف للذهاب إلى حل سياسي، بل على العكس هذا التصريح مبرّر لتقوية المعارضة التي تصفها الولايات المتحدة بالمعتدلة، فالمشروع الأميركي في سورية قائم على ألا يسقط الأسد وألا ينتصر، بالتالي إبقاء المعركة دائرة، وهو جزء من سياسة الولايات المتحدة لإشعال المنطقة، من شرقي البحر المتوسط إلى حدود الصين ومن البحر الأحمر إلى بحر قزوين، بما يخلق الفوضى وفق مشروع الفوضى الخلاقة في الدول التي تناصب الولايات المتحدة العداء، بما يشغل حلفاء تلك الدول بإطفاء الحرائق،على أمل أن تتمكن الولايات المتحدة من تأخير خروجها من المنطقة وبالتالي من أزمتها، وأضاف عرفات «لم تيأس الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها في الساحة السورية، وليست مضطرة لأن تسلّم بالهزيمة، بل ستزيد من حدة الصراع في سورية بمنح المزيد من الأسلحة، وحين تقول إنها لن تعطي مضادات طيران للمعارضة ستجد نفسها يوماً ما مضطرة لمنحها عاجلاً أم آجلاً، لأنها ضرورة لاستمرار الصراع المسلح» وتابع «هناك أفكار مغلوطة حول خشية أميركية من انتشار الإرهاب من سورية إلى أوروبا أو حتى الولايات المتحدة والحقيقة أن الولايات المتحدة ترغب وتفضّل انتشار الإرهاب في تلك الدول لما يسمح لها بإحكام قبضتها على هذه البلدان وعلى شعوبها». ولفت عرفات إلى أن من قرر ونفّذ ضرب برجي التجارة العالمية في أميركا، مازال يحكم في واشنطن ويسير في السياسات نفسها.
وأضاف عرفات: «بما أن الولايات المتحدة غير قادرة على شن حروب عالمية بإمكانها دعم حروب صغيرة، تتمكن من خلالها تصدير أزمتها لذلك يفكر صنّاع السياسات الأميركيين، باختلاق أحداث ربما مختلفة عن أحداث 11 أيلول في مسعى لاستمرار الضخ في سياسات وحروب تصدّر أزمات أميركا.
إرادة السوريين الأساس
ورأى عرفات أن «المطلوب من الأطراف السورييين الوطنية الذهاب إلى حل سياسي على أساس تغيير جذري في النظام السياسي الشامل والاجتماعي، ما يأخذنا إلى بداية الخروج من الأزمة وتخفيف التوتر القائم في البُعد الخارجي».
وأضاف :»المطلوب من الدول الحليفة لسورية الضغط على بلدان الإقليم التي تموّل وتسلح كتركيا والسعودية ويمكن لروسيا والصين ممارسة ضغط لوقف النشاط التسليحي، فأميركا تسعى للخروج من أزماتها». ورأى عرفات أن «الجهد الداخلي مهم لأنه يحفّز الخارج على فعل جهود قد لا تنهي القتال بالمجمل ولكن يخفف حدته».