السلطات السويدية تسعى لإخفاء مراكز الإيواء
قررت دائرة الهجرة السويدية إضفاء السرية على عناوين مراكز الإيواء في البلاد، وذلك بعد سلسلة هجمات استهدفت العديد من هذه المراكز خلال الشهر الماضي.
ونقلت صحف محلية عن متحدث باسم الهيئة أنه بعد دخول القواعد الجديدة حيز التطبيق، لم يعد بإمكان المواطنين البسطاء الحصول على قائمة هذه المراكز.
وفي وقت سابق، وضعت القوات الأمنية حراسة مشددة على مراكز الإيواء. ولم تتمكن الشرطة السويدية حتى الآن من تحقيق أي تقدم في التحقيقات بعمليات إضرام النيران في العديد من مراكز الإيواء، نظراً إلى عدم وجود شهود عيان في القضية على الإطلاق.
وتجدر الإشارة إلى أن مجهولين أضرموا النيران في مبنى آخر، تنوي السلطات استخدامه كمركز إيواء، وهو عبارة عن روضة أطفال واقعة في ضواحي العاصمة.
وفي محافظة سكوني جنوب البلاد، قام رجال الإطفاء بإخماد حريق شب بمبنى مخصص لقبول اللاجئين بعد أن ألقى مجهولون زجاجة حارقة عبر إحدى النوافذ.
وبحسب تنبؤات نشرتها هيئة الهجرة يوم 22 تشرين الأول، السويد التي يبلغ عدد سكانها 9.8 مليون نسمة، قد تستقبل في عامي 2015 و2016 ما يصل إلى 360 ألف لاجئ.
وفي السياق، رفض لاجئون سوريون وعراقيون وصلوا إلى السويد من ألمانيا النزول من الحافلة بدعوى أن المنتجع الذي سيقيمون فيه معزول جداً، فيما أعرب جزء منهم رغبته في العودة إلى ألمانيا.
ووجد حوالى ستين لاجئاً سورياً وعراقياً أنفسهم في موقع ليميدسفورسن، غرب السويد، بالقرب من الحدود النروجية، وهو عبارة عن قرية صغيرة تتكون من منازل خشبية، حيث كان من المؤمل أن يقيمون هناك بانتظار فحص طلباتهم للحصول على اللجوء.
وقد أفاد عشرون منهم أنه تم وضعهم وسط غابة تسكنها الدببة والذئاب، بعيداً عشرات الكيلومترات عن أقرب مدينة، وطالبوا بنقلهم إلى مدينة كبيرة أو المغادرة إلى ألمانيا، مشيرين إلى أن المسؤولين عن وصولهم إلى منطقة موقع ليميدسفورسن، أكدوا لهم أنهم سيعيشون في تلك المنطقة المنعزلة.
وأفاد بعض اللاجئين أنه ليس بالإمكان العيش في ذلك المكان، بخاصة في وجود امرأة حامل من بينهم، مؤكدين أن الطقس بارد جداً، والمكان بعيد عن أبسط ضروريات الحياة كالمتاجر والأطباء.
ورداً على ذلك، صرح غونا غروفالدس، المسؤول عن بعثة اللاجئين: «ليس لدينا بديل، وهذا كل ما لدينا لتقديمه»، مشيراً إلى أن اللاجئين في كثير من الأحيان لا يفهمون أنهم لن يمكثوا هناك طوال حياتهم.
والسويد، البلد الأوروبي، من البلدان الأكبر استقطاباً لللاجئين، وتتوقع أن تستقبل ما بين 140 و190 ألف طالب لجوء هذا العام ليبلغ عدد سكانها قرابة 10 ملايين نسمة.
لكن تبقى ظروف الحياة في فصل الشتاء في المملكة الإسكندنافية هي المحنة الحقيقية لكثير من الأجانب الآتين من بلدان دافئة نسبياً.
ومع توقعات بارتفاع عدد طالبي اللجوء في العام الحالي إلى أكثر من مليوني شخص، يكثر الحديث عن الكلفة الاقتصادية بخاصة أن بريطانيا كشفت بأن الحكومة تنفق نحو 24 ألف جنيه إسترليني سنوياً على كل لاجئ، ويرتفع هذا المؤشر في الدنمارك والبلدان الأسكندنافية.
جدير بالذكر أن أكثر من 670 ألف مهاجر تدفقوا على أوروبا، ومعظمهم من اللاجئين الذين فروا من الحروب في سورية والعراق وأفغانستان، على أمل الوصول إلى ألمانيا وبلدان شمال أوروبا التي يفضلونها على غيرها، وهذا التدفق من شأنه أن يثقل كاهل القارة العجوز اقتصادياً.