تلفزيون لبنان

الرئيس تمام سلام ليس متهوّراً ليقدّم استقالته ويرمي البلد في المجهول ونتمنّى عليه أن يحافظ على الحكومة.

بهذه الصراحة عبّر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن لسان حال الكثير من المواطنين.

وقد ترافق كلام البطريرك مع دعوة الرئيس نبيه بري للحكومة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء في الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وفي المعلومات أنّ مجلس الوزراء سينعقد بعد ظهر غدٍ اليوم للبتّ في خطة معالجة أزمة النفايات وسط الطقس الماطر والمخاوف من تفشّي الأمراض.

ولقد تحرّك الوزيران أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور بين عين التينة والسراي، وأشارا إلى بصيص نور وقد انضمّ وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى اجتماع السراي.

وفي الطقس الماطر بغزارة شهدت العاصمة بيروت والضواحي زحمة سير خانقة.

وإذا كانت الأنظار متّجهة غداً اليوم إلى السراي الحكومي اللبناني فإنّ الأنظار متجهة مساء غدٍ اليوم إلى فيينا حيث يُعقد الاجتماع الأميركي – الروسي – السعودي – التركي للبحث في سُبُل حلّ الأزمة السورية.

وإلى وزراء خارجية هذه الدول ينضمّ وزراء خارجية دول أخرى منها إيران ومصر والأردن والإمارات وقطر، وبطبيعة الحال فرنسا التي نشطت دبلوماسيتها تحت عنوان حلّ الأزمة السورية مع إبعاد رئيسها بشار الأسد. وهذا الأمر أكّد عليه وزيرا الخارجية السعودي والبريطاني في الرياض.

«ام تي في»

النفايات ليست مسؤولية وزارة الأشغال، مجاري الصرف مسؤوليتنا قالها الوزير زعيتر الأحد إثر فيضان الزبالة في ذلك «الويك أند» المشؤوم، إلّا أنّ المطر غير المسيّس وغير المطيّف، هبط بغزارة بعد ظهر اليوم أمس فأقفل الطرق والمجاري وسجن الناس في سياراتهم في بيروت وضواحيها ساعة الذروة من دون مؤازرة من النفايات، فماذا سيقول الوزير يا ترى؟

في المقابل، الحراك المدني المنقسم على ذاته فقَدَ قُدرته على المساءلة وانضمّ إلى الحكومة المشلولة والمجلس النيابي المعطوب ما يعني أنّ لبنان سيظل ضحية الإهمال إلى أن يحلّ الربيع، فتتوقّف الأمطار، وتهاجر النّفايات بقرار ذاتي عبر المتوسط.

في السّياق، استمهل الرئيس بري الوزير شهيّب ساعات قبل أن ينسحب من ملف النفايات طالباً اقتراح حلّ للملف قد يُفضي، إنْ ظهرت قابليته للنجاح، إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء خلال 24 ساعة. الوزير خليل أضاء أيضاً على أزمة رواتب سيُعاني منها الموظفون بشكلٍ متفاوت وبالتدرّج الزمني، ما يحتّم انعقاد مجلس الوزراء في أقرب فرصة. والمؤسسات الأمنية بدءاً بالجيش هي الأكثر تأثّراً لنقص كبير بالأموال في صندوقي وزارتي الدفاع والداخلية.

إقليمياً، الأزمة السورية ومصير الأسد على طاولة المتحاورين في فيينا، والمرحلة الأولى هي لاختبار صدق نوايا روسيا وإيران واستعدادهما لتأمين فرص الحلّ.

«المنار»

ساعاتٌ من المطر لا أيام، أغرقت لبنان واحتجزت أهله المطوّقين أصلاً بطوفان من كل أنواع الأزمات والنفايات. ساعات حجبت الرؤية في شوارع بيروت والمناطق، وكادت أن تحجب عن اللبنانيين خبر اصطفائهم بين الدول الكبرى للمشاركة باجتماع فيينا حول سورية. دُعيَ لبنان كما إيران ومصر والعراق للانضمام إلى روسيا وأميركا، وغيرهما إلى الاجتماع.

دعوة لم تفرضها السلطة الغارقة بالنفايات العالقة بين فراغ رئاسي وقانون انتخاب. العاجزة عن تأمين رواتب موظفيها وعسكريّيها. المُغرِقة لمواطنيها بطوفان الشوارع والطرقات. إنّما دعوة فرَضها من طاف بدمائه لحماية لبنان وثبّته رقماً صعباً بين المعادلات.

دعوة وُجِّهت للبنان المقاوم. للبنان الممانع. للبنان المُضحّي بخيرة شبابه لحفظ الكرامات. لا للبنان المقامر بالأمن والسياسة، وربما أخيراً بالقضاء كُرمى لعيون أمراء الكبتاغون والمكرمات.

سيحضر لبنان اجتماع فيينا الجمعة كما كلّ الدول المدعوّة ستحضر. روسيا وإيران وأميركا والسعودية وتركيا على طاولة الحلّ السياسي للأزمة السورية، ولن يشوّش عليها من لا زال عالقاً عند تاريخ جنيف، وكأنه لا متغيّرات في السياسة والميدان.

وبالعودة إلى لبنان، تراجع البعض عن العنتريّات المنبرية والمراهقات السياسية إلى القراءة بالكتب الواقعية. عاد المستقبل إلى طاولة الحوار في عين التينة ليتنهّد مشنوقه الصّعداء ذلك أنها ليست المرّة الأولى التي يحتوي فيها حزب الله وحركة أمل صبيانيّات البعض، التي كادت أن تودي بالحوار.

«أن بي أن»

لبنان يعوم على النفايات ويغرق في بحر الأزمات. تتلاطم فيه الأمواج السياسية فيدفع الثمن المواطن الضحية. كادت خطة الوزير أكرم شهيّب تصل إلى خواتيمها غير السعيدة، كان سيشكّل الغد اليوم مفصلاً لإعلان عجز الدولة عن فرض الحل. لكن مساعي اللحظة الأخيرة أعادت الأمل بمعالجة الملف فقدّم الرئيس نبيه بري أفكاراً جديدة وجديّة اليوم أمس تتطلّب عقد اجتماع لمجلس الوزراء خلال 24 ساعة. فهل تتحمّل القوى السياسية مسؤوليتها؟

النفايات المتراكمة سدّت سُبُل الأمطار فطافت الشوارع، ولم تعد تستوعب الأنفاق كميات المطر الغزيرة التي تنهمر. نعمة السماء تتحوّل على أرض لبنان إلى نقمة فتزيد من أزمات اللبنانيين العاجزين عن إجبار السياسيين على حضور جلسات الحكومة ومجلس النواب.

الصرخة رفعتها هيئة التنسيق النقابية من عين التينة اليوم أمس وهدّدت بالعودة إلى الشارع وتنفيذ الاعتصامات والإضرابات. من حقّ الهيئة الاعتراض. مِن حق النقابيّين رفع الصوت. من حقّ المعلمين والموظفين المطالَبة بحقوقٍ مهدورة في الحسابات السياسية والمالية.

العسكريون والعناصر الأمنية الذين ينتظرون آخر الشهر من يوم ليوم لقبض رواتبهم يدفعون الآن ثمن عدم الاكتراث السياسي لمصالحهم. أشهر عدّة مضت لم يترك فيها وزير المال علي حسن خليل مناسبة إلا وطالب بفتح اعتمادات للرواتب في جلسة تشريعية. ردّوا بالتنظير المالي والادّعاء الإعلامي، وها نحن اليوم نصل إلى الاستحقاق: لا توجد رواتب كافية.

الأزمة ليست في السيولة المالية المتوافرة، بل في تشريع الصرف. المسألة دستورية قانونية بحْت كما قال وزير المالية، وليس لها علاقة بصراعات سياسية.

لا إيجابيات في لبنان إلا بحوار متواصل يلمّ الشمل ويشكّل حركة وحيدة قائمة في هذا البلد في ظلّ تعطيل المؤسسات. هذا ما استنتجه تقرير الأمم المتحدة عن لبنان.

منطق الحوار يتوسّع ليسود بين العواصم فتستعدّ الدول المعنية بالأزمة السورية لاجتماعات تتوزّع ما بين الخميس والجمعة في فيينا، وتحضرها إيران بطلب أميركي روسي. وهذا يشكّل عنصراً دافعاً للحلّ السياسي للأزمة السورية.

«او تي في»

قبل ساعات من نهاية المهلة التي حدّدها الوزير أكرم شهيّب لإطلاق خطّته لحل النفايات أو الانسحاب… وقبل موعد غد الخميس الذي بنى عليه تمام سلام موقفه، بالذهاب نحو المجهول… أو البقاء في موقع المشلول تحرّكت ماكينة الوساطات الجنبلاطية: ذهب الوزيران شهيّب وأبو فاعور إلى عين التينة. قال وزير الزراعة لرئيس المجلس: غداً سأجد نفسي مضطرّاً للتخلي عن المَهمة، وسأقول أنّ مساعي الحل اصطدمت بعدم توافر مَطمَر في البقاع. وذلك لحسابات مذهبية لا غير… لكن بري عكس البحث. وفاجأ شهيّب بالقول: «إنسَ مَطمَر البقاع. هم يقولون أنّ هذا المطمر هو لاستيعاب نفايات الضاحية. وأنّ كميتها نحو ألف طن يومياً وهي أساس الدافع إلى مطمر هناك. حسناً، أنا أتعهد لك باسمي وباسم حزب الله أننا نحن سنجد حلاً لنفايات الضاحية. فلا تُتعبوا أنفسكم ولا تُحرَجوا ولا نحرجكم».

وتابع بري: «لا أعرف الآن ماذا سنفعل بها ولا تسألني أين نضعها. لكنني أتعهّد أننا سنكون مسؤولين عن هذه الألف طنّ من النفايات. وبالتالي هذه الذريعة التي أوقفوا مطمر سرار بحِجّة أن لا مطمر شيعياً يُقابله، والتي عقدت مطمر البقاع بحجة أنهم لا يقبلون نقل نفايات بيروت إليها. هذه الذريعة نسحبها الآن من أيدي الجميع ونحلّها نحن. اذهبوا وقولوا لهم ذلك. وإذا كانت النيّات صادقة فلتستكمل عندها خطتكم. على هذا الأساس انتقل شهيّب وأبو فاعور إلى السراي. حيث انضمّ إلى سلام وزير الداخلية نهاد المشنوق. المهمّ أنّ البلد سيُمضي على ما يبدو ليلاً نفاياتيّاً طويلاً. على أمل أن يشرق عليه صباح مطامر وحلول. على عكس مساء الغرق في الأوساخ، كما تكرّر عصر اليوم أمس ، لمجرّد أن مرّت غيمة في سمائنا ونزلت قطرة على طرقاتنا.

«الجديد»

طوفان الشوارع قد يسيطر عليه عمال تسليك المجاري، لكن الطّوفان الحكومي لم يجد له مصفاة لتسليك المجاري السياسية فانسدّت قنواته، وتجمّعت أمطار من الصبر الطويل داخل السراي، ووقف الرئيس تمام سلام حائراً بين الاعتكاف والاستقالة والبقاء. تحاصره المياه لا يلوي على طوق نجاة. وإذا كان الطقس موعوداً بانفراجاتٍ غداً اليوم فإنّ الحالة الجوية فوق الرئيس سلام تُنبئ بخميسٍ غائمٍ ممطرٍ بالحراك، تعتريه مطبّات المطامر وسوء الرؤية في أزمة النفايات. وفي محاولة جنبلاطية لمنع انجراف التربة السياسية استُقدمت آليّتان من وزن وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب إلى السراي الحكومية مساءً تنقيباً عن مطمر بالشراكة الوطنية، لأنّ المشكل كما يقول شهيب: «كل مين ع مزبلتو صياح ولاحقاً انضمّ إلى الاجتماع الوزيران نهاد المشنوق وعلي حسن خليل، دخلت الرباعية الوزارية على سلام وهي على قناعة بأنّ الرئيس الصبور رح يضل مهدّي البال» على ما يقول وزير الصحة للجديد، ولمزيد من الإيمان، وصلت إلى سلام حزمة صبر جديدة مفعمة بالإيمان من صوب بكركي إذ توقّع البطريرك الراعي بأن يكون رئيس الحكومة غير متهوّر ليقدّم استقالته ويرمي البلد في المجهول. ومع فائق التقدير للصيانة التي قدّمها غبطته، فإنّ المجهول أرحم من المعلوم، والغامض باتَ أوضح من المُعلن، وشفير الهاوية أكثر عدلاً من هواة مسؤولية غير آبهين بمصير الناس، بصحّتهم وارتفاع النفايات من حولهم، بمشاريعهم الحيوية المعطّلة بين مجلسي نواب وحكومة، وبرواتب عسكريين ورجال أمن توقف عندها الزمن. فليكفّوا عن تحذيرنا من المجهول وعلاجنا بصبرهم الطويل ومداواة الأمراض المستعصية بالعقاقير المهدّئة. وهذا ينسحب على جلسات التشريع أيضاً، فلا ضرورة تعلو على قانون الانتخاب سواء من الاتفاقيات والهِبات، أو من قانون الجنسية وغيرها ممّا أسبغوها بمشاريع الضرورة. لكن أحداً في الدولة الفارغة لا تبدو على هيئته علائم انتخابات فلا المستقبل جاهز، ولا حزب الله وأمل يبادران، فيما العونيون يفلسفون الجلسة. وهنا يمكن الإشادة بموقف نواب القوات اللبنانية وحدهم الذين يعلنون الجاهزية للجلسات شرط أن تكون أولويتها قانون الانتخاب. وتعجيزاً يطرح الرئيس نبيه بري على الكتل 17 مشروع قانون انتخاب لدرسها قبل التوافق على بعضها وإدراجه على جدول الأعمال. وإذا ما وقع «النقار» السياسي خارج الجلسات فإنّ هذه القوانين ستحتاج إلى أكثر من سبع عشرة سنة لدرسها. فإذا كان رئيس المجلس ينوي على خير العمل التشريعي لماذا لم يطرح هذه القوانين على جدول أعمال أولى جلسات الضرورة القصوى ثمّ إقرارها وفقاً للطائف الذي يقول بالمحافظة على أساس النسبية. لكن أن يُؤجّل البحث إلى حين تصفية القوانين السبعة عشر فذلك كمن «يكبّر الحجر حتى لا يضرب به» وعلى أبعد تقدير فإنّ أسوأ القوانين الانتخابية ستكون أفضل مما نحن عليه من انهيار سياسي. مدعوّون إلى حلّ أزمات المنطقة في فيينا ونحن لا نمون على رفع زبالتنا من الشوارع.

«ال بي سي»

صدق الوزير غازي زعيتر عندما بشرنا الاثنين بأنّ الكارثة الآتية، في حال عدم اتخاذ أي موقف أو خطوة رسمية تجاه سيول الأحد، ستكون أكبر. وصدق الوزير علي حسن خليل عندما بشّرنا أنّ عدم قوننة الصرف سيؤدي إلى عدم نيل الموظفين الرسميّين رواتبهم فالأمطار هطلت اليوم أمس وأغرقت أحياء كثيرة في العاصمة وضواحيها. واستفاق العسكريون كذلك ليتفقدوا رواتبهم وإذ بها سراب. هؤلاء العسكريون هم من ناداهم أجود العياش ومن خلفه آلاف اللبنانيين ليقول: «هول الحرامية عم يسرقوك مثل ما عم يسرقوني» هؤلاء العسكريون هم من دافع عن قصور السلطة الفارغة من القرارات وعن زعماء فقدوا الصفة. زعماء يتقاذفون التّهم والمسؤوليات. يضعون في أولوياتهم قوانين وإن كانت محقّة فهي لن تعطينا لا ماء ولا كهرباء ولا تعليم، ولن تُزيل النفايات من شوارعنا. زعماء يواجهون مواطنين غارقين في الفقر يطالبون بأولوية وضع سلسلة الرتب والرواتب على جدول أول جلسة تشريعية، إنْ عقدت.

وبالرّغم من كلّ ذلك لم يعلن شباب الحراك المدني الحِداد، ولم يتّشحوا بالسواد، بل ارتدوا شاراتٍ بيضاءَ ووزّعوها على المارّة مُعلنين في الوقت نفسه اعتراضهم على السلطة وتمسّكهم بفسحة أمل، أمل سيُضيئون له الشموع عصر غد اليوم في مسيرة تجوب شوارع بيروت التي حوّلها الطاقم السياسي مدينة حزينة ووسخة. ساعات قليلة تفصل اليوم عن الغد، الغد الذي بشّرنا وزير الزراعة أنه إما يحمل حلّ أزمة النفايات وإلا!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى