اختبار مفاجئ لجاهزية سلاح الجو في أسطول البحر الأسود

بدأت قيادة أسطول البحر الأسود الروسي اختباراً مفاجئاً لجاهزية سلاح الجو البحري التابع للأسطول، إذ تشمل التدريبات توجيه ضربات مكثفة على أهداف ساحلية.

وأوضح متحدث باسم الأسطول أن مقاتلات «سو-30 إس إم» وقاذفات «سو-24- إم» تابعة لسلاح الجو البحري وجهت أمس ضربات بالصواريخ والقنابل إلى أهداف في ميدان «أوبوك» على الساحل الجنوب الشرقي لشبه جزيرة القرم.

وجاءت عمليات الرماية المكثفة بعد عملية استطلاع قامت بها طائرات «سو-24 إم إر» فوق مياه البحر وطوال الخط الساحلي لشبه جزيرة القرم.

وفي إطار التدريبات ذاتها، شاركت طائرات «بي-12» البرمائية ومروحيات «كا-27» المضادة للغواصات، شاركت في مهمة للبحث عن غواصة تابعة للعدو الافتراضي.

وفي السياق، وصفت مجلة «شبيغل» الألمانية الواسعة الانتشار الجيش الروسي بأنه الأكثر قوة في أوروبا، وأضافت أن الجيش الروسي الآن قد يكون أقوى من جميع جيوش الاتحاد الأوروبي مجتمعة.

وشددت المجلة الألمانية على أنه يتعين الآن على حلف شمال الأطلسي أن يأخذ في حسابه أن منافسا كفؤا ظهر له. ولفتت إلى أن روسيا أعادت بناء جيشها بشكل جذري، وأعطت الأولوية في التحديث للقوات النووية، مشيرة كذلك إلى أن موسكو تميزت حتى في الأسلحة التقليدية.

وذكرت المجلة الألمانية أن قدرة الروس على إقامة «منطقة حظر» بسرعة، هو ما يقلق بشكل خاص العسكريين الأميركيين، مضيفة أن موسكو بإمكانها، على سبيل المثال، منع «الناتو» من الوصول إلى بحر البلطيق أو البحر الأسود باستخدام الصواريخ المضادة للسفن.

من جهتها، أكدت مصادر عسكرية في واشنطن وحلف شمال الأطلسي أن روسيا توصلت إلى قدرات هائلة في إدارة الحرب الإلكترونية وأن جميع الطاقات الغربية لا تساوي 10 في المئة مما لديها.

وقال الجنرال بين خوجيس قائد قوات «الناتو» البرية في أوروبا، إلى أن الأميركيين يجهلون قدرات روسيا الفعلية في خوض الحرب الإلكترونية، مضيفاً أن قدرات الجيش الروسي في هذا المجال مذهلة، إذ يمتلك خلافاً لنظيره الأميركي تشكيلات خاصة تعنى بإدارة الحرب الإلكترونية، وأن التشكيلات الروسية هذه قادرة على تعطيل شبكات اتصال قيادات العمليات وإدارة القوات المعادية.

أما لوري باكهوت الرئيس السابق لدائرة الحرب الإلكترونية لدى القوات البرية الأميركية فقال: «مشكلتنا الرئيسية على هذا الصعيد، تكمن في أننا لم نشتبك مع روسيا طوال بضعة عقود في أي حرب تشويش مباشرة، الأمر الذي يجعلنا جاهلين كيفية المواجهة في حال نشوب حرب كهذه معها. نحن نفتقد إلى التكتيك وتسلسل الخطوات، وغير مهيئين أبدا للقتال في ظل اتصالات مشلولة».

وأضاف: «لدينا استخبارات جيدة، وباستطاعتنا التنصت على مدار الساعة، إلا أن قدراتنا في تعطيل اتصالات العدو لا تساوي 10 في المئة مما لدى الجيش الروسي في هذا المجال».

الى ذلك، أشارت صحيفة «New York Times» في تعليق بهذا الصدد إلى قلق «البنتاغون» الكبير حيال النشاط الملحوظ الذي تبديه الغواصات والسفن الروسية في الآونة الأخيرة.

وكتبت أن ما يثير توجس واشنطن بشكل خاص، اقتراب هذه السفن والغواصات من كابلات الانترنت والاتصال الليفية التي تربط الولايات المتحدة بالعالم. ولفتت الصحيفة النظر إلى ما أعلنته واشنطن أخيراً عن إطلاق برنامج خاص يهدف إلى كسر هذا الخطر، لكنها أشارت إلى أنه سيستغرق تطبيقه 12 عاماً.

ونقلت عن مصادر استخباراتية وعسكرية أميركية مخاوفها إزاء احتمال إقدام روسيا على قطع هذه الكابلات في حال احتدام التوتر أو نشوب نزاع بينها والغرب.

وعبرت مصادر الصحيفة عن قلقها تجاه سيناريو كهذا، مشيرة إلى خطره الكبير على الولايات المتحدة والغرب نظراً إلى أن قطع الإنترنت والاتصالات سينعكس على أداء الحكومات والأعمال والمواطن العادي.

وأعادت الصحيفة ومصادرها إلى الأذهان سفينة «يانتار» الروسية عندما أبحرت بمحاذاة الساحل الشرقي للولايات المتحدة قاصدة كوبا في أيلول الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدرها، أن السفينة الروسية المذكورة التي تؤكد روسيا أنها مخصصة لبحوث في جغرافيا المحيط، ليست إلا «سفينة تجسس» وأنها أنزلت إلى الأعماق في رحلتها المشار إليها جهازي غوص عميق، عاينا كابلات إنترنت واتصالات تمتد إلى قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية.

أشار مايكل سيكريست الخبير في العلاقات الدولية في بحث أعده حول نقاط ضعف كابلات الأعماق إلى أن ما يقلق «البنتاغون» في نشاطات روسيا، أنها وعلى ما يبدو، تبحث عن مواضع الضعف في الكابلات الممتدة في الأعماق السحيقة لتعطيلها لدى الضرورة، نظراً لتعذر إصلاحها أو الكشف عن الجزء المعطل منها، بما يشل اتصالات الخصم ويعميه ويصمه.

وذكر سيكريست في بحثه، أنه لن يتعذر على روسيا كشف مواقع الكابلات السرية المستخدمة في الاتصالات البحرية الأميركية، وذلك استناداً إلى أن أماكن الكابلات المدنية معروفة وغير محاطة بالسرية، ما سيسهل عليها مهمة البحث.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى