يوم أرثوذكسيّ في ضهور الشوير تكريماً للمطران إسبيريدون وإحياءً لذكرى أسد رستم
كرّم اللقاء الأرثوذكسي، المطران إسبيريدون خوري مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، كما أحيا ذكرى مؤرّخ الكنيسة الأنطاكية الدكتور أسد رستم، وذلك في فندق «سنترال» ـ ضهور الشوير
جاء ذلك خلال «يوم أرثوذكسي» دعا إليه اللقاء، وحضره رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ممثلاً بالدكتور ربيع الدبس، النائب غسان مخيبر، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الوزراء السابقون: بشارة مرهج، عادل قرطاس، ويعقوب الصراف، النائب السابق يوسف المعلوف، ومدراء عامون وقضاة ورئيس بلدية ضهور الشوير ـ عين السنديانة خليل مجاعص، السيناتور الأميركي السابق سام زاخم. كما حضر المطارنة: أنطونيوس شدراوي، الياس كفوري، سيرجيو عبد، بولس صليبا، والأسقف قسطنطين كيال، والأرشمندريت أرسيني ممثلاً البطريرك كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا للروم الأرثوذكس لدى الكرسي الأنطاكي وعدد كبير من الكهنة، وحشد أرثوذكسيّ كبير.
بدأ اليوم الأرثوذكسي بإحياء ذكرى الدكتور أسد رستم، وتحدثت بالمناسبة رئيسة اللجنة الثقافية في اللقاء الدكتورة أمل ديبو والدكتور لميا رستم شحادة، والدكتور نبيل خليفة والأب جورج برباري والأب إبراهيم سروج.
أبو فاضل
كما احتفل اللقاء بتكريم المطران إسبيريدون خوري. واستهل التكريم بكلمة أمين عام اللقاء النائب السابق مروان أبو فاضل فقال: «نرحّب بكم بِاسم اللقاء الأرثوذكسي في هذه البلدة الخلابة التي أنجبت كباراً شمخ بهم لبنان والعرب، نرحّب بكم في ضهور الشوير بلدة المؤرّخ الكبير الدكتور أسد رستم الذي احتفلنا بذكراه اليوم، وأنطون سعاده وخليل حاوي ونعمة يافث وأمين ضاهر خير الله ونجيب مشرق، كما رفيقتنا الغالية رانيا بو خير رحمها الله.
يسرّنا في هذا النهار، أن نتظلّل براعٍ كبير، محبّ وودود، معطاء وخدوم، المطران إسبيريدون خوري، الذي ذاب في كنيسته حبّاً بسيّدها والنهضويّ البنّاء في أبرشيته وفي البقاع.
إن الأرثوذكسيّة هي حركة وجود ساطع، وإباء لامع، وانفتاح جامع، لا تتقوقع على ذاتها، ولا تطلب شيئاً لنفسها بمعزل عن الآخرين، مثلما ترفض تجاهلهم تراثها وموجودتيها ونضالها المستمدّ من هويّتها العربيّة والمشرقيّة».
وشدد أبو فاضل على أن «الأرثوذكسيّة ممدودة فوق هضاب المشرق وسهوله ووديانه وساحله، فلا يمكن لهذا المشرق أن يكون بلا كينونتنا أو يصير بلا صيرورتنا أو يتكوّن بلا رؤيتنا فحذار المسّ بوجودنا. نحن جزء أساس من هذا الوجود، نحن قوم حملنا مشعل القدس الشريف في وجه الحركة الصهيونيّة ولا نزال، لأنّ القدس قدسنا، ونرفض مع الأخوة الأرثوذكس الفلسطينيين العرب حركة البيع المتمادية للأوقاف من قبل بطريرك القدس، ونأيه للأساقفة والكهنة والمؤمنين العرب عن المواقع القياديّة، ونشدّ على أياديهم في هذه المواجهة».
كما استنكر أبو فاضل اعتداء بطريرك القدس بمسعى صهيونيّ على الكنيسة الأنطاكية في قطر، وطالب العالم الأرثوذكسيّ استعادتها ضمن دائرة الكرسيّ الأنطاكيّة المقدّسة.
وأوضح أبو فاضل: «اليوم، نحمل لواء المواجهة في لبنان وسورية في وجه القوى التكفيريّة العاملة على تمزيق بنياننا، وتشتيتنا، والتي بالأمس طاول إرهابها وإجرامها حاجزاً أمنيّاً في ضهر البيدر، حاصدة القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء، وهي عينها التي، ومنذ سنة ونيّف، خطفت مطرانين لنا تفرّد اللقاء الأرثوذكسيّ إلى جانب الإخوة في الرابطة السريانيّة، بإحياء هذه الذكرى الأليمة، كانت علامته الفارقة حضوراً شعبيّاً حاشداً ومتضامناً مقابل احتجاب صامت وغير مبرّر للإكليروس».
وأكد أبو فاضل: «نحمل لواء المواجهة مع تلك القوى لأننا مؤمنون باللحمة المسيحيّة ـ الإسلامية التي من شأتها ترسيخ المواطنة العربيّة ترسيخاً متيناً. فلذلك كان وقوفنا في وجه مشروعها في معلولا وصيدنايا ووادي النصارى».
وقال أبو فاضل: «ما يهمنا في لبنان، وفي ظلّ تلك الظروف الدقيقة، أن نعيد الاعتبار إلى عمق الثقافة الميثاقيّة انطلاقاً من قراءتنا مفهوم النظام السياسي في لبنان، لقد طالب اللقاء الأرثوذكسيّ بالمناصفة الفعليّة ممرّاً إلزامياً لإلغاء الطائفية السياسية، من خلال الأسباب الموجبة لمشروعه الانتخابي، والتي أضحت اليوم مشروع قانون على جدول أعمال المجلس النيابي، حيث لنا قريباً معه صولات وجولات جديدة».
وأضاف: «والجانب الملحّ من قراءتنا، يستدعي إبطال الشغور. إذ لا يمكن لنا كمسيحيين ولبنانيين أن نبقى أسرى هذا الفراغ بانتظار بلوغنا تسوية يقودها الآخرون على حسابناk نحن المتشوقين لرئيس قادر يمثلنا في تطلعاتنا وآمالنا، ويبطل مبدأ التهميش الحارق لنا».
وحول انعقاد مؤتمر الوحدة الأنطاكية في البلمند، طالب أمين عام اللقاء المؤتمرين «بالتعبير عن حقيقتنا الثابتة بالمعنى السياسي والبنيوي، والخلوص إلى وثيقة جدية تتلاقى وهواجسنا جميعاً في خضمّ المتغيرات العاصفة في المنطقة، وتواكب طموحنا مؤكّدة مشاركة المؤمنين في العمل الرعائي الكنسي والمؤسساتي والتربوي، بعيداً عن أيّ انعزال أو انغلاق، بعيداً عن التمييز بين الغني والفقير، إذ إنّ لكل أرثوذكسي الحق بالتعلّم والطبابة والرعاية في رحاب مؤسساته بلا منّة من أحد».
خوري
وفي الاختتام، تحدث المتروبوليت إسبيريدون خوري شاكراً اللقاء على تكريمه فقال: «نجتمع اليوم في رحاب هذا المكان العزيز على قلبي جداً، معكم يا أعضاء اللقاء الأرثوذكسي لنثر الشكر والعرفان على صنيعكم وإبداعاتكم فلكم منّي التحية أجزلها والمحبة أصدقها شكر من القلب أبعثه ليصل إلى قلوبكم جميعاً».
ودعا المطران خوري الجميع إلى الصلاة من أجل السلام في العالم وفي الشرق الأوسط الذي يتمزّق من جرّاء الحروب والتهجير المتعمّد، خصوصاً لمسيحييه. والصلاة للبنان الذي يفتقد إلى الأرثوذكسية، «أعني الاستقامة، في التعاطي مع كل الأمور والملفات العالقة، وربما أهمهما انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ الذي ساد كل المؤسسات، لأنه ببساطة نابع عن فراغ قلوب اللبنانيين من المحبة».
دروع
وكان أمين أبو فاضل قد قدّم درعاً تذكاريةً إلى أسد رستم تسلمّته ابنته الدكتورة لميا شحادة رستم. كما قدّم درعاً تكريميةً إلى المطران إسبيريدون خوري، وتسلّم منه كتاباً لخّص حياة المطران في أبرشيته، وبالمناسبة تلقّى أبو فاضل أيقونة القديس إيليا من الأرشمندريت أرسيني ممثل بطريرك موسكو وكل روسيا للروم الأرثوذكس لدى الكرسية الأنطاكية. وتجدر الإشارة إلى أن جوقة أبرشية زحلة وبعلبك للروم الأرثوذكس كانت قد واكبت الاحتفال بتراتيل خاصة بالمناسبة.