مجمع السريان الكاثوليك دعا إلى تفعيل المصالحة الوطنية
دعا أساقفة كنيسة السريان الكاثوليك الأنطاكية في ختام مجمعهم السنوي في المقرّ البطريركي، برئاسة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، إلى توطيد الاستقرار في لبنان، وتفعيل المصالحة الوطنية، و تطويق النزاعات بالحوار الإيجابي، و انتخاب رئيس للجمهورية.
وثمّنوا دور الجيش اللبناني وقوى الأمن، مطالبين «بإطلاق الأسرى من العسكريين وكلّ المحتجزين ظلماً».
وجدّد الأسقافة نداءهم إلى القيادات الوطنية والسياسية في العراق، لحلّ المشاكل والخلافات العالقة بين الكتل عن طريق الحوار والتفاهم. كما ناشدوا قادة الدول الكبرى المعنيّة بشؤون العراق، مؤازرة جيشه للإسراع في تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى، كي يعود أهلها إلى بيوتهم ويعيشوا في سلام وأمان، مطالبين بضمانات دولية من الأمم المتحدة، ومن الحكومة المركزية وإقليم كردستان، لتأمين العيش المشترك الآمن، بين المسيحيّين والمكوّنات الأخرى بعد العودة، والتعويض عمّا خسروه من ممتلكات ومؤسسات. كما طالبوا برعاية المهجَّرين وتلبية احتياجاتهم، داخل الوطن وخارجه.
ورفَع الأساقفة صلاتهم من أجل السلام في فلسطين، ودُعاءهم من أجل وضع حدّ للاقتتال في سورية، مناشدين الدول «ولا سيّما المعنية مباشرةً بالصراع، إيقاف الحرب وسلوك طريق التفاوض لإيجاد حلول سلمية سياسية». واستصرخوا «الضمير العالمي لتفضيل خير الشعب السوري على إرادات الغلبة والدمار، وإتاحة فرص الإغاثة والبناء لوطن جريح يريد استعادة عافيته».
وطالبوا بتحرير جميع المخطوفين والرهائن من الخابور والقريتين وسائر المناطق، مجدّدين نداءهم لإطلاق سراح المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، والكهنة المخطوفين منذ أكثر من سنتين.
وإذ دانَ المجتمعون الأعمال البربرية التي قام بها تنظيم «داعش» بتفجير المعالم الأثرية والحضارية التي هي جزء من تاريخ سورية والعراق، أكّدوا وقوفهم مع بقاء المسيحيين المشرقيين صامدين في أوطانهم، وتأييدهم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وسائر المكوّنات.
قمة روحية
وعقدت قمة روحية مسيحية في ختام السينودوس في حضور السفير البابوي غابريال كاتشيا وعدد من بطاركة الكنائس الشرقية أو ممثلين عنهم.
وبعد كلمة ليونان تحدث البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي فأشار إلى أن «منطقة الشرق الأوسط ولبنان يعيشان هموماً كبيرة»، وقال: «تحدثت عن هذه الهموم في خلال مشاركتي في مؤتمر كراكوفيا وفي روما وميلانو، وقلت أمام كل من التقيتهم، ألا يتحدث أحد أن المسيحيين موجودون في هذا الشرق كمجموعات صغيرة وأفراد، فنحن كنيسة المسيح الموجودة في الشرق، هذه الكنيسة ليست أقلية ولا أحد يجب أن ينظر الينا كأقليات، بل كيف يجب المحافظة على كنيسة المسيح في هذا الشرق وهي خميرته».
وأسف لأن «لغة هذا الشرق هي لغة الحرب والدمار وانتهاك قدسية الحياة البشرية، في وقت هو بحاجة إلى إنجيل يسوع المسيح، إنجيل السلام والأخوة الحرية وكرامة الشخص البشري».
أضاف الراعي: «الفكرة الثانية التي ركزت عليها هي أن الدول الأوروبية لا تخدمنا عندما تحاول تقاسم النازحين، فقلت لهم انتم تبحثون كيف تحافظون على هويتكم الأوروبية من خلال اتحاد الدول الأوروبية وهذا موضوع شائك عندكم. ونحن نقدّر الشعور الانساني ولم نقفل أبوابنا، بل نقف إلى جانبهم من الناحية الإنسانية، ولكن عليكم الانتباه إذ أن الأبواب مفتوحة لمجيء المسيحيين والمسلمين المعتدلين. فالحرب لم تدمّر فقط الحجر إنما الهوية، ونحن هويتنا عشناها مع المسلمين 1400 سنة في ظروف صعبة وسهلة، ولكن خلقنا هوية مشتركة وخلقنا الإعتدال من خلال حياتنا المشتركة».
وتابع:»قلت لهم إذا كنتم تريدون مساعدتنا، فطالبوا بانهاء الحرب، فصوت واحد هو صوت البابا فرنسيس ينادي بوقف الحرب من خلال إيجاد الحلول الديبلوماسية والسياسية والكف عن الاتجار بالسلاح، فيعود الأهالي إلى أراضيهم ونساعدهم أينما هم، لأنهم اذا تركوا أرض الشرق لن يعودوا، فنحن أبناء هذه الأوطان ووضعنا الأساس المسيحي لكل بلدان الشرق الأوسط ولسنا دخلاء انما نحن أصيلون».
وتطرق الراعي الى الداخل اللبناني فقال: «في قلبنا جرح بليغ، ونأسف كيف أن الكتل السياسية والنيابية تتصرف، ونحن نعمل مع البطاركة والسفير البابوي داخليا وخارجياً لحل الأزمة».