صباحات

أجمل النور الصباح، وأحلا الطيب الياسمين، وأمّ النور والطيب دمشق.

ـ يروي إيف سان لوران أنه أجاب على سؤال عن سبب الفارق بين سعر ربطة العنق التي يصنعها عن كلفتها كثيراً. فقال: لأنني راكمت اسماً يمنحكم شعوراً خاصّاً عندما تلبسون ما ننتج. وأتقاضى منكم ثمن هذا الشعور. وهذه هي القيمة المضافة.

ويقول الصباح: الصداقة هي القيمة المضافة الأغلى في حياتنا عندما ننجح في منح أصدقائنا شعوراً مميّزاً بالفرح والفخر والرضا والفائدة الروحية والنفسية أننا جزء من حياتهم… كلما اتّسعت دائرة الذين يبادلوننا هذا الشعور، زادت قيمة إحساسنا بالنجاح في الحياة.

وقال الصباح: هل تعتبرونني من الأصدقاء الذين يمنحنوكم شعوراً كهذا كي أثابر على البقاء في حياتكم، لأنه يحزنني أن تنظروا إليّ باعتباري مجرّد من يؤدّي واجباً؟ فعبّروا عن فرحكم بالضوء الذي أنثره في نهاراتكم، ومثلها عبّروا لأصدقائكم وأحبتكم أنكم فرحون بوجودهم في حياتكم. فالكلمة الطيبة التي لا تقال، حرمان من حق، وواجب التعبير عن الفرح أكبر من حق التعبير عن الغضب؟

تمنحنا الحياة فرصة اختبار الحقائق والمعارف، وتسمى خلاصاتها خبرة. لكننا نصرّ أن نعلّم أولادنا ما تعلّمنا ليبدأوا حياتهم وتكوين خبراتهم من حيث ابتدأنا لا من حيث انتهينا. وهذا هو أحد أسباب عدم تقدّمنا. فخبرة السنوات العشرين تصير خبرة سنة معادة عشرين مرة، وهكذا تعيد بلداننا الأزمات ذاتها كلّ جيل وتقع في المصائب ذاتها وتصاب بنقاط الضعف ذاتها، وتعيد إنتاج الروايات ذاتها إنما بأبطال جدد وأدوات وفّرتها التكنولوجيا أشد فتكاً في النفس والروح والجسد والعمران. وفي تجاربنا الحياتية يعيد أولادنا إنتاج الأخطاء ذاتها ويقولون تعلّمنا، لكنهم لا يعلّمون أولادهم ما تعلّموا، فيعيدون الكرّة من حيث نحن كنّا… الذاكرة الفردية والجماعية تعني تراكم الخبرات لا رواية المآسي والبطولات.

صباحكم رائحة الياسمين. يعرف السوريون أنّهم يدافعون عن دولة لن تدعهم يصحون وصباحهم رائحة نفايات… صُوَر أمس للاسكندرية وبيروت… ودمشق بعد خمس سنوات حرب.

بيني وبين فيروز رفقة لا تنتهي… وقلبي عجوز والعاشق مشتهٍ… فقلت له الأذن أرقى الحواس اسمع كلام الناس كلهم سيوف الحق… لكن يا أذن تنبّهي ويا عقل اعتبر، فالباطل غالباً بسيوف الحق ينتصر.

قلبي زهر الليمون ووطني نور العيون. وما بقي من العمر كمشة تراب. لكن الرأي بعنفوان يلاقي السحاب. أوراق الخريف تصير صفراء. وحده ربيع النصر أوراقه خضراء. نمضي بما تبقّى من عيون لا تلتفت إلى وراء… لا وقت للعتاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى