قبسٌ من حبّ
سحريّ غامض ذاك النور الخفي، واصلنا بالوجود! منّا من لا يراه، ولا حتى يشعر به، فيسير رحلته محفوفة بالعتمة، وينفق كنوزه، في ظلالها القاتمة، من دون جدوى…
ذلك أنه طمس النواة الكامنة فيه، مانعاً عنها البزوغ، فتكاثف الظلام وبات اختراقه أكثر عسراً. ومنّا من يرى ذاك الضياء لوناً واحداً، فهو لم يعتد على الآفاق جلّ ما أدركه، ما اجتازه من دروب ضيقة، لم تحظَ بغير الخافت من البريق، وربما لم يكن هو ليعلم أن بين حدَّي الحياة ثمة ما هو جديرٌ بالبحث أصلاً!
وآخرون لا يرون ذاك القبس فحسب، إنما يستنيرون بأطيافه على اختلافها، وتنوّعها، وتماثلها، وحتى على تباينها، وهم لا يحيون إلا به! هؤلاء فقط لا يغفلون عن إلقاء التحية على مرآة نفوسهم الشفافة كل صباح، فتشرق في قلوبهم وعيونهم معادلة الحياة الحقّة: الصدق لا تلوّثه الشوائب، والحبّ الصافي لا يكسره الحقد!
سحر عبد الخالق