اكتشاف معالم أثريّة ومعماريّة مهمة في مواقع جبلة
اللاذقية ـ سلوى سليمان
كشفت الأعمال التنقيبية التي قامت بها دائرة آثار جبلة خلال الموسم الماضي في عدد من المواقع الأثرية مثل عين سالم وقلعة المينقة وقمة نيبال وتل التويني عن أهمية هذه المواقع وغناها بالمعالم الأثرية والمعمارية. ويشير مدير اثار اللاذقية المهندس إبراهيم خير بك إلى أن أعمال التنقيب التي جرت في موقع عين سالم أسفرت عن اكتشاف جدران كنيسة وغرفة عثر بداخلها على موقدين يعودان إلى العصور الوسطى، بالإضافة إلى مجموعة كسر فخارية ملونة ومزججة وبعض السرج المكسرة بألوان متعددة وكسر زجاجية صغيرة وقطعة من الزجاج السميك خضراء اللون مجوف من قطعتين دائريتين وكانت تستخدم غالباً لتعبئة العطور وعلى مجموعة من القطع المعدنية معظمها من الحديد والبرونز.
أشار خير بك إلى أنه اكتشفت في المواسم السابقة للموقع نفسه لوحة من الفسيفساء تعتبر من أشهر اللوحات المكتشفة في الساحل السوري وتعود إلى العصر البيزنطي وتحتوي رسوماً لإحياء بحرية وأخرى لحيوانات برية مصنوعة من حبيبات او مكعبات حجرية بألوان مختلفة عثر بجانبها على قاعدة عمود إسطوانية. ولفت مدير الآثار إلى أنه عُثر في الجهة الشرقية على نقد برونزي وهو عبارة عن فلس مصنوع من البرونز أحيط بكتابات تدل على مكان وتاريخ صنعه عام 538-539 ميلادية وصورة للملك البيزنطي جستينيان.
تركزت أعمال التنقيب بالنسبة إلى موقع قلعة المينقة، بحسب خير بك، في قسمها الجنوبي الغربي على توضيح معالم مجمل الوحدات المعمارية التي تم الكشف عنها في مواسم سابقة، والكشف عن عناصر معمارية جديدة ذات امتداد للعناصر المعمارية السابقة، إضافة إلى وجود مجموعة من الكسر الفخارية لقدور وأباريق عليها زخارف هندسية عشوائية ذات ألوان متعددة.
أهمية أعمال التنقيب الأثرية في قلعة المنيقة هي في نظر مدير آثار اللاذقية فهم طبيعة المنشآت المعمارية البعيدة عن التحصينات الأساسية الواقعة في الأقسام الشمالية الشرقية منها، والتي أظهرت وجود بعض الوحدات المعمارية التي كانت تستخدم لأغراض سكنية أو خدمية تؤرخ للنصف الثاني من القرن الثالث عشر والرابع عشر للميلاد.
كشفت أعمال التنقيب التي جرت في موقع قمة نيبال، بحسب ما يوضح خير بك، عن بقايا معمارية محيطة ببناء المعبد والمخطط الكامل للعناصر المعمارية وصولاً إلى أساسات المعبد واكتشاف المصطبة الممتدة تحت مستوى الأساس والعثور على بقايا جدارين يمتدان في اتجاه شمال غرب ويمثلان جزءاً من بناء يعود إلى فترة قديمة، مع بعض البقايا غير واضحة المعالم من حجارة الغشيم. ولفت إلى أن دراسة الكسر الفخارية الأولية تبين وجود طبقة استيطان تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد وعلى الأرجح خلال تلك الفترة التي حدث فيها حريق أدى إلى تدمير موقع قمة نيبال كاملاً وتم في الفترة الرومانية تأسيس البناء على أنقاض الفترة السابقة.
الهدف من أعمال التنقيب التي تمت في موقع تل التويني بحسب خير بك الكشف عن محاور الطرق الفرعية في التل وربطها مع الطريق الرئيسي الذي كشف عنه في مواسم سابقة ويتجه نحو المعبد، بالإضافة إلى السويات الأثرية المتتالية والمؤرخة وفق التسلسل الطبقي العام لتل التويني، وتبدأ بالسوية السطحية. كما تم الكشف عن مجموعة من الكسر الفخارية المنتشرة في أماكن التنقيب كافة التي تعود إلى فترات عديدة ومختلفة، وبعضها إلى عصر الحديد الثاني والثالث والعصور الهلينستي والروماني والبيزنطي والمملوكي والعثماني.
أضاف أنه كشف في السويات الأثرية الفينيقية الباكرة من الحديد الثالث والفينيقية المتأخرة والمتوسطة والمبكرة من الحديد الثاني عن مجموعة من الوحدات السكنية المعمارية التي تشكل المخطط التنظيمي للموقع وأعيد استخدامها في المراحل اللاحقة، إضافة إلى العثور على مجموعة من الكسر الفخارية وبعض المخلفات العظمية ومشغل للحياكة وحرف صناعية أخرى دلت على طبيعة الأعمال التي كانت تمارس في الموقع.