شعراء وأدباء يتحدّون الأزمة في «مهرجان يا مال الشام الثقافيّ»

دمشق ـ محمد الخضر وشذى حمود

تتواصل فعاليات مهرجان «يا مال الشام الثقافي» في دمشق القديمة، كاشفاً مدى اهتمام الأدباء والشعراء بتحدث الأزمة، وتوافدهم من أنحاء سورية لتشكيل باقة ثقافية هي عنوان الشعب السوري وحضارته.

وحول استمرار الفعاليات يقول مدير المهرجان أحمد كنعان: «إن المهرجان في أيامه الأخيرة بدأ يأخذ خطاً بيانياً متطوراً في نوعية المشاركات التي يقدمها الأدباء السوريون، حاملة هموم أهلهم وناسهم بأجناس أدبية مختلفة وفقرات فنية مسرحية قدمتها فنانات شابات»، لافتاً إلى بعض المشاركات العربية التي عبّرت عن عاطفة الوقوف بجانب الشعب السوري.

الفنانة ليزا ميخائيل عبّرت في زوايتها «نافذة على المسرح» عن صمود الشعب السوري ضد الجهل والتخلف والقتل وحمل السلاح غير الشرعي، من خلال نص مسرحي عنوانه «الذكاء العاطفي» قدمته بعاطفة المرأة السورية التي تحمل هموم وطنها وتداعيات أزمته.

أما الشاعر حسن الراعي فقدم قصائد شعرية متنوعة تباينت بين أسلوب الشطرين والتفعيلة، مستخدماً الايحاءات الشعرية والبنى الفنية الراقية التي تشير إلى وجود موهبة شعرية متطورة وواعدة مثل قصيدته «قليلة كالبحر أنت» قائلاً فيها: «لي في ارتعاش الموج لؤلؤة… تطل على ابتهال الشوق… تبتكر انفلاق البحر عن حورية تصغي الى قلبي… وتعطي وجهها لدمي».

الشاعرة جمال طنوس عبرت عن حالة امرأة عاشت تجارب اجتماعية عديدة في حياتها انعكست على عواطفها وتكوينها الشعري فكان نصها حبات ضياء وجسد مشاعرها النفسية وتأثرها بالطبيعة الجميلة. تقول: «أعيش كما الفصول… تتوالى حياتي… لاثبات نوافذ مفتوحة للريح يدفئني الصيف… أتعرى في الخريف… وأغرق في حضن الشتاء… واستسلم لنسغ الربيع… يكسوني حللاً ما يشاء».

في نصه «المنديل المعطر» يتناول الشاعر الإعلامي سامر محمد البشلاوي مرحلة اجتماعية يختبرها الشباب في عمر معين فيصارعون الحب أو يوفقون بينه أحلامه وآلامه، منتقياً لخلجاته بوحاً نثرياً على هذا النحو: «ما بين زهر وزهرة… أحبك أنثى… وما بين عطر راحل وعطر آت… يأسرني عطرك… أرى في طياته بوح ثغر… يخبرني عنك».

الشاعرة سنا هايل صباغ التزمت في نصوصها النثرية بحب الشام وتمكنت من بلوغ مستى شعري لافت لامتلاكها رؤى وعواطف اجتمعت فيها عواطف شعب يريد أن يرمز إلى سورية بالشام ويعتبرها بداية العالم ونهايته فهي الوطن الأغلى. تقول في نصها «شام»: «ما حاجتي إلى سجادة صلاتي… والطهر يصعد من رباك والثرى… ما حاجتي إلى بوصلة تحدد اتجاه الريح… وأنت القبلة عندي… وأنت سدرة المنتهى».

يحاكي نص ابتسام الحروب «عرس السماء» الشهيد في عظمته وسموه، في نص شعري يتراوح بين الرمز والمباشرة. تقول: «عاد العريس مكلّلاً بدمائه… أماه لا تتألمي فالمجد جاء ووقفت أرثي ها هنا… قلبي أنا… أرثي أحاديث المساء». إلى قصيدة «حكاية» للشاعر محمد حسام القداح وتحمل الكثير من الدلالات، علماً أن الشام تحتل مكانة أثيرة لدى الشعراء نظراً إلى ما فيها من جمال ليس في سواها. يقول: «لي أرض الشام… الحكاية… تنبثق المعجزات في حضرتها… تحيا بعد موتها الكلمات يقف التاريخ… ينادي بعضه… ها هنا قد بعثت… من ها هنا كانت البداية».

عن رأيه في المهرجان يقول الكاتب مرهف زينو إن «مهرجان يا مال الشام» في أحد جوانبه هو تأكيد على الهوية الحضارية لسورية ولدمشق وتأكيد على ارادة الحياة لدى السوريين إذ شارك فيه عدد ليس قليلاً من الأدباء الذين عبروا عن الحب والفرح في سورية وانتصارها على كل من يحاول النيل منها». كما يقوم المهرجان بحسب زينو عدداً من المواهب من مختلف الأنواع والأعمار، بفضل الرعاية والعناية الخاصة من التلفزيون العربي السوري وقناته الأولى التي تساهم في التعريف بالمهرجان وعرض فعالياته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى