محاربو الصحراء يسطّرون التاريخ في ليلة خضراء
حسن الخنسا
انطلقت أمس الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة بلقاءٍ جمع بين بلجيكا وروسيا، وتفوقت الشياطين البلجيكية على الدب الروسي لتفوز بهدفٍ نظيف وتتصدر مجموعتها برصيد 6 نقاط، ومن خلفها المنتخب الجزائري الذي حقق فوزاً عريضاً على كوريا الجنوبية برباعية لهدفين.
تغلب محاربو الصحراء على كوريا الجنوبية بنتيجة 4-2 في اللقاء الذي جمعهما ضمن مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثامنة، ليحتل المركز الثاني في المجموعة.
بدأ الجزائريون المباراة بطريقة هجومية، وكاد ياسين براهيمي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الرابعة من المباراة لولا أن ذهبت كرته فوق المرمى، في لقطة صاحبها احتجاج من الجزائريين على استحقاقهم ركلة جزاء بسبب احتكاك مع فيغولي.
الدقائق الأولى كان فيها ارتباك كوري واضح، فخسروا أكثر من كرة من دون أي ضغط، وظهر ميلهم لارتكاب الأخطاء للتعامل مع الاستحواذ والضغط الجزائري.
وشهدت الدقيقة 26 من عمر اللقاء الهدف الأول للأخضر عبر مهاجمه سليماني الذي استفاد من تمريرة رائعة لكارل مجداني ضربت العمق الدفاعي الكوري، ليركنها إسلام في المرمى. وبعد دقيقتين من إحراز الهدف الأول، كان رفيق حليش مع الموعد في ركلة ركنية حولها رأسية قوية داخل المرمى هدفاً ثانياً للجزائر، معلناً رغبة المحاربين بالذهاب بعيداً هذه المرة في المونديال.
وقرر عبد المؤمن جابو أن يحسم اللقاء مع الكوريين، وفعل ذلك في الدقيقة 38 مستفيداً من تمريرة إسلام سليماني ليسجل الهدف الثالث، قاضياً على الحلم الكوري.
مع بداية الشوط الثاني، ارتكب مجيد بوقرة خطأ بالرقابة على صن هيونغ من، ليسجل الأخير هدف فريقه الأول في الدقيقة 50.
الهدف المبكر في الشوط الثاني أعاد للكوريين ثقلهم، وضغطوا ولعبوا بحيوية أفضل مما بدأوا فيها المباراة، وظهر جلياً حاجة الجزائريين لنوع من ردة الفعل، وهو ما كان في الدقيقة 62 مع فاصل تمريرات رائعة بين فيغولي وبراهيمي أنهاها الأخير بهدف رائع.
بعد هدف براهيمي، عادت نار كوريا لتنطفىء وهدأ حماسهم، وعادت المبادرة جزائرية من دون خطورة تذكر في الدقائق العشر التالية لهدف براهيمي، لكن الدقيقة 72 شهدت عودة كورية مع تسجيل كو غا شويل هدفاً ثانياً لفريقه وسط سوء تغطية دفاعية.
واستطاع المحاربون المضي بالمباراة إلى طريق الأمان وبفارق جيد سيفيدهم في حسابات التأهل في المباراة المقبلة.
بلجيكا تقتنص الفوز من الدبّ الروسي
اقتنص المنتخب البلجيكي فوزاً في الوقت القاتل من بين أنياب الدب الروسي بهدفٍ دون رد، في اللقاء الذي جرى على ملعب ماراكانا العريق ضمن الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثامنة في المونديال البرازيلي، وحصدت بلجيكا النقاط الثلاث لتتصدر مجموعتها وتضمن تأهلها إلى الدور الثاني.
سجل هدف اللقاء الوحيد البديل ديفوك أوريجي قبل لحظات على نهاية المباراة، وبهذا الفوز حصد البلجيكيون بطاقة التأهل للدور الثاني.
جاء الشوط الأول جيد المستوى حيث تبادل المنتخبان السيطرة والفرص، أراد البلجيكيون فرض سيطرتهم على أجواء المباراة لكن ما إن بدأ المنتخب الروسي تهديداته الأولى حتى تعادلت الكفة.
استهل الروسي فيكتور فايزولين المساحة حول منطقة الجزاء وأطلق كرة قوية كان لها الحارس كورتوا بالمرصاد. حاول «الشياطين الحمر» الاعتماد على الأطراف التي أشغلها هازار وميرتينس وكان الأخير مصدر الخطورة الحقيقية عندما اخترق منطقة الجزاء وسدد الكرة بوضع صعب لتمر بجانب المرمى.
ظل الأداء البلجيكي المعتمد على تناقل الكرات بين فيلايني ودي بروين مع فيتسل منقوصاً من الحرية جراء الضغط الذي مارسه نظرائهم، مما جعل من ظهور لوكاكو صعباً، وعلى عكس ذلك كان التهديد الروسي واضحاً للجميع، حيث كرر ماكسيم كانونيكوف اختبار الحارس كورتوا بكرة قوية تعامل معها العملاق بحضورٍ جيد.
وظل الجناح الأيمن دريس ميرتينس مميزاً بسرعته في الانطلاق فاخترق منطقة الجزاء، ولكنه آثر التسديد على المرمى ليكون أكينفيف حاضراً. واختتم الشوط على مشهد روسي كان الأخطر، كرة عرضية داخل المنطقة أرسلها ماكسيم كانونيكوف تصل إلى ألكساندر كوكورين فحولها برأسه لتمر بجانب القائم.
في بداية الشوط الثاني، مضى المنتخب الروسي في تفوقه وسيطرته على منطقة وسط الملعب، واستمر في تهديد مرمى كورتوا بالكرات العرضية والتسديدات القوية، في ظل عدم قدرة المنتخب البلجيكي على مجاراته والوصول إلى منطقة مرماه بالشكل الذي قد ينتج عنه الخطورة، ليتدخل مدربه فيلموتس مجدداً ويخرج الحاضر الغائب لوكاكو ليحل محله ديفوك أوريجي، فنجح الأخير في استغلال تمريرة رائعة من هازارد وسددها بقوة داخل شباك أكينفيف، معلناً عن تقدم بلجيكا في الدقيقة 88 ، لينتهي اللقاء بفوز الشياطين بهدفٍ دون رد.
ميسي ينقذ التانغو من الكمين الفارسي
عانى منتخب التانغو في اللقاء الذي جمعه مع نظيره الإيراني ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة التي تضم نيجيريا والبوسنة والهرسك أيضاً. وقاد البرغوث الأرجنتيني ميسي منتخب بلاده إلى فوزٍ بشق الأنفس على منتخب إيران بهدفٍ نظيف، ليضمن راقصو التانغو تأهلهم إلى الدور الثاني من العرس العالمي.
سجل ميسي قبل دقيقتين على نهاية اللقاء الذي جمعه وإيران على ملعب «جوفيرنادور ماغاليس» في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية. وعجز نجوم التانغو عن اختراق الدفاعات الإيرانية في الشوط الأول، بالرغم من سيطرتهم على مجريات اللعب. ولم يشكل رباعي الهجوم المرعب، النجم ليونيل ميسي وسيرخيو أغويرو وأنخل دي ماريا وغونزالو هيغوايين أي خطورة تذكر على مرمى الخصم باستثناء الكرات الثابتة وخاصة الركنية.
واستمرت معاناة لاعبي التانغو في الشوط الثاني أيضاً، إذ واصلوا هجومهم لكن دون فاعلية، بينما اعتمد الإيرانيون على الدفاع المحكم والهجمات المرتدة.
لكن القائد ميسي تمكن في الوقت الحرج من إنقاذ منتخبه من كمين إيران حينما سجل هدف اللقاء الوحيد له في الوقت القاتل، بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، مودعاً الكرة في الزاوية اليسرى البعيدة من المرمى الإيراني.
كلوزه ينقذ المانشافت ويعادل رقم الأسطورة رونالدو
سجل كلوزه الهدف الثاني للمانشافت في مرمى غانا لينقذ الألمان من خسارة موجعة أمام غانا في ثاني مباريات الفريقين ضمن المجموعة السابعة على ملعب كاستيلاو في فورتاليزا. وكانت اللقاء قد انتهى بالتعادل بهدفين لكل منهما، سجّل هدفا ألمانيا كل من ماريو غوتزه 51 وميروسلاف كلوزه 71 ، وهو الهدف الخامس عشر لكلوزه ليعادل رقم الأسطورة رونالدو، بينما جاء هدفا منتخب غانا عن طريق أندريه أيوو 54 وأسامواه جيان 63 .
كانت بداية اللقاء جيدة حيث هاجم المنتخب الألماني محاولاً تهديد المرمى الغاني، فيما رد منتخب النجوم السوداء الذي صنع التهديد الأول في الدقيقة 13 إثر تسديدة أطلقها كريستيان إتسو تعامل معها مانويل نوير.
بعد مرور 6 دقائق على بداية الشوط الثاني، افتتح منتخب ألمانيا التسجيل إثر كرة عرضية عميقة من توماس مولر إلى داخل منطقة الجزاء قابلها القادم من الخلف ماريو بتسديدة رأسية ارتطمت بعدها الكرة بقدمه ودخلت المرمى.
ولكن فرحة المنتخب الألماني دامت ثلاث دقائق فقط إذ عادلت غانا النتيجة بعد كرة عرضية من هاريسون أفول إلى داخل منطقة الجزاء ارتقى لها أندريه أيوو وتابعها برأسه في المرمى على يمين الحارس الألماني مانويل نوير الذي تلقى هدفاً آخر في الدقيقة 63 بعدما خطف سولي مونتاري الكرة ومررها إلى أسامواه جيان الذي دخل منطقة الجزاء وسدد بقوة في المرمى.
ووضع هدف التقدم الغاني الضغط على أبناء المدرب يواكيم لوف الذين تقدموا إلى الأمام بحثاً عن هدف التعادل وكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 71 بعد ركلة ركنية من باستيان شفاينشتايغر ارتقى لها بينيدكيت هوفيديس وحولها برأسه نحو البديل ميروسلاف كلوزه الذي كان في المكان المناسب ليتابع الكرة في المرمى ويسجل هدف التعادل.