روسيا تدخل التاريخ من بوابة نزع الأسلحة الكيماوية
اعتبر أحمد أوزومجو المدير العام للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أن برنامج روسيا للتخلص من أسلحتها الكيماوية وإتلافها سيدخل التاريخ من أبوابه العريضة.
وعبر في مراسم إغلاق موقع «ماراديكوفسكي» للأسلحة الكيماوية في بلدة ميرني في مقاطعة كيروف الروسية عن سعادته الكبيرة بالفرصة التي أتيحت له لحضور هذا الحدث المهم، وقال: «هذا حدث فريد من نوعه. البشرية سخرت جهوداً جبارة في صناعة وسائل الحرب والدمار وعكفت على زيادة طاقاتها التدميرية، والأسلحة الكيماوية شكلت خطراً أحدق بالإنسانية طوال قرن من الزمن».
وأضاف المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن «الأحداث في سورية والعراق أظهرت أثر الأسلحة الكيماوية وقدرتها على إزهاق أرواح الأبرياء»، وتابع: «نحن اليوم شاهدون على نجاح غير مسبوق، حيث أننا لم نعتد على إحراز نجاحات متكررة على هذا الصعيد، ونلمس إصراراً كبيراً لدى روسيا على وضع حد للأسلحة الكيماوية، بما تحمله هذه العملية من صعوبات ومخاطر. التقيد بالمعايير والمواصفات أفضى في بعض الحالات إلى تأخير في المواعيد، إلا أنه وكما قال ليف تولستوي فإن النجاح يكمن في الصبر والوقت، وهذا ما هو مطلوب عملياً».
وعبر أوزومجو في المناسبة عن ثقته التامة بأن برنامج روسيا الناجح هذا سيدخل التاريخ، وأنه إنجاز عظيم على مسار نزع الأسلحة الكيماوية والتخلص منها. وأشار إلى أن هذا يؤكد قدرة العالم إذا ما توفرت الإرادة السياسية، على التخلص من هذا السلاح الفتاك.
من جهته، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في تعليق على هذا الحدث أن التخلص من الأسلحة الكيماوية في العالم أمر محتوم لا عودة عنه. وقال: «إنني على يقين تام بأن إتلاف الترسانات الكيماوية القتالية في العالم، أمر محتوم لا عودة عنه، إذ أن البشرية قد قطعت شوطاً طويلاً قبل التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. نواصل منذ تبنينا الاتفاقية تسخير أقصى الجهود لتنفيذ التزاماتنا والتوصل إلى تعميم هذه الاتفاقية بشكل شامل في العالم».
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن البشرية قد أدركت أخيراً حقيقة أن الأسلحة الكيماوية، سلاح همجي معاد للإنسانية، وأنه ينبغي أن يصبح القتال باستخدام أسلحة من هذا القبيل ضرباً من الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا قد تخلصت حتى الآن من 92 في المئة من الأسلحة الكيماوية الموروثة عن الاتحاد السوفياتي، على أن تنتهي بالكامل من إتلاف ترسانتها في فترة أقصاها عام 2022، أو ربما قبل.
وشيد الموقع الكيماوي في بلدة ميرني عام 1953 ليمتد على مساحة 195 هكتاراً وكان يحتوي على أكثر من 40 ألف قنبلة ورأس كيماوية، مثلت زهاء 17,4 في المئة مما كان لدى روسيا من أسلحة كيماوية.