تجدّد المعلومات عن حُلم «داعش» بمرفأ طرابلس

يوسف المصري

ما تمّ تسريبه قبل أيام من معلومات منسوبة إلى جهاز غربي عن اغتيالات قد يشهدها لبنان خلال المرحلة المنظورة، اعتبرتها جهات أمنية وازنة في لبنان أنه يعوزها الجدية. ولفتت الى أنّ سياق هذه المعلومات كان ورد قبل أشهر عدّة عبر وسيلة إعلام عربية، وحينها لم يتمّ التأكد من رزانتها.

وبرأي هذه المراجع فإنّ الخطر الأمني على لبنان لا يزال يتفاعل ضمن احتمالين اثنين أحدهما عالي الوتيرة والثاني منخفض، ولكنه لا يزال وارداً:

ــــ الأول هو أن يكون هناك انعكاس سلبي لاهتراء كلّ من الأداء الاقتصادي والأداء السياسي على الاستقرار الأمني النسبي الموجود حالياً في لبنان.

ـــ الثاني هو استمرار تواتر المعلومات المتّسمة بنسبة معقولة من الموثوقية، عن أنّ «داعش لا يزال مصرّاً ضمن أجندة أهدافه الاستراتيجية على الحصول على منفذ بحري لها. ويقع ميناء طرابلس ضمن لائحة المنافذ التي تفكر بها. وكان تعاظم احتمال هذا السيناريو بعد سيطرة «داعش» على مدينة تدمر السورية أيار الماضي. وساد أنّ هدف «داعش» من الوصول إلى تدمر ليس السيطرة على هذه المدينة بحدّ ذاتها، بل استخدامها كنقطة انطلاق استراتيجية نحو مجموعة أهداف أخرى يريدها، ومن بينها الوصول عبر ريف حمص، الى شواطئ شمال لبنان أو تحديداً إلى طرابلس، ليصبح ميناؤها هو منفذها البحري المنشود.

وبعد التدخل الروسي العسكري في سورية، تعاظمت هذه المخاوف، انطلاقاً من فرضيتين:

ـــ الأولى تفيد بأنّ تشديد الضغط العسكري من الجو والبرّ على «داعش» داخل سورية قد يدفعه للهروب عسكرياً والتمدّد باتجاه شمال لبنان.

ـــ الثانية تتمثل بأنّ «داعش»، بعد سلسلة التدابير العسكرية السورية مضافة إليها مفاعيل عاصفة السوخوي فقد حلمه بالسيطرة على موانئ بحرية موجودة في الساحل السوري، ما يجعل طرابلس خياره المتبقي لتنفيذ هدفه الاستراتيجي بالحصول على منفذ بحري.

ورغم كلّ الأسباب الآنفة، إلا أنه لا يزال ينظر إلى إمكانية حصول غزوة من «داعش» باتجاه طرابلس بمثابة «احتمال متدني الوتيرة». ولكن رغم ما تقدّم، تلاحظ هذه الجهات الأمنية أنّ القصف الروسي المتّسم بالكثافة والعنف، يجري في شقٍّ منه، في مناطق سوريّة قريبة من الحدود اللبنانية، الأمر الذي يحتم على لبنان مواكبة سير التفاعلات التي يحدثها هذا القصف على الأرض، بدقة، والتحسّب لإمكانية حدوث موجة هروب للمسلحين إلى أراضيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى