كيري أكد دعم مصر على كل الأصعدة
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مغبة عدم تدارك الأوضاع في العديد من دول المنطقة، والتي تنذر بامتدادها إلى دول أخرى في المنطقة، وربما خارجها أيضاً، أخذاً في الاعتبار أن عدداً لا يستهان به من المقاتلين الأجانب منخرط في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة.
ونوّه الرئيس المصري خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى أنه يتعين الانتباه الى كيفية اعتناق هؤلاء المقاتلين للفكر التكفيري في دولهم الأصلية، مستغلين في شكل سلبي أجواء الحريات التي تتيحها القوانين المعمول بها.
وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن كيري أكد أثناء اللقاء الذي اتسم بروح إيجابية بناءة، حرص بلاده على علاقاتها التاريخية المهمة بمصر واصفاً إياها «بالاستراتيجية»، وأنها مهتمة بنجاح مصر التي تمثل ربع سكان العالم العربي وحدها، وبكل ما لها من مكانة وثقل في العالم العربي، فضلاً عن دورها في إرساء واستقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن كيري قد أعرب خلال اللقاء، الذي دام ما يزيد على ساعة ونصف الساعة، عن اهتمام بلاده بدعم مصر على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية، وذلك مع اهتمام موازٍ بأوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية، فيما أكد السيسي أن مصر عازمة على المضي قدماً في استكمال إنجازات استحقاقات خريطة المستقبل، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن البدء في إجراءات عقد الانتخابات البرلمانية قبل الثامن عشر من تموز المقبل.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الخطر الذي يشكله تنظيم «دولة العراق والشام» الإرهابي يهدد الجميع في المنطقة وخارجها رافضاً الانتقادات الموجهة لإدارته بالمسؤولية عن الفوضى في العراق بعد غزوها له.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره المصري سامح شكري عقب لقائه الرئيس السيسي إن «التنظيم المذكور يتبنى أيديولوجية تقوم على العنف والقمع وهو تهديد ليس فقط للعراق بل للمنطقة بأسرها ونحن في لحظة حرجة وعلينا حث القادة العراقيين على تجاوز الاعتبارات الطائفية والتحدث إلى الجميع».
ودعا كيري القادة العراقيين إلى تجاوز الانقسامات وتشكيل حكومة وحدة، مشيراً إلى أن بلاده «لا تسعى لاختيار أو انتقاء أياً كان لحكم العراق بل على الشعب العراقي أن يختار قادته».
وأشار كيري إلى أن دولاً كثيرة في المنطقة ولا سيما ليبيا والعراق تواجه تحديات نتيجة تصدير الإرهاب والتطرف إليها متناسياً أن إدارته هي المسؤولة عن انتشار هذا الإرهاب والتطرف من خلال الدعم المباشر الذي تقدمه للمجموعات الإرهابية في سورية وغير المباشر الذي يقدمه وكلاؤها الإقليميون في الخليج وتركيا للإرهابيين عبر تجنيدهم وتمويلهم وتدريبهم وإرسالهم إلى سورية عبر حدود الدول المجاورة.
وأشار كيري إلى أن زيارته مصر تأتي بهدف التأكيد على أهمية الشراكة التاريخية بين الطرفين وعلى التزام واشنطن بتحقيق مصر النجاح بعد ثلاث سنوات صعبة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك توافقاً أميركياً – مصرياً حول أهمية حشد الطاقات للتصدي للتحديات التي تحدق بالمنطقة وما لها من آثار وانعكاسات على السلم والأمن الإقليمي والدولي ولا سيما الاضطرابات القائمة في ليبيا والعراق وسورية وتعثر جهود السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وهو ما يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون والتواصل المستمر بين الولايات المتحدة ومصر.