الراعي: الدولة بلغت حالة تُنذِر بالانهيار الكامل بسبب الفراغ الرئاسي وتعطيل المجلس والحكومة

حيّا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي جمعيات الناشطين البيئيين لافتاً إلى أنّ الدولة بلغت حالة تُنذر بالانهيار الكامل، بسبب قساوة قلوب كلّ الذين تقع عليهم مسؤولية إحداث الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى.

جاء ذلك خلال عِظة قدّاس الأحد، الذي أقامه الراعي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، واستهلّها بالإعراب عن ألمه لضحايا الطائرة الروسية التي سقطت أول من أمس على أرض سيناء، بعد إقلاعها من شرم الشيخ في مصر، مُعرباً للسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين عن مواساته وتضامنه بالصلاة مع أهلهم، راجياً أن ينقلها إليهم وإلى السلطات المدنية وإلى بطريرك موسكو، وكل روسيا كيريل.

وقال: «عالمنا بحاجة إلى رحمة، وقد ازدادت فيه ضحايا الحقد والبغض والنزاعات والحروب والتشريد والخطف، والاعتداءات على الحياة البشرية وعلى المواطنين. العائلة تحتاج إلى رحمة. المجتمع يحتاج إلى رحمة. الكنيسة تحتاج إلى رحمة. الدولة تحتاج إلى رحمة من المسؤولين السياسيين والإداريين».

ورأى أنّ «الدولة اللبنانية بلغت حالة تُنذر بالانهيار الكامل، بسبب قساوة قلوب كل الذين تقع عليهم، سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، مسؤولية إحداث الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى منذ سنة وستة أشهر، وبالتالي تعطيل عمل المجلس النيابي، وشلّ مهمّات الحكومة، وإغراق البلاد في النفايات، وقهر المواطنين، وتجويعهم، وتهجيرهم، وحجب رواتب العسكريين، وإهمال مطالب المتظاهرين المُحقّة وحملتهم ضدّ الفساد، وسرقة المال العام، وحلّ قضية النفايات التي تشوّه وجه لبنان الطبيعي والثقافي. وإنّا نحيّي جمعيات الناشطين البيئيين ولا سيّما «فرح العطاء» على المبادرة في توضيبها، وتجنيب الأهالي وباءها».

و تطرّق إلى الأوضاع في المنطقة، وقال: «بلدان الشرق الأوسط: فلسطين والعراق وسورية واليمن وسواها، بحاجة إلى رحمة تدخل قلوب حكام الدول، محلياً ودولياً، فيوقفوا الحرب، ويكفّوا عن تجارة السلاح، وعن مساندة المنظمات الإرهابية، ويبحثوا بروح المسؤولية والتجرّد عن الحلول السلمية السياسية للنزاعات، ويوطّدوا السلام العادل والشامل والدائم على أُسس ثابتة، ويعملوا جاهدين على إرجاع النازحين والمهجَّرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، والتعويض عن خسارتهم، وضمانة حقوقهم كمواطنين».

بعد القدّاس، التقى الراعي في صالون الصرح المهنّئين بعودته إلى لبنان.

من جهة أخرى، أبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن إلى الراعي، معزّياً بالمطران يوسف ضرغام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى