الكشف عن المخطط الإرهابي في لبنان أحبط محاولة تفجير الفتنة وقوى 14 آذار تستمر في سياسة التعمية بدلاً من التحلي بالمسؤولية الوطنية

تبرز أصداء الاتفاق الإيراني الغربي بقوة حول الملف النووي، فهذا الاتفاق هو تحول نوعي كبير كما هو تحول في الخريطة السياسية الإقليمية والدولية، لأن له تأثيراً كبيراً وحاسماً في الملفات الكبرى، في حين، يدخل التفاهم الإيراني الأميركي في مرحلة جديدة من نوعها، فهو يقوم على تحالف مصلحي بين إيران وأميركا في مواجهة عدو مشترك، إذ بات واضحاً لدى الغرب أن إيران دولة قادرة من خلال قوتها الإقليمية في التأثير والبت في القرارات السياسية الدولية.

المنطقة تواجه مشروعاً يسعى إلى تفكيك الشعوب العربية من خلال اقتطاع جزء من الجغرافيا العربية بطريقة مشابهة لنشأة الكيان «الإسرائيلي»، لكن على رغم ذلك، ما زال هناك أمل في إقامة التسويات في المنطقة بمساعدة قادة حلف المقاومة بدءاً من تفكيك مشروع «داعش» في العراق.

من جانب آخر، بدأت العصابات الإرهابية داخل مخيم اليرموك تشعر بالضعف وتعاني نقصاً في الغذاء والدواء، لذا باتت أمام خيار لا مفر منه وهو القبول باتفاق التسوية، خصوصاً أن الحسم في المخيم تأخر لوجود الأهالي لأن الجيش السوري لا يريد إراقة دماء الأبرياء.

في هذا الوقت، فإن المشهد العراقي يؤشر إلى وجود مؤامرة سعودية أميركية تستهدف تقسيمه وعدم السماح له بتأييد محور المقاومة من خلال محاولة تفجير صراع سني شيعي، وذلك لإضعاف دور محور المقاومة في الشرق الأوسط، في سياق المخطط الأميركي «الإسرائيلي» الهادف لإشغال الشعوب العربية بمشاكلها الداخلية وذلك لإبعادها عن القضايا الكبرى التي تشكّل التحدي الأكبر بالنسبة لها، وفي مقدمها خطر الاحتلال الصهيوني والهيمنة الاستعمارية الأميركية على المنطقة.

في سياق متصل، ينعكس فشل المشروع الصهيوني بوضوح على قرارات قادة الكيان الصهيوني الذين يحاولون الهروب من مأزقهم باتجاه التحضير لشن عدوان على غزة، في محاولة منهم لرد الاعتبار بعد سقوط مخططهم في سورية.

إلى ذلك، جاء المؤتمر القومي العربي الذي عقد في بيروت ليؤكد جملة من الثوابت، وأبرزها التشديد على وحدة الأمة والتمسك بالقضية الفلسطينية والتأكيد على مبادئ الحريات والمواطنة والديمقراطية والالتزام بخيار المقاومة في المنطقة، فهذا المؤتمر يرفض خيار الأرض مقابل السلام، لأن هذه الأرض هي أرض عربية لا يمكن المساومة عليها.

أما المجموعة الإرهابية التي ضبطت منذ أيام في فنادق الحمرا في بيروت وكانت تخطط لأعمال إرهابية خطيرة، تبين أنها تستهدف إشعال فتنة مذهبية في البلاد من خلال محاولة اغتيال دولة الرئيس نبيه بري، حيث كانت هذه المجموعات تحضر لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف مهرجاناً كان سيشارك فيه الرئيس بري، غير أن هذا المخطط الخطير الذي كان يهدد الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في البلاد لم تتعامل معه قوى 14 آذار بمستوى من المسؤولية الوطنية بل راحت كعادتها تستغل ما حصل لمواصلة سياسة التعمية والتضليل التي دأبت عليها من خلال الإصرار على توجيه الاتهامات إلى سورية بالوقوف وراء الانفجار الذي حصل على حاجز قوى الأمن في ضهر البيدر في محاولة مكشوفة للإساءة إلى سورية التي تواجه الخطر الإرهابي على أراضيها، لا سيما تنظيمات القاعدة الإرهابية من أمثال «داعش» وجبهة النصرة وكتائب عبد الله عزام وغيرها من التنظيمات الإرهابية المدعومة أميركياً وخليجياً، والتي أصبحت بفضل هذا الدعم تشكل تهديداً خطيراً لأمن لبنان ودول المنطقة وصولاً إلى الدول التي دعمتها. أما الانقسام العامودي في لبنان لن يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما هناك مطامح لدى الرئيس سعد الحريري في الوصول إلى رئاسة الوزراء لذلك يريد وصول رئيس قوي للتكامل معه، غير أن القوى الخارجية تمنع اتفاق الأطراف لانتخاب رئيس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى