الموسيقيّة راما البرشة: أطمح إلى تعريف السوريين أكثر بآلة الفيولا
محمد سمير طحّان
تطمح الموسيقيّة الشابة راما البرشة إلى أثبات نفسها كعازفة فيولا صولو، محترفة ومميزة، بعد تخرّجها مؤخراً من المعهد العالي للموسيقى، عبر تحضيرها حالياً للخطوة الأولى في مشوارها الموسيقيّ الاحترافيّ بحفل ستقدّمه نهاية تشرين الثاني الحالي، لجمهور «دار الأسد للثقافة والفنون» في مهرجان العزف المنفرد.
وعن طموحها ومشروعها الفني تقول راما: بدأت العزف من عمر الخامسة على آلة الكمان في المركز الثقافي الروسي، ثم انتقلت إلى آلة الفيولا مع دخولي معهد صلحي الوادي للموسيقى، واستفدت من الأجواء الثقافية والموسيقية في المنزل بسبب عمل والدتي في المعهد العالي للموسيقى، ودراسة والدي في روسيا.
وتتابع: بعد تخرّجي من المعهد العالي للموسيقى هذه السنة، أطمح إلى تعريف المجتمع السوري أكثر إلى آلة الفيولا وإمكانيتها، لأنها آلة غربية أوركسترالية وآلة صولو، ولكنها شبه غائبة عن حفلات الصولو.
وأشارت إلى أنها خاضت تجربة التدريس مبكراً منذ كانت طالبة في المعهد العالي للموسيقى، فعملت مساعدة للخبيرة الروسية مارينا إنسيموفا في معهد صلحي الوادي، وهي اليوم أستاذة في هذا المعهد ومساعدة أستاذ في المعهد العالي للموسيقى. وعن هذا تقول: عملت الخبرات التي اكتسبتها عبر السنين ومن عدّة أساتذة، على تنمية حسّ المسؤولية لديّ، وكيفية التعامل مع الطفل أو الشباب في أعمار مختلفة. وأجد أن الموسيقيّ البارع هو من يستطيع إعطاء ما عنده من خبرات ومعلومات لغيره مع ما فيه من متعة متعبة وتحدّي الوصول للنتائج المرغوبة.
وتوضح عازفة الفيولا في أوركسترا «ماري» أن الأزمة في سورية أثّرت على الموسيقيين السوريين وعلى العملية التدريسية والتدريبات والفعاليات بسبب قذائف الغدر التي يطلقها الإرهابيون على دمشق، على رغم أن هذه الظروف شكّلت بالنسبة إليها دافعاً للاستمرار بالدراسة والتمرين، لإيمانها أن هذه الأزمة إلى زوال وأنّ أبناء سورية سيتمكّنون من إعادة إعمارها بالثقافة والفنّ والعلم.
وتتابع راما: خلال الحرب على سورية، افتقدنا الكثير من المواهب والموسيقيين بسبب السفر، مع أن هؤلاء يثبتون إمكاناتهم الفنية والموسيقية بما يقدمونه من أعمال موسيقية في مختلف بلدان العالم، ما يساهم بالتعريف خارجياً بموسيقانا إلى جانب عمل الموسيقيين السوريين داخل سورية لتطوير العمل الموسيقيّ ورفع سويته.
وتلفت راما إلى حاجة الفرق الموسيقية والأوركسترات السورية اليوم إلى الدعم، لأنه لا يمكن أن يقوم العازف أو المؤلف الموسيقي بعمله إذا لم تُتَح له مقوّمات العمل والاستمرار والتطور.
وعن عملها مع أوركسترا «ماري» بقيادة المايسترو رعد خلف تقول: كنت عضواً في هذه الأوركسترا منذ تأسيسها. وهذا المشروع أثبت للمجتمع السوري والعالم مقدرة النساء السوريات على العمل الموسيقي المجهد والصعب، لتشكل العازفات في أوركسترا «ماري» ركناً في المستقبل الموسيقي في سورية. معتبرة أن هذه الفرقة تساهم في تطوير سوية العمل الأوركسترالي في سورية وتعطي الفرصة لعازفاتها ليكنّ في المستقبل عازفات متميزات.
وترى الموسيقية الشابة أن النجاح مرتبط بالمؤهل الشخصي والخبرة المتراكمة وعملية الصقل المستمرة للموهبة بالتدريب، بغضّ النظر عن الظروف.
وعن حال المعهد العالي للموسيقى قالت: أفتخر أنني خرّيجة هذه الأكاديمية الموسيقية الأولى في سورية، التي آمل أن تتوفر لها الظروف والوسائل اللازمة والمزيد من الخبرات والإمكانيات لتعميق دورها سواء في التأهيل الأكاديمي أو رفد الحياة الموسيقية بمزيد من الموسيقيين ونشر الثقافة الموسيقية.
وتابعت راما: هناك ضرورة اليوم لعودة المعهد إلى تمكين علاقاته الثقافية السابقة للاستفادة من خبرات وتجارب أكاديميات الموسيقة العالمية على رغم أن الطاقم الأكاديمي في المعهد يبذل جهوداً كبيرة في ظل ظروف صعبة، ويأخذ على عاتقه مهمة استمرار المعهد بمهمّته الأكاديمية والموسيقية.
وتختم الموسيقية الشابة حديثها بالتعبير عن تفاؤلها بمستقبل الموسيقى في سورية وتقول: وجود المعهد العالي للموسيقى ومعاهد وزارة الثقافة الموسيقية في المحافظات إلى جانب «دار الأسد للثقافة والفنون» والفرقة السيمفونية الوطنية وأوركسترا «ماري» وعددٍ من الروافد الموسيقية الإبداعية التي تغني الحياة الموسيقية، إلى جانب العمل الجاد للموسيقيين السوريين، كل ذلك يشكل حافزاً للتفاؤل في القادم من الأيام.
يشار إلى أنّ الموسيقية راما البرشة من مواليد عام 1991، التحقت بمعهد صلحي الوادي للموسيقى المعهد العربي، وتخرّجت منه ثم انضمّت إلى المعهد العالي للموسيقى وتخرّجت منه من صف الأستاذ عمر أبو عفش عام 2015. لها مشاركات مع عدد من الفرق الموسيقية، وهي عازفة في الفرقة السيمفونية وأوركسترا «ماري» النسائية، نفّذت ورش عمل في الأردن ولبنان وإيطاليا وشاركت في حفلات في سورية والإمارات العربية المتحدة ولبنان وعُمان والأردن.