لافروف: يجب تنفيذ هدنة أوكرانيا على الأرض وليس إعلانها
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود بديل لاتفاق وقف إطلاق النار في مناطق شرق أوكرانيا، والذي يجب تنفيذه على الأرض فوراً وليس فقط الإعلان عنه، مؤكدا ً دعم بلاده للجهود الرامية إلى إقامة حوار وطني شامل في أوكرانيا.
وأكد لافروف في مؤتمر صحافي في يريفان أمس، أنه يمكن إيجاد حل لقضية شكل نظام الحكم في أوكرانيا، وضمان الحقوق المتساوية لجميع المواطنين في مناطق البلاد كافة من خلال المفاوضات فقط، مؤكداً أنه لا يمكن حل الأزمة في أوكرانيا باستخدام القوة.
وقال :»إن استخدام القوة لن يسمح بتحقيق تسوية سياسية دائمة للأزمة». وأكد الوزير الروسي أن أولوية بلاده في الأزمة الأوكرانية تتمثل في إنقاذ الأرواح وليس لها طموحات جيوسياسية.
و كان لافروف بحث مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير ضرورة تحقيق حل عادل لـ «قضية الغاز» بين موسكو وكييف، حيث أشار بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، أن وزيري الخارجية الروسي والألماني «تناولا في مكالمتهما الهاتفية دور منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة في أوكرانيا، وضرورة إيجاد الحل العادل لـ «قضية الغاز» وعقد مشاورات بين موسكو وكييف وبروكسل بأسرع وقت ممكن لتحليل تداعيات توقيع اتفاق الانتساب بالأحرف الأولى بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي».
وأضافت الخارجية الروسية ، أن الجانبين أشارا إلى «ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار الدائم في أوكرانيا كشرط لا غنى عنه، لبدء اتخاذ خطوات فعلية بهدف إقامة حوار بين سلطات كييف وممثلي المحتجين في جنوب شرق أوكرانيا».
وأعلنت المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبي سيفعل كل ما بوسعه لدعم خطة الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لإحلال السلام في أوكرانيا.
وقالت آشتون بعد وصولها إلى لوكسمبرغ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم أمس، إن المهمة الرئيسية للاجتماع تتمثل في تحليل الوضع في أوكرانيا على أساس معطيات وزير خارجية أوكرانيا بافيل كليمكين، وأكدت أنها ستبحث الأزمة الأوكرانية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بروكسل اليوم الثلاثاء.
وفي هذا الاطار، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن فرض عقوبات على روسيا يتوقف على رد موسكو على «خطة بوروشينكو»، مشيراً إلى أن القمة الأوروبية التي ستعقد في بروكسل يومي 26 و27 حزيران، مستعدة لفرض العقوبات على روسيا. وأعرب عن أمله في أن مجلس الاتحاد الأوروبي سيدعم بقوة خطة الرئيس الأوكراني، واصفا هذه الخطة بأنها أفضل وسيلة لإحلال السلام في أوكرانيا.
وفي السياق، ناقش نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو آفاق تنفيذ خطة السلام التي اقترحها الأخير، حيث أفاد المكتب الصحافي للبيت الأبيض أن بايدن رحب أثناء المكالمة الهاتفية مع بوروشينكو بإعلان كييف وقف إطلاق النار من جانب واحد في 20 حزيران، وعبّر عن قلقه من أن قادة قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا لا يؤيدون هذه الخطوة. كما أجرى تقويماً عاليا التزام بوروشينكو بإجراء المناقشات في شكل «الطاولات المستديرة» مع القادة المدنيين في شرق بلاده.
وفي هذا الاطار، قال الرئيس الأوكراني إن قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا «لا تزال تهاجم القوات الأوكرانية بما في ذلك باستخدام المدفعية»، في حين أكد بايدن أن بلاده «تتعاون بشكل وثيق مع شركائها في مجموعة السبعة لإعداد العقوبات الجديدة ضد روسيا إذا لم تتخذ موسكو خطوات» تطالب الدول الغربية بها.
وذكر البيت الأبيض أن مجموعة السبعة دعت روسيا خلال لقائها في بروكسل أوائل الشهر الجاري إلى «الاعتراف بنتائج الانتخابات وإنهاء سحب قواتها المسلحة من الحدود الأوكرانية ووقف نقل الأسلحة والمسلحين عبر الحدود، واستخدام تأثيرها بين قوات الدفاع الشعبي لدفعهم إلى نزع سلاحهم والتخلي عن العنف».
و اقترح اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي على قيادة بلاده فرض عقوبات على واشنطن، وتعليق التعاون الثنائي معها في مجالات أمنية حساسة، ردا على العقوبات الأميركية.
وقال بوشكوف أمس، إنه «لا يمكن لروسيا البقاء في الإطار المثالي للقانون الدولي عندما لا تحترمها الولايات المتحدة»، مؤكدا على ضرورة استخدام آليات العقوبات وغيرها من الإجراءات ضد واشنطن.
وأكد رئيس لجنة الدوما للشؤون الدولية أن روسيا ليست راغبة بتقويض نظام الأمم المتحدة والقانون الدولي، إلا أنه يجب عدم تجاهل تطبيق «القانون الموازي» عندما تعلن الولايات المتحدة سياسة احتواء روسيا وعزلها وفرض العقوبات عليها.
وأضاف: أن واشنطن مع ذلك تؤكد تطلعها الى استمرار التعاون مع موسكو في مجالات حساسة بالنسبة للولايات المتحدة، لا سيما الأسلحة الهجومية الاستراتيجية».
ويتوقع بوشكوف أن تقوم الولايات المتحدة بمواصلة عملها على تقويض القانون الدولي، مؤكداً أن الحديث هنا يدور حول استراتيجية متكاملة لتقويض القانون الدولي، بدأ تطبيقها في عام 1999 من قصف يوغوسلافيا، من أجل الحفاظ على الهيمنة السياسية الأميركية.
وأكد بوشكوف أن وفد بلاده لن يشارك في عمل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا قبل استئناف كل صلاحياته في هذه المنظمة، حيث كتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، «تجري الدورة الجديدة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا التي انطلقت اليوم من دون روسيا. ولا ينوي وفدنا المشاركة في عمل الجمعية البرلمانية قبل رفع كل العقوبات» المفروضة عليه.
وانطلقت الدورة الجديدة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يوم أمس في ستراسبورغ. ومن المتوقع ان تصبح الأزمة الأوكرانية وتصعيد حدة التوتر في جنوب شرق هذه البلاد الموضوع الرئيسي للدورة. ولن يشارك الوفد الروسي في دورة الجمعية الحالية ، وذلك من جراء حرمانه من حق التصويت والمشاركة في كل الهيئات الرئاسية للجمعية حتى نهاية العام الجاري، وذلك بسبب انضمام القرم الى روسيا.
وبسبب غياب الوفد الروسي اكتسبت المناقشات حول التطورات الأوكرانية طابعاً شكلياً. فقد رفض المشاركون فيها اجراء بحث منفصل حول اسباب تصعيد حدة التوتر في أوكرانيا. كما رفضت الجمعية البرلمانية بحث الناحيتين الإنسانية والسياسية للأزمة الأوكرانية بشكل عاجل، الأمر الذي يعني ان الجمعية البرلمانية لن تتخذ اي قرار بهذا الشأن.
ومن المتوقع أن يقدم مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان نيلس مويجنيكس الذي قام بزيارة الى كييف وأوديسا في الفترة ما بين 16 و19 حزيران، تقريراً حول الوضع الراهن في أوكرانيا. إذ أكد سابقاً وجود « ضرورة عاجلة لإعداد رد منسق على قضية اللاجئين.
ومن الضروري بدء العملية من مركزية نظام تسجيل اللاجئين وتقديم المساعدات الدولية» لهم.
ورحبت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو بخطة السلام لتسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكدة على ضرورة تثبيت مبادرات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو في شكل وثائق ملزمة.
وقالت ماتفيينكو للصحافيين خلال زيارتها إلى منغوليا أمس، إنه «لا يوجد بديل للتسوية السلمية للأزمة في أوكرانيا، ويجب الترحيب بأية خطة سلام لأنها تدل على فهم ضرورة حلول دبلوماسية وتفاوضية سلميّة»، مشيرة الى «ضرورة بذل الجهود لتنفيذ خطة السلام بعد الإعلان عنها ولا يمكن التراجع عنها، وأكدت ضرورة وقف إطلاق النار من كلا الجانبين وإطلاق المفاوضات بين جميع أطراف النزاع».
جاء ذلك في وقت قدّم نحو 400 من الجنود المظليين الأوكرانيين التابعين لفرقة «دنيبروبيتروفسك» طلبات استقالة من الخدمة العسكرية في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث نقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية عن مصدر في هذه الوحدة العسكرية أن ما لا يقل عن 400 من المظليين قدّموا استقالاتهم رسمياً، فيما رفض مثل هذا العدد التوجه إلى المناطق التي تُجرى فيها العملية العسكرية في شرق أوكرانيا.
وأوضح المصدر أن الحديث يدور حول كتيبة تتمركز في منطقة نوفوموسكوفسك في إقليم دنيبروبيتروفسك، حيث أشارت الأنباء خلال الأسبوع الماضي إلى وقوع صدامات في منطقة مطار لوغانسك بين جنود مظليين من منطقة لفوف وآخرين من «دنيبروبيتروفسك».