منصور: التنسيق العسكري الروسي مع سورية لمواجهة الإرهاب عجّل بعقد مؤتمر فيينا

حاورته: روزانا رمال

أكد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عدنان منصور أن التنسيق العسكري الروسي مع سورية لمواجهة الإرهاب هو الذي عجّل بمؤتمر فيينا، مبيناً ان أميركا أدركت أن لروسيا مصالح استراتيجية في سورية والمنطقة لا يمكن المساس بها أو المجازفة في مواجهة معها.

وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أشار منصور إلى أن «مشاركة إيران في مؤتمر فيينا له دلالات هامة، لأن إيران قوة إقليمية كبيرة في الشرق ولها تأثيراتها المباشرة على الساحتين الإقليمية والدولية، ولا يمكن استبعادها عن الحل السياسي في سورية».

وشكّك منصور في إرادة الدول التي هيمنت على المنطقة بقبول دولة سورية موحدة قوية تمتلك قرارها السياسي والعسكري والاقتصادي المستقل، كما شكك في نيات الدول الغربية بإيجاد الحل السياسي في مؤتمر فيينا الذي يبدأ بوقف الإمداد المسلح للتنظيمات الإرهابية.

وأثنى على الدولة السورية التي «استطاعت أن تصمد خمس سنوات رغم التحديات العالمية التي واجهتها وإرسال المسلحين اليها والإمكانات الهائلة التي وضعت بتصرف الإرهابيين، ورغم الوضع الاقتصادي الصعب والنزوح الذي شهدته، لكنها بقيت متماسكة قوية جيشاً وشعباً ومؤسسات.

وإذ لمس تراجعاً تدريجياً في المواقف الغربية من سورية، جزم منصور بأن «لا حل من دون الدولة والرئيس بشّار الأسد الذي هو جزء أساسي في المعادلة ويمثل أكثرية الشعب السوري»، وأعرب عن اعتقاده بأن «الحل السياسي يكون مع من يؤمن بسورية موحدة واحدة لديها رؤية قومية ووطنية وعربية واضحة ويحافظ على موقعها ودورها الحقيقي وخدمة قضايا أمتها».

وأوضح أنه إذا توفرت النية والإرادة الأميركية لإيجاد الحل السياسي لاستطاعت لجم مواقف الأطراف التي تدور في فلكها، مبدياً أسفه أن ما يجري في سورية يريح الأمن «الإسرائيلي» لعقود طويلة، مشيراً إلى أن ما حققه الإرهابيون في سورية العراق لم تستطع «إسرائيل» تحقيقه.

وبيّن منصور أن «الموقع الجغرافي لسورية وما تمثّل يثير لعاب الجميع، فهي نقطة التوازن الإستراتيجي العالمي، ومعبر للنفط والغاز من المشرق إلى أوروبا، لذلك روسيا لا تفرّط بالأمن الاستراتيجي والمجال الحيوي لها».

وأبدى منصور مخاوفه من أن أميركا وأوروبا ومن يدور في فلكهما يسعون إلى حرب استنزاف طويلة الأمد في المنطقة لتصفية الحسابات مع روسيا رداً على ما جرى في أوكرانيا وجورجيا.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

مؤتمر فيينا هو الحدث الأبرز اليوم وقد شاهدنا تغييراً في هوية الحاضرين، ماذا يعني لك حضور إيران بعد خمس سنوات من الأزمة وهي منتصرة؟

– مؤتمر فيينا يختلف في الشكل والأساس عن مؤتمري جنيف 1 و2 ، على اعتبار أن التطورات التي حصلت في سورية منذ انعقاد «جنيف 1» حتى اليوم واكبتها تطورات جديدة على الأرض بمعطيات وأفكار ورؤى جديدة. في «جنيف 1» الدولة السورية لم تشارك وفي «جنيف 2» استبعدت إيران بعد دعوتها ونتيجة رفض دولة خليجية لمشاركتها تراجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعودة عن الدعوة وحصل «جنيف 2 « ولم تحضر إيران.

أما الذهاب إلى مؤتمر فيينا مع إيران فيعني شيئاً كثيراً، على اعتبار أن إيران قوة إقليمية كبيرة في الشرق ولها تأثيراتها المباشرة على الساحتين الإقليمية والدولية، وبالتالي عندما نجد أن هناك تعاوناً وتنسيقاً بين إيران وسورية، لا نستطيع إلغاء الدور الإيراني من المنطقة أو نبعدها عن الحل السياسي. ففي السنوات الماضية شهدنا من يتعمّد إبعاد إيران ويحجّم دورها، لكن النظرية شيء والتطبيق شيء آخر، اليوم بعد مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سورية والتنسيق الروسي معها، كان لا بد من البحث عن حلٍ سياسي، لأن أي أزمة مهما طالت، ستجد بالحل السياسي مخرجاً لها، لذلك هذا الحل يجب أن يستند الى حقائق والى نيات حسنة ومعطيات على الأرض ومنطق في مواجهة التحديات. لا نستطيع ان نذهب الى جنيف 1 او 2 او فينا 1 لو 2 أو 3 بخلفيات تعجيزية مسبقة تفرض على طرف دون طرف آخر. من جهة هناك طرف متماسك متمثل بالدولة السورية والنظام السوري والرئيس السوري والمؤسسات العسكرية والمدنية والديبلوماسية، مقومات الدولة السورية على الارض متماسكة والدولة السورية تعرف ما الذي تريده وما يجري حقيقة على الأرض، مقابل وجود معارضات ومئات الفصائل المسلحة المنتشرة على مساحة الوطن السوري ومتناحرة فيما بينها، قد تلتقي على إطاحة النظام ولكن تختلف عقائدياً وإيديولوجياً ومصلحياً. إذا كان الغرب يريد الحل السياسي لكن مع مَن ستتعاطى الدولة السورية؟ هناك أطراف دولية جديدة يجب أن تساهم في إيجاد الحل السياسي، أميركا وروسيا وإيران والسعودية وغيرها، ولكن إذا كانت هناك خلافات بين هذه الدول الأطراف في الجوهر، فلا يمكن الحديث عن الحل السياسي، المشكلة الآن هي البحث في مصير ولاية الرئيس بشار الاسد وهي لا تحسم من الخارج، لأن ذلك تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة، خصوصاً دولة ذات سيادة ومعترف بها من المجتمع الدولي كسورية، لا يمكن فرض قرار على سورية من الخارج ولا سيما في ما يتعلق بمسألة تمس السيادة والمؤسسات الدستورية والقانونية السورية، عندما يتحدث أصدقاء سورية، يتحدثون عن موقف واحد وهو الدولة السورية ولكن الآخرين عندما يتحدثون عن المعارضة، هل لديهم موقف موحد لها؟

دحر الإرهاب قبل الحل

هل يمكن أن يتحول مأزق توحيد المعارضات ذريعة للخارج لإطالة أمد الأزمة في سورية؟

– المأزق يتعلق بالدول الداعمة للإرهاب وللمنظمات الإرهابية والمعارضة المسلحة، أما فيما يتعلق بسورية فالموقف واضح. الرئيس الأسد منذ اليوم الاول وافق على الحوار ولكن الحوار مع مَن؟ إذا كانت الجهات المعارضة تريد إجراء مفاوضات مع الدولة السورية، هل تنظيم «داعش» أو جبهة «النصرة» يقبلان بما يجري من حوار؟ كلا، وكيف يمكننا أن نتجاهل نفوذ «داعش» و«النصرة» على مساحة الوطن السوري؟ وكيف لنا أن نقيم حواراً سياسياً قبل دحر الإرهاب؟ قبل إيجاد حلٍ سياسي علينا مواجهة الخطر الأكبر الذي يكمن بالتنظيمات الإرهابية المنتشرة على الأرض والتي ترفض أي حلٍ سياسي، بل تريد إنشاء دولة إسلامية من منظورها الخاص.

هل يمكن ربط السلوك الإرهابي بالقرار الغربي الداعم للإرهاب؟

– نعم، أربط القرار السياسي والعمل العسكري لهذه التنظيمات بمواقف خارجية. من أين يتدفق السلاح؟ ومن هي الدول التي تسمح بتدفقها من أنحاء العالم وبحرية التنقل عبر الحدود؟ هل فعلاً الدول التي هيمنت على المنطقة، تريد دولة سورية موحدة قوية تمتلك قرارها السياسي والعسكري والاقتصادي المستقل؟ أشك في ذلك، وبنيات الدول الغربية بإيجاد الحل السياسي في سورية في مؤتمر فيينا، لا يتصور أحد أن الحل آتٍ خلال ليلة أو ضحاها، النيات منذ البداية لم تكن حسنة من قبل جهات دولية وإقليمية. منذ اندلاع الأحداث السورية اتخذت هذه الدول موقفاً معادياً يتنافى مع العلاقات الدولية السليمة وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة. هذا عمل عدواني مباشر. عندما تقوم تركيا باحتضان أول اجتماع للمعارضة منذ بداية الأزمة السورية ماذا يعني ذلك؟ وعندما تفتح حدودها أمام المعارضة المسلحة وتدفق السلاح والمقاتلين، هذا يشكل عدواناً سافراً على دولة ذات سيادة، عندما تعمل الدول على تزويد المعارضة بالسلاح، يعني تريد المساهمة في إسقاط الدولة والنظام في سورية، إذا كانت هذه الدول تريد الذهاب إلى فيينا 2 و3 على الأقل، عليها أن تثبت فعلاً أنها تريد أن تسهم في الحل السياسي اولاً من خلال وقف الإمداد المسلح للتنظيمات الإرهابية.

هل ترى في انعقاد مؤتمر فيينا انطلاق قطار الحل السياسي في سورية؟

– عندما عقد «جنيف1» ظن الغرب والدول التي مولت المعارضة انها ستصل الى النتيجة المرجوة وقلنا في جنيف 1 و2 أن هذا المؤتمر فشل، لأنه أتى بنظريات وآراء تعجيزية، الدول الغربية اليوم التي تشارك في فيينا عليها أن تأخذ في الاعتبار وحدة الدولة والأراضي السورية، والحوار يجب أن يخضع لسلوكيات ونيات حسنة وليس مبيتة.

الدولة السورية بهرت العالم

ماذا تغيّر بين فترة انعقاد «جنيف 1 و2» و «فيينا «1 ؟

– أولاً مشاركة إيران التي رفضت في «جنيف 2» وأيضاً التصريحات التي كان يدلي بها زعماء عديدون في أوروبا الذين قالوا انتهى النظام. الحقيقة هي أن الدولة السورية بهرت العالم، إذ استطاعت أن تصمد خمس سنوات رغم التحديات العالمية، ورغم مليارات الدولارات والمسلحين الذين أرسلوا إلى سورية والإمكانات الهائلة التي وضعت في تصرف الإرهابيين، ورغم الوضع الاقتصادي الصعب والنزوح الذي شهدته سورية بقيت متماسكة قوية جيشاً وشعباً ومؤسسات. هذا يسجل لسورية ويدل على إرادتها. لذا علينا مواجهة الإرهاب وعلى هذه الدول أن تتخلى عن غطرستها وتدخلها السافر وأن تقتنع بأن من يقرر مصير سورية هو شعبها وهذا ما قالته سورية وإيران وروسيا.

تركيا تغرق في الوحل السوري

قبل «مؤتمر فيينا» سرّب مكتب الرئيس التركي رجب أردوغان أنه يوافق على بقاء الأسد ستة أشهر، والآن فاز في الانتخابات، كيف تصف دور تركيا كدولة فاعلة ومؤثرة في المؤتمر المذكور؟

– لا شك في أن تركيا دولة مؤثرة في الأزمة السورية، لأنها كانت من أولى الدول التي تدخلت ووقفت موقفاً معادياً من الرئيس السوري والنظام رغم أنها حملت شعاراً العام 1999 بتصفير المشاكل مع دول الجوار. وهنا للأسف، نجد أن علاقات تركيا مع قبرص متوترة ومع أرمينيا واليونان وسورية والعراق بل على العكس تركيا تغرق في الوحل السوري اليوم، وهذا لا يضر بسورية فقط، بل بتركيا وهذا الضرر سيستمر لعقود طويلة لأن النفوس أصبحت مشحونة، تركيا لعبت على الوتر الطائفي والشعوب العربية وتحديداً السوري. وسورية لن تنسى الدور التركي السلبي، لا يمكن الاستمرار بتدمير سورية وطالما تركيا تساهم في تسهيل وصول السلاح إلى سورية سيزداد الدمار والقتل، وما الذي فعله التحالف الدولي بعد عام على حربه على «داعش»؟ هم يريدون إطالة أمد الأزمة، لأن الدول التي لها مصالح بعيدة المدى لا تريد لهذه المنطقة أن تكون قوية.

هل المعلومة المسرّبة عن موافقة تركيا على بقاء الأسد ستة أشهر تشكل تراجعاً تركياً؟

– في البداية كانت تركيا وغيرها يعتقدون أن ولاية الرئيس الأسد انتهت وأن النظام سيسقط، لكن اليوم يتراجعون شيئاً فشيئاً، لا حل في سورية من دون الدولة. والرئيس الأسد، وهو جزء من المعادلة ويمثل جزءاً هاماً من الشعب السوري وكافة المعارضات تمثل الجزء الآخر ما يعني أن كل جزء لا يساوي شيئاً بالنسبة لما يمثل الأسد، لماذا يريدون اختزال من يمثل الأكثرية لدى الشعب السوري، ويريدون أن نتقبل الفصائل كافة؟ أولاً يجب القضاء على التنظيمات الإرهابية والفصائل المعارضة التي تتعاطف مع التنظيمات الإرهابية التي وضعت خريطة جغرافية للمنطقة. كيف يمكن التعاطي مع هذه التنظيمات وهي ترفض الحوار والتخلي عن السلاح ومهمتها هدم كل شيء في طريقها من مقومات الحضارة والتراث والآثار؟ الحل السياسي يكون مع مَن يؤمن بسورية موحدة واحدة لديها رؤية قومية ووطنية وعربية واضحة ويحافظ على موقعها ودورها الحقيقي وخدمة قضايا أمتها.

هل تتوقع أن يعقّد فوز أردوغان الأزمة السورية أم ان أميركا جيّرت أصواتها في الداخل التركي لمصلحة أردوغان شرط أن يقبل بالأسد والعملية السياسية في فيينا؟

– في حال كان لدى أميركا النية والإرادة لإيجاد الحل تستطيع لجم مواقف الأطراف التي تدور في فلكها. هناك دول إقليمية تربطها بالولايات المتحدة مصالح استراتيجية، هل تريد هذه الدول أن تقول لا لأميركا إذا ما قررت السير بالحل في سورية؟ لا، حتى تركيا لا تستطيع أن تخرج عن هذا الإطار، اذا كان هناك قرار حازم من قبل الولايات المتحدة، لكن إذا قررت أميركا إطالة الازمة حينها الدول التي تدور في فلك سياساتها ستتصلب اكثر وهذا يعكس التصلب الاميركي.

سورية تشكل موقعاً مهماً، ليس فقط لأميركا وإنما لروسيا.

إذا عدنا إلى التاريخ، فنرى أن اهتمام الدول بسورية يعود الى قرون، الموقع الجغرافي وما تمثل يثير لعاب الجميع. أميركا كانت تنظر دائماً الى سورية كمفتاح وجسر عابر وتعتبرها الموقع الحاكم في الشرق ونقطة التوازن الاستراتيجي العالمي وأكبر حاملة طائرات جاثمة على الارض ومن امتلكها امتلك المشرق، وهي معبر للنفط والغاز من المشرق الى المستهلكين في اوروبا، عندما نتحدث عن المشاريع الإقتصادية أو خط نفطي وغازي لنقل الغاز والنفط من إيران الى العراق الى سورية ولبنان، وعندما نتحدث عن خط نقل الغاز من قطر مروراً بالسعودية والأردن وسورية الى تركيا، وعندما نتحدث عن خط مياه يمتد من تركيا الى «إسرائيل»، يعني أن كل المشاريع يجب أن تمر بسورية التي تقع أيضاً على حدود الكيان «الإسرائيلي» العدواني ما يشكل تحديات عديدة اقتصادية وأمنية واستراتيجية وسياسية، لذلك لا يمكن التفريط بهذا الموقع، سورية نقطة التوازن الاستراتيجية والتداعيات لا تقتصر على مساحة الجغرافية السورية وإنما التداعيات ستمتد إلى خارج سورية، وهذا ما حذرنا منه في اجتماعات جنيف والجامعة العربية، الإرهاب سيتوسع وسيتمدد، لذلك عندما يتحرك الخارج لإيجاد حل سياسي، فذلك لأنه شعر بأن نار الإرهاب ستمتد اليه وعليه أن يجد مخرجاً بحده الادنى ويتراجع عن تشدده في مواضيع عديدة، لذلك روسيا لا تفرّط بالأمن الاستراتيجي والمجال الحيوي لها.

هل تعتقد أن الدخول الروسي إلى سورية سيحرج أميركا وحلفاءها وتتأثر طاولة المفاوضات وترى هذه الدول ان الحل الآن أفضل قبل أن تحقق روسيا إنجازات جديدة وتغير الوقائع على الأرض؟

– التنسيق العسكري الروسي مع سورية لمواجهة الإرهاب هو الذي عجّل بعقد مؤتمر فيينا، لأن اميركا ادركت أن لروسيا مصالح استراتيجية ومجالاً حيوياً وهذه الأمور لا يمكن التلاعب بها أو المجازفة في المواجهة مع روسيا.

حرب استنزاف

هل ستعتبر أميركا أن إطالة أمد الحرب في المنطقة لا يشكل خطراً على أمنها القومي وبالتالي تعمل على إطالة أمد الازمة أم انها ستراعي المصالح الروسية؟

– سيأتي يوم وتقر اميركا بأن هناك مصالح لروسيا في المنطقة كما هناك مصالح لأميركا، لو كان التدخل العسكري الروسي في منطقة الخليج لكان رد فعل أميركا أكبر بكثير لأنها منطقة تتعلق بالأمن القومي الأميركي. كلما ابتعدنا عن الحل السياسي يعني ان الأزمة مستمرة. وكل الخوف والحذر من ان تكون اميركا واوروبا ومن يدور في فلكهما يسعون الى حرب استنزاف طويلة الامد في المنطقة لتصفية الحسابات مع روسيا رداً على ما جرى في اوكرانيا وجورجيا. هم يتحدثون عن الحل السياسي وفي الوقت نفسه يدعمون الاطراف المسلحة ويدعمون التنظيمات الإرهابية. لا أستبعد ان نذهب الى حرب الاستنزاف لأن هناك جهات تدفع المال وجهات تبيع السلاح وجهات تدفع الثمن.

أين «إسرائيل» مما يجري في المنطقة وكيف ستتصرف تجاه التدخل الروسي في سورية والصعود الايراني في المنطقة؟

– «إسرائيل» ليست دولة ضعيفة، بل مدججة بالسلاح وتحظى بدعم دولي كبير، وبالنسبة إليها ما يجري في سورية يريح أمنها لعقود طويلة. وهذا ما قاله وزير الأمن «الاسرائيلي» موشيه يعالون وهي تنسق مع المعارضة السورية على الحدود، لذلك «اسرائيل» لن تشارك بعمليات عسكرية وعندما تجد أن الاقتصاد السوري يدمره الإرهابيون وان السلاح يتدفق وهناك من ينفق المليارات على تدمير سورية، تعطى «إسرائيل» جائزة لم تكن لتحلم بها من قبل. وأيضاً تشاهد العراق يدمر لأنه يشكل الخطر الاول عليها، ما حققه الإرهابيون في سورية لم تستطع «إسرائيل» ان تحققه، إن كان في سورية أو العراق، لذلك لا تستطيع «إسرائيل» ان تجازف وتذهب إلى عملية عسكرية. وقد تضرب مواقع قريبة على الحدود بحجة رد فعل على سقوط قذائف على حدودها، لأن أي عملية عسكرية في سورية تشكل تحدياً لروسيا ما يثير الهيبة الروسية.

قيل إن سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء هو عمل إرهابي، واليوم سقطت طائرة شحن روسية في جنوب السودان، هل هناك استهداف لروسيا وضرب مصالحها حيثما كان؟

– التنظيمات الإرهابية لن توفر من ضرباتها المصالح الروسية على الاراضي الروسية ولا على أراضي الدول الأخرى ولا أي مكان في العالم، إذا ثبت أنه عمل تخريبي. هذا شيء يثير القلق ليس فقط بالنسبة للروس، لأن القوى الإرهابية ستضرب غير الروسي وربما تستهدف طائرة لدول مصنّفة من قبل التنظيمات صديقة.

أين لبنان؟

لبنان لا يزال يعيش فراغاً رئاسياً، أين لبنان على جدول أعمال الدول؟

– الحياة السياسية اللبنانية باتت دون المسؤولية الوطنية ودون مستوى أن نقود دولة ونظاماً وأن نحافظ على المؤسسات. كيف يمكن لبلد توجد فيه قوانين أن لا تجري انتخابات رئاسية فيه أياً كانت الأعذار؟ لم تجتمع هيئة التفتيش المركزي منذ سنتين، الدولة تتعطل ولا أحد يحاسب، لو المسؤولون يقرأون ماذا يكتب سفراء دول العالم المعتمدون في لبنان لحكوماتهم عن أوضاعنا وإداراتنا، يكتبون أن المؤسسات بدأت تتحلّل.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويُعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة توب نيوز على التردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى