سميرة سعيد… «عايزة تعيش»!
هنادي عيسى
تعتبر الديفا سميرة سعيد مطربة من جيل العمالقة، فهي عاصرت كبار الملحّنين المصريّين، وقدّمت أجمل الأغنيات من ألحان كل من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي وغيرهم، واستطاعت خلال أكثر من أربعة عقود في الفنّ، أن تقدّم مسيرة مليئة بالنجاح.
ويعرَف عن سميرة سعيد أنها فنانة تبحث عن التجدّد دوماً، لناحية الشكل الموسيقي الذي تقدّمه، أو الشكل المعاصر الذي يظهرها بأجمل حلّة. وهي على رغم دخولها في العقد السادس من عمرها، تحافظ على نضارتها وحضورها بشكل لافت يثير الإعجاب.
وبالعودة إلى الأنواع الموسيقية التي تجرّأت على تنفيذها وطرحها في الأسواق الغنائية، وبها قلبت المقاييس، كانت أغنية «عالبال» مع الملحن صلاح الشرنوبي. هذه الأغنية التي أحدثت ضجة كبيرة، وجعلت عدداً كبيراً من المطربين يسعون إلى البحث عن أعمال مشابهة، إنما بقيت هذه الأغنية متفرّدة.
وبعد فترة، كان الدويتو الذي جمعها مع الشاب «مامي» «يوم ورا يوم». وحينذاك، أصيب الوسط الفنّي بهزّة قوية جعلت كل من يعمل فيه يبحث عن سرّ هذه المطربة التي تصول وتجول وتصدر عملاً مختلفاً شكلاً ومضموناً. وقبل سنتين تقريباً، طرحت سميرة سعيد أغنية «ما زال»، وبها عبرت المحيطات. إذ احتلت المرتبة الأولى في الصين وإسبانيا عبر «كليب» شكّل صدمةً، من خلال جرأة صورته. لكن الجميع كانوا يعلمون أن سميرة سعيد تغيب لتعود بعمل انقلابيّ.
وقبل أيام، أصدرت شركة «روتانا» ألبوم «عايزة أعيش»، في التعاون الأول الذي يجمعها بسميرة سعيد. ومن غلاف الألبوم، نلاحظ التجدّد. فهي قدّمت نفسها امرأة حرّة تنشد الحياة والفرح والانطلاق. أمّا الأغنيات فهي متنوّعة بين الرومنسي والستايل والطربي. ومثلما تعاونت مع أسماء مخضرمة في الألحان والكلمات والتوزيع الموسيقي، هناك أيضاً حصة للجيل الجديد الذي يعطي لأيّ فنان عريق روحاً لمواكبة العصر. وهذه نقطة تحسب لهذه المطربة التي تعلم كيف تتصالح مع الحاضر والمستقبل، وتحافظ على الماضي عبر مزيج فنّي ذي قيمة.
سميرة سعيد نجمة كبيرة دخلت التاريخ الفنّي من بابه العريض، لأنها تسعى إلى الفنّ لا إلى جمع الأموال في البنوك.