بين فلسطين وسورية

بين سماء سورية وشوارع فلسطين نصر من الله آت.

ففي سماء سورية غضبٌ ساطع يبرق ويرعد حقاً وشرفاً وعزيمة وإصراراً. فيمطر خيراً يطوف في تلك القلوب الصادقة. هناك على أرض الحقّ. فتنفجر البراكين المحقونة، وتثور الهِمَم الموجوعة. فالزرع ذابل، والأرض عطشى، والتراب قد دُنّس من أيادي الغدر.

الأحجار تنطق، والأسود تزأر، والكلاب تنبح، وقدرة الله قوية، وفي المعارك لا ثبات إلا لأصحاب القضية.

ما بين سورية وفلسطين بوتين والأسد وحزب الله وإيران الأبية. وبين كيان مزعوم أوهن من بيت العنكبوت، يلهث لحمايته هولاند الغبيّ وأوباما العاجز، وأردوغان المريض، وفئران الأنابيب المذعورة، غضب يتسارع في خطواته ويسابق التاريخ ليحلّق بانتفاضة ثالثة.

ففي الشوارع سكاكين جارحة، تواجه حملة رصاص حاقدة. في الشوارع عقول ثائرة لتحمي مبدأ سيادة الأرض لأصحابها.

في الشوارع قلوب مفجوعة، أضناها الاستعمار. رحلة آلام وآمال صامتة. قلوب مفجوعة بموت أصبح ماضياً غائباً في حضرة الانتفاضة. أعتقد أنه موت شيء كان اسمه النخوة العربية، التي قتلتنا بدم بارد ألف وألف مرّة قبل أن تصبح جثة هامدة.

وفي سورية أرض العروبة لم تنم أبداً المقاومة. فهي كانت وما زالت خطّ الدفاع الأول عن قضية الكرامة. هذا البلد الأبيّ الذي قدّم الكثير للتاريخ والحضارة، عطاءً ومقاومة، قدّم سلاحاً وأرواحاً فداء للقضية، حتّى في مواجهته تلك الأزمة الملعونة، فهو يدافع عن وجود فلسيطن ويحمي بقاءها.

ففي سورية يلاقون حتفهم، على حافة الهاوية آخر معاقل الزندقة الكفار ورقة «إسرائيل» الباقية. وبعد سقوطهم، سيسقط فتات الكيان الدخيل على تاريخ سيسجّل أنّ «إسرائيل» مجرد نزوة عابرة.

هؤلاء الشرفاء هم أبناء فلسطين الحقيقيون، وأصحاب القضية. هؤلاء هم من يصارعون الموت حتى تُطهّر وتُحرّر أولى القبلتين، وثالث الحرمين من بقايا الاغتصاب الذي لم يبقَ منه إلا بعض الحروف بين الكلمات الضائعة.

هؤلاء هم أرواح العنفوان الفتيّة، هم براءة الطفولة المعذّبة، هنّ كرامة الأنوثة العربية، لا حماس ومشعل وهنية وحفنة من الخونة لا يحملون أيّ هوية.

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى