لافروف وكيري يبحثان محاربة الإرهاب والعملية السياسية في سورية
أعلن دبلوماسيون أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيقدم الثلاثاء المقبل أمام مجلس الأمن عرضاً عن المحادثات التي أجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الأزمة في سورية، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية حللا أول من أمس الخطوط التي تم اتخاذها بعد لقاء فيينا بشأن المشاركة المتعددة واسعة النطاق من دول كثيرة والخطة المستقبلية للعمل.
من جهة أخرى، ناقش وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي جون كيري تسوية الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن المكالمة الهاتفية تناولت بحث المسائل المتعلقة بالجهود الدولية لإطلاق التسوية السياسية في سورية من خلال عملية تفاوضية بين الحكومة والمعارضة. كما تطرق الجانبان إلى موضوع مكافحة تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مجدداً أن سلطنة عمان تبذل جهوداً دبلوماسية لإيجاد حلّ سلمي للأزمة في سورية واليمن.
ونقلت مصادر عن بن علوي تأكيده في تصريحات عقب اجتماعه مع وزير خارجية نظام آل سعود عادل الجبير في العاصمة العمانية مسقط «سعي السلطنة من خلال الدبلوماسية الهادئة ومن دون معارضة من أحد وبالوسائل المحفزة للتقارب بين جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها».
وتحدث بن علوي عن «أهداف مشتركة» بين السعودية وسلطنة عمان «حول مناطق الصراع القائم في المنطقة» موضحاً أن البلدين «اتفقا على النظر إلى المستقبل وعدم البقاء رهينين للماضي في ما يتعلق بقضايا المنطقة».
ووصف وزير الخارجية العماني زيارته الأخيرة دمشق بـ «المهمة».
ميدانياً، أكدت مصادر عسكرية أن الجيش السوري واصل تقدمه في ريف اللاذقية وسيطر على الدغمشلية بعد عملية بدأها صباح أمس.
وكان الجيش أعلن أنه سيطر بشكل كامل على منطقة غمام الاستراتيجية.
وانطلقت عملية للجيش منذ الرابعة من فجر أمس بدأت بغارات مكثفة للطيران وقصف مدفعي، قبل أن تقتحم قوات خاصة المنطقة التي تتميز بقيمة استراتيجية كبيرة للمعارضة السورية.
وأوضحت المصادر أن غمام تحوي على غرفة عمليات مشتركة لمختلف الفصائل المسلحة، كما أنها تشرف بطريقة مباشرة على مدينة اللاذقية، ومنها انطلقت معظم الصواريخ التي استهدفت المدينة الساحلية.
إلى ذلك واصل الجيش عمليات التمشيط للتلال المحيطة بجبل الفرك وجب الزعرور والتي سيطر عليها أول من أمس.
وأفاد مصدر عسكري بأن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضبطت 3 مستشفيات ميدانية وعشرات الدشم للإرهابيين، تحوي رشاش دوشكا ومدافع جهنم و5 هاونات». وأضاف المصدر: «إن عمليات التمشيط أسفرت عن ضبط 20 جرة غاز معدة للتفجير وكميات كبيرة من المتفجرات والذخائر المتنوعة، إضافة إلى كميات من الأدوية التركية والمسروقة وكمية من مادة الكوكائين المخدر».
وفي المنطقة الواقعة قرب الحدود مع محافظة إدلب، قامت قوات الجيش ببسط سيطرتها على قرية الصفصافة. وأكد مصدر عسكري: «تدمير آخر معاقل «جبهة النصرة» و«جيش الفتح»، إضافة إلى العديد من الآليات المزوّدة برشاشات ثقيلة في القرية، وبذلك يقترب الجيش من قرية السرمانية والفريكة.
وفي دمشق فرضت القوات السورية سيطرتها على شركة جاك ومفرق الصمادي في حرستا بريف دمشق وقطعت أبرز خطوط إمدادات المسلحين، كما استهدف سلاح الجو في الجيش السوري مواقع المسلحين في حي جوبر شرق مدينة دمشق وداريا ودوما ودير العصافير وعربين وبلدات عين ترما ودير العصافير وزملكا ومنطقة المرج في ريفها.
كما نفذ الجيش ضربات مركزة على أماكن وجود المسلحين في قرية زمرين بريف درعا، مع تجدد الاشتباكات في الجبهة الشرقية من مدينة داريا بالغوطة الغربية في ريف دمشق.
وفي منطقة تل أصفر شمال شرق السويداء، قامت وحدة من الجيش السوري بعملية نوعية ضد مواقع تجمعات مسلحي تنظيم داعش، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بصفوفهم وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر.
وأفادت آخر التقارير الميدانية، دحر الجيش السوري عناصر «جيش الإسلام» بعد تكثيف الضربات في مناطق وجودهم في أرض الصمادي والمكاسر والمنطقة الشمالية المجاورة واسترداد حرستا مخلفين أسلحتهم وراءهم.
وفي دوما، يواصل الجيش السوري عمليات ملاحقته لفلول المجموعات المسلحة في مزارع دوما بعد أن ألقت القبض على البعض منهم.
وقتل عدد من مسلحي «جبهة النصرة» وتم تدمير ما بحوزتهم من ذخائر وأسلحة في عملية للجيش السوري ضد تجمعاتهم في بلدة عتمان بريف درعا الشمالي.
وفي منطقة حمص والمنطقة الوسطى والشرقية، استهدف الجيش السوري نقاط تمركز المسلحين في حي الوعر بمدينة حمص ومدينة الرستن بريفها، كذلك سقط قتلى وجرحى في صفوف المجموعات المسلحة جراء استهداف الجيش السوري لتجمعاتهم في كفر نبودة ومحيط قرية عقيربات بريف حماه، بينما دمر الجيش تحصينات ومواقع للمسلحين في مدينة البوكمال وقرية الجفرة بدير الزور.
وفي سياق آخر، استهدف الطيران الحربي المشترك السوري الروسي أهدافاً لتدمر ومنطقة المثلث بريف تدمر تزامناً مع اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي داعش في المنطقة.
في غضون ذلك، شن الطيران الحربي السوري غارات على مواقع المسلحين شمال شرقي الحولة بريف حمص، كما دمرت مقار وآليات لمسلحي داعش في محيط حقل جزل ومهين والقريتين بريف حمص.
إلى ذلك، أسفرت ضربات لوحدات من الجيش السوري في الريف الجنوبي الغربي لحلب، عن مقتل وإصابة العديد من مسلحي النصرة وتدمير آليات مزودة برشاشات في قرى برنة وتل حدية ودلامة وخان طومان، كما دمرت وحدات من الجيش السوري بإسناد من سلاح الجو أهدافاً لجبهة النصرة في أحياء الراشدين 4 والشيخ خضر وصلاح الدين والشيخ سعيد وبستان القصر بمدينة حلب.
وكان متحدث عسكري باسم الجيش السوري قال إن قوة عسكرية تابعة له قامت صباح أمس بتمشيط الطريق على محور أثريا خناصر بعد ورود معلومات عن قيام مسلحين بمحاولة تفخيخه.
يذكر أن الجيش السوري أعلن مؤخراً إعادة تأمين الطريق الوحيد باتجاه محافظة حلب بعد معارك عنيفة استمرت قرابة أسبوع سقط فيها العديد من القتلى.
وفي السياق، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن خبراء في الأسلحة الكيماوية خلصوا الى أن غاز الخردل استخدم في معارك بين فصائل المعارضة المسلحة في سورية في آب.
وقالت مصادر في المنظمة إن الغاز استخدم في مدينة مارع في محافظة حلب شمالاً في 21 آب. وهذا أول تأكيد لاستخدام هذا الغاز السام في الأزمة السورية. وقال مصدر آخر: «نؤكد الوقائع لكننا لا نحدد المسؤولين».
من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية إن «داعش» استخدمت غاز الخردل خلال معركة مع جماعة مسلحة أخرى.
وخلص التقرير إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل، مرجحاً أن يكون تسبب بوفاة رضيع.
وأرسل تقرير سري الى الدول الاعضاء في المنظمة التي ستعقد اجتماعاً في مقرها في لاهاي أواخر تشرين الثاني.
وكان ناشطون ومنظمات غير حكومية طبية أكدت أواخر آب أن الهجوم بالأسلحة الكيماوية أصاب عشرات الأشخاص في هذه المدينة. كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها عالجت 4 مدنيين من عائلة واحدة.
وقال للمرضى الذين عولجوا في مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في حلب، إن قذيفة هاون اأصابت منزلهم و«بعد الانفجار، ملأ غاز أصفر غرفة الجلوس».
وبحسب ناشطين في المكان في ذلك الوقت، أطلقت جماعة «داعش» الإرهابية اكثر من 50 قذيفة هاون في ذلك اليوم على المدينة.
جدير بالذكر، أن غاز الخردل سام استخدمه الألمان للمرة الأولى في بلجيكا عام 1917. وقد حظرت الأمم المتحدة استخدامه في عام 1993.