بطريرك السريان الأورثوذكس يبدأ زيارته الرّسولية الأولى إلى أبرشية بيروت

استقبلت أبرشية بيروت للسريان الأرثوذكس أمس الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أغناطيوس أفرام الثاني، في أول زيارة رسولية رسمية له بعد انتخابه في العام 2014، وذلك في إطار جولته العالمية على أبرشيات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حسب التقليد المتّبع الذي يحتّم على البطريرك الجديد أن يقوم بزيارات لأبرشياته حول العالم.

وحظي البطريرك باستقبال رسمي وشعبي أمام كاتدرائية مار بطرس وبولس في المصيطبة.

ويلتقي البطريرك اليوم وغداً القيادات السياسية والرّوحية في بيروت، مترئساً وفداً من طائفة السريان الأرثوذكس. وسيقيم صلاة الغروب في كنيسة مار بطرس وبولس، تليها لقاءات مع مؤسسات وجمعيات الأبرشية عصر اليوم، فمأدبة عشاء لأبناء الرعيّة.

ويختتم زيارته الأحد في كنيسة مار أفرام السرياني في الأشرفية، حيث سيترأّس قدّاساً احتفالياً يتمّ خلاله إزاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء الإبادة السريانية «السيفو».

وكان البطريرك أفرام الثاني أعلن أخيراً، إطلاق سنة اليوبيل المئوي في الذكرى المئوية لمذابح الإبادة العثمانية بحق السّريان، وهو من أشدّ المستنكرين، بحسب بيان، لـ«قضايا الشهادة التي تعرّض لها المسيحيون في مذابح الإبادة، حاملاً في وجدانه قضية مسيحيّي هذا الشرق المتألِّم المعذَّب. ويدأب قداسته على تدشين النُّصب التذكارية التي تخلّد هذه الوقائع المُرّة لتبقى حيّة في ذاكرة الأجيال المقبلة، مؤكّداً أنّ الحق لا يموت والتاريخ، وإن سامح، فلن ينسى».

نبذة

وُلد البطريرك أفرام الثاني في مدينة القامشلي سورية في العام 1965. بدأ دراسته اللاهوتية في العطشانة لبنان وتخرّج منها في العام 1982، وتابع تحصيله اللاهوتي في مصر لينال شهادة الدكتوراه من جامعات إيرلندا وإنكلترا. وفي العام 1996، رُسِّم مطراناً لأبرشية شرقي الولايات المتحدة الأميركية. وبتاريخ 31 آذار 2014، انتخبه المجمع المقدّس بطريركاً على أنطاكيا ورئيساً للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع في دير مار يعقوب البرادعي – العطشانة لبنان خلفاً للبطريرك إغناطيوس زكا الأول عيواص. وتمّ تنصيبه رسمياً بتاريخ 29 أيار 2014 في دير مار أفرام السرياني. وكان احتُفل بقدّاسه الحبري الأول في كنيسة مار أفرام السرياني في بيروت بتاريخ الأول من حزيران 2014، لاستقبال الوفود المهنِّئة من أنحاء العالم كلّها، بسبب صعوبة الوصول إلى سورية لحضور حفل التنصيب.

وبحسب بيان للبطريركية السريانية الأرثوذكسية، حمل البطريرك «منذ تسلّمه زمام رئاسة الكنيسة، هموم مسيحيّي الشرق الجريح المتألِّم الذي عانى ويعاني الكثير من الويلات والحروب والتهجير والتطهير العرقي والإنساني. ويعمل قداسته جاهداً ليل نهار ليتفقّد أبناء رعيته في هذا الشرق. فهو قطع أخيراً، زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية التي كان من المعتزم إكمالها إلى ألبانيا ليعود إلى سورية بسبب قلقه على مدينة «صدد» التاريخية السريانية العريقة. كما أنه زار في إربيل الشعب المُهجّر في الموصل وسهل نينوى في العراق بعد سقوطهما بيد «تنظيم الدولة الإسلامية»، متفقّداً أحوالهم ومشجّعاً إياهم على التمسّك بأرض الآباء والأجداد في بلاد ما بين النهرين، مهد الحضارات التاريخية والإنسانية.

كما قام بزيارات هامة للمناطق الساخنة في سورية، منها حلب وحمص وصدد والقامشلي. وهو يعمل جاهداً على تثبيت الوجود المسيحي في هذا الشرق ويؤكّد في خطاباته كلّها ضرورة الوحدة الوطنية والعيش المشترك والمساواة بين أبناء هذا الشرق الغني بأطيافه وتنوّعه الديني وتراثه، كلّهم».

«المرابطون»

إلى ذلك، رحّبت الهيئة القيادية في «حركة الناصريّين المستقلّين – المرابطون» بـ«الزيارة المباركة» للبطريرك أفرام الثاني مثمّنة «أقواله وأفعاله القيّمة الداعمة لحقّ الإنسان في العيش الكريم والحرّ أينما وُجد في أنحاء العالم» .

كما أثنت الهيئة على الخطاب «الجامع والشامل لأبناء المشرق العربي كلّهم، من أجل مكافحة الإرهابيين والمخرّبين في سورية ولبنان والعراق ومصر، وأنحاء المشرق العربي كافّة.

وحيّت المرابطون «أهلنا السريان الصامدين والمتمسّكين بوجودهم في مدنهم وقراهم، والذين قدّموا خيرة الشهداء في وجه الإرهاب الذي يستهدفنا جميعاً».

ورفعت الحركة صور البطريرك في شوارع بيروت، ويافطات مرحّبة بزيارته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى